في يوم من الأيام كانت فيه الشمس تحتل كبد السماء .. تلقي بأشعتها الملتهبة علي كل الموجودات .. كنت أمشي بجانب كورنيش البحر أتأمل أمواجه في شرود ..
أتأمل تلك الموجة التي تقفز علي موجة اخري .. عاصفة كبيرة تنتهي حياتها بمجرد الوصول للشاطئي … والشمس بعد طول مكوث تبدأ في الهبوط بحذر في قلب البحر وكأنها تستوثق من أن البحر لن يبتلعها ويخفت ضوئها تدريجيا لكي يصل لدرجة الأحمرار .. وتعلن للعالم كله أن ميعاد انتهاء عملها قد حان وهي الآن ستختفي لتستمع بقيلولتها اليومية خلف الأفق أسفل أمواج البحر ..
مجرد كرة قرمزية كبيرة في وسط سحاب رمادي يغشي السماء كلها . . .
كلهم كرهوا هذا الكيان المشع وعشقوا القمر .. مع ان القمر ما هو إلا مجرد تابع صغير يعكس ضوء هذا الكيان الملتهب الحانق دوما .. هذا الكيان الملتهب الذي يوفر الوقود اللازم للقمر .. لكي يجد القمر من الضوء ما يعكسه ..
بدا الجو يكتسب برودة منعشة وبدأت روحي تحلق بداخل جسدي ومن السماء الرمادية بدأت بعض قطرات المطر في السقوط ..
السماء تبكي في حزن .. إنه الشتاء حيث يري الجميع بكاء السحاب لفراق الصيف ..
انه الشتاء وقت الألم ..
من بعيد رأيت كيان ما وكأنه سيلويت شخصين يقفان علي حافة الكورنيش .. اقتربت منهما في بطء وانا استعجب وجود شخص اخر يتحمل هذا الزمهرير
كانوا شخصين ..شاب وفتاة .. وكان الفتي يتكلم في ضيق والفتاة تنظر له في تضرع وفي عيناها كانت تنساب بعض قطرات من دموع ..
كان الفتي يشير بيده وهو يصرخ فيها .. وحاولت الفتاة أن تقول شيء ما ولكن الكلمات احتبست في حلقها .. فذادت العبرات وكأنها تحاول التعبير عما فشلت فيه الفتاة ..
لم يستجب الفتي لدموعها ونفض يدها عن زراعه في عنف وتركها في ومضي في طريقه نفس الأتجاه الذي اسير فيه ..
حاولت الفتاة ان تتعلق بزراعه وهي تهتف بشيء ما ولكنه التفت ولطمها لطمة القتها وسط الأرض الموحلة ولم يلتفت لير ما أصابها وأعطاها ظهره ومضي …
تعالي نحيب الفتاة وهي ملقاة علي الأرض تنظر للوحل في ذل ..
كنت قد أقتربت منها في هذه اللحظة فنظرت لي وهي تبكي وتهانفت بعض الشيء ونظرت للأرض مرة اخري ..
كانت تبكي ولكني لم أدر هل هذه هي دموعها حقا ام قطرات المطر التي اسقطها السحاب وكأنه يتألم مع الفتاة ..
اقتربت منها في بطء وساعدتها علي النهوض ومن ركن فمها لاحظت خط دم يسيل في أصرار .. وعدلت هي من ملابسها وتمتمت بشيء ما ..
أعطيتها الشمسية التي كنت أحملها واحكمت غلق معطفي الشتوي علي ومضيت أكمل طريقي في وسط العاصفة التي يصر السحاب علي ان يشكو بها افتقاده الصيف ...
ومن خلفي كانت الفتاة تحاول المشي في بطء وهي تنظر نظرة اخيرة للفتي الذي كان ابتعد بمسافة كافية ولم أسمع منها سوي كلمة واحدة :
- نذل ..
ومشت في تثاقل في الأتجاه المقابل ..
21/8/2007
أتأمل تلك الموجة التي تقفز علي موجة اخري .. عاصفة كبيرة تنتهي حياتها بمجرد الوصول للشاطئي … والشمس بعد طول مكوث تبدأ في الهبوط بحذر في قلب البحر وكأنها تستوثق من أن البحر لن يبتلعها ويخفت ضوئها تدريجيا لكي يصل لدرجة الأحمرار .. وتعلن للعالم كله أن ميعاد انتهاء عملها قد حان وهي الآن ستختفي لتستمع بقيلولتها اليومية خلف الأفق أسفل أمواج البحر ..
مجرد كرة قرمزية كبيرة في وسط سحاب رمادي يغشي السماء كلها . . .
كلهم كرهوا هذا الكيان المشع وعشقوا القمر .. مع ان القمر ما هو إلا مجرد تابع صغير يعكس ضوء هذا الكيان الملتهب الحانق دوما .. هذا الكيان الملتهب الذي يوفر الوقود اللازم للقمر .. لكي يجد القمر من الضوء ما يعكسه ..
بدا الجو يكتسب برودة منعشة وبدأت روحي تحلق بداخل جسدي ومن السماء الرمادية بدأت بعض قطرات المطر في السقوط ..
السماء تبكي في حزن .. إنه الشتاء حيث يري الجميع بكاء السحاب لفراق الصيف ..
انه الشتاء وقت الألم ..
من بعيد رأيت كيان ما وكأنه سيلويت شخصين يقفان علي حافة الكورنيش .. اقتربت منهما في بطء وانا استعجب وجود شخص اخر يتحمل هذا الزمهرير
كانوا شخصين ..شاب وفتاة .. وكان الفتي يتكلم في ضيق والفتاة تنظر له في تضرع وفي عيناها كانت تنساب بعض قطرات من دموع ..
كان الفتي يشير بيده وهو يصرخ فيها .. وحاولت الفتاة أن تقول شيء ما ولكن الكلمات احتبست في حلقها .. فذادت العبرات وكأنها تحاول التعبير عما فشلت فيه الفتاة ..
لم يستجب الفتي لدموعها ونفض يدها عن زراعه في عنف وتركها في ومضي في طريقه نفس الأتجاه الذي اسير فيه ..
حاولت الفتاة ان تتعلق بزراعه وهي تهتف بشيء ما ولكنه التفت ولطمها لطمة القتها وسط الأرض الموحلة ولم يلتفت لير ما أصابها وأعطاها ظهره ومضي …
تعالي نحيب الفتاة وهي ملقاة علي الأرض تنظر للوحل في ذل ..
كنت قد أقتربت منها في هذه اللحظة فنظرت لي وهي تبكي وتهانفت بعض الشيء ونظرت للأرض مرة اخري ..
كانت تبكي ولكني لم أدر هل هذه هي دموعها حقا ام قطرات المطر التي اسقطها السحاب وكأنه يتألم مع الفتاة ..
اقتربت منها في بطء وساعدتها علي النهوض ومن ركن فمها لاحظت خط دم يسيل في أصرار .. وعدلت هي من ملابسها وتمتمت بشيء ما ..
أعطيتها الشمسية التي كنت أحملها واحكمت غلق معطفي الشتوي علي ومضيت أكمل طريقي في وسط العاصفة التي يصر السحاب علي ان يشكو بها افتقاده الصيف ...
ومن خلفي كانت الفتاة تحاول المشي في بطء وهي تنظر نظرة اخيرة للفتي الذي كان ابتعد بمسافة كافية ولم أسمع منها سوي كلمة واحدة :
- نذل ..
ومشت في تثاقل في الأتجاه المقابل ..
21/8/2007
عدل سابقا من قبل AnA_Wi_HabibY في 07.08.08 18:33 عدل 2 مرات