منتدى احلى عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احلى عربدخول

descriptionروحي ع وشك القصيدة..... Emptyروحي ع وشك القصيدة.....

more_horiz
::: روحي على وَشَكِ القصيدة :::


"من أين تبتدئ القصيدةْ"؟‏

فكَّرْتُ مثلك بالسؤالِ‏

فردّني قلبي إلى امرأةٍ بعيدةْ‏

تخضرُّ كالنجم المؤبّدِ بالضياءِ‏

فإن أنا آنَسْتُ برقاً‏

في مدى عينينِ معجزتينِ‏

فرَّتْ في براري الليل مني‏

كالطريدةْ‏

* * *‏

من أين تبتدئ القصيدةْ؟‏

من فكرةٍ؟ أم صورةٍ؟‏

من قبلةٍ؟ أم رعشةٍ؟‏

أمن اشتعالِ النبضِ في الكلماتِ؟‏

أم من آخر الصلواتِ؟‏

أم من طعنةٍ، أخرى، جديدةْ؟‍‏

من أين تبتدئ القصيدةْ؟‏

من أين يرتفع النشيدُ الملحميُّ‏

ويعتلي زبَدُ الجروحِ؟‏

أمن البياضِ..أم السوادِ؟‏

من الغموضِ.. أم الوضوحِ؟‏

أمن اصطراخ القلبِ؟‏

أم من أَنّةِ النايِ الذبيحِ؟‏

هل كان ـ في البدء ـ الغناءُ؟‏

أم البكاءُ؟‏

وهل تودّع وردةُ الأشعار عفّتها‏

إذا ذهب المغنّي في المديحِ؟‏

فأضاع في فنّ الخطابةِ‏

صدْقَ آيته ولم يُكْمَلْ نشيدَهْ‏

من أين تبتدئ القصيدة؟‏

... ووقفت مشتعلاً بأسئلتي‏

أقول لعلها تأتي وينكشف الغطاءُ..‏

عن الفضاءِ، فضاءِ أغنيتي،‏

وينبجس الصباح الغضُّ‏

عن أعراس فتنتها الفريدةْ‏

لكن صوتاً في منافي الغيبِ‏

أنبأني بأن مسالك الكلماتِ‏

موصدةٌ وأن منازل الأقمارِ‏

مازالت بعيدةْ‏

يا كاهن الأسرار:‏

من أي الجهاتِ تجيءُ؟‏

من أيّ اللغاتِ....؟‏

فقال لي: تجري القصيدةُ‏

في مهبّ الصمتِ‏

ـ عكس نبوءة العرّافِ ـ‏

كالريح العنيدةْ‏

هي، لا تسْل عنها:‏

انفجارُ القلب.. عنقاء الزمان الصعبِ..‏

زنبقةُ الغيابِ.. غزالة الوديانِ..‏

أندلس الضياءِ.. وصورةُ العذراء...‏

تضحك ملء أحداقِ الفضاءِ..‏

هي امتدادات الدعاءِ..‏

وشهقةُ الروحِ الشريدةْ‏

وهي التوحّدُ والتعبّدُ..‏

والتحوّلُ والتبدّلُ..‏

هاجس الإنسان في معنى الحياةِ..‏

وما يؤول إليهِ من بعد المماتِ..‏

شقاؤهُ الأبديُّ..‏

والمرئيَّ والمخفيُّ..‏

فرقانُ الحقيقةِ، والخيالُ‏

روحان في جسدين يمتزجانِ‏

قبّرتان فوق يديك تشتعلانِ‏

لا تتقاربان ولا هما تتنافرانِ‏

هي التشتّتُ والمآلُ‏

وهي اليقينُ.. هي الظنونُ..‏

هي الإجابةُ والسؤالُ‏

ستضيعُ في منفى من الأضدادِ‏

ثم تؤوب منكسراً‏

يباعدك اقْترابُكَ من منازلها‏

ويُدْنيكَ البعادُ‏

فاصبرْ وصابرْ‏

ريثما تدنو الحكايةُ من نهايتها‏

وتجترحُ التّتّمة شهرزادُ‏

ـ لكنني مازلت يخذلني الفؤادُ‏

ولم أمت حباً ولا حرباً‏

فهل تمضي ابتهالاتي سدى؟‏

ـ اقرأ.. ولا تحبس لسانك..‏

قلت: أرسل لي رسولاً من لَدُنْكَ‏

فقال: لا تبرح مكانك..‏

ربما وافتك ضاحكةً غَدا‏

كن أنتَ في الأعماقِ أنتَ:‏

رسالةً. لغةً. وقلباً خافقاً.‏

وجهاً. يدا‏

وكن البدايةَ والنهايةَ أنتَ..‏

صوتَك لا الصدى‏

ـ مولايَ‏

تلك روايةً أخرى‏

وفي الأعراق تعول جذوةٌ حمراءُ‏

دعني أعترفْ‏

طال انتظاري‏

وهي واقفةٌ بباب الخلْقِ‏

لاهيةً تطلُّ على الحياةْ من الردى‏

فلأنصرفْ‏

لم يبق من قلبي المشرّدِ‏

بين أغنيَتَين عاشقتين‏

إلا صمته العاري‏

وأحلامي الشهيدةْ‏

قمري يهاجر في اغتراب الليلِ‏

وامرأتي بعيدةْ‏

وأنا أحاول أن أكونَ..‏

فلا أكونُ‏

من أين ينهمر الكلامُ عليّ ثانيةً؟‏

وينفجر الحنينُ‏

لزمان زنبقةٍ مضى؟‏

من أين يألفني الجنونُ؟‍‏

وبأي آلاء النساء العابراتِ‏

تُكذّبُ الكلماتُ؟‏

كم صدَّقْتُ ما قالَ الرواةُ..‏

وها أنا وحدي‏

أسامر نجمةً مثلي وحيدةْ‏

مولاي: هل قلت الوداعَ؟‏

فقال لي: انظرْ. نظرتُ.‏

فهالني أني أرى روحي‏

على وَشكِ القصيدةْ!


للشاعـــــــر: ابراهيم عباس ياسين

descriptionروحي ع وشك القصيدة..... Emptyرد: روحي ع وشك القصيدة.....

more_horiz
الف شكر للموضوع
مجهود اكثر من رائع
تسلم ايديك فى انتظار كل جديد
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد