قافية من حرام )


لازال..لازال

لعابها الحمضي تتقرح منه نواصي الكلم !

تُفقأ ُ دونه أعين اللغة !

تخر منه همزات النقاء صرعى

لتُمرغ أنف الكبرياء في وحل الجمل !


لا زال ..لازال

دمها الأزرق يلثمها شالاً من حقد !

(والروح ممزقة بين الوعي واللاوعي )

(بين الإثبات والنفي )

(بين التصديق والرفض)

(بين اليقظة والحلم)

(بين الفطنة والغباء)

لا زالت ..لا زالت تقيم العرس على ضريح جسدي

لا زالت ..لا زالت جواري الأحرف ..تتراقص على بلاط

القصر المخدوش في حشاشتي ..

لا زالت تهلهل من جلباب ثباتي..

تنزعه من الخلف عنوة ..تتآمر على وقوعي في رذيلة المعاني..

تتهافت لتدس صواع العار في راحلة مشواري

عبثاً

ظلماً

قهراً

تعلن عن موتي بدم كذب على قميص أيامي

ثم تخفيه

تخفي قميصي عن عمد حتى لا ترتد عينا الحق مبصرةً

ولازالت ..لا زالت تزف سمومها على أمنيات العبث

دون إشهار !

بعقدٍ بنوده من عدم !

سقطت

سقطت

سقطت

حين تزاوجت مع لذعات النفس المشوهة

لتنجب ضفادع الحروف نقنقاتها

فتظنها البدر إذا اكتمل !

والحلم إذا اعتمل !

والنور إذا ازدهى على بساط الأمل !

لتختال كوردة بين أهلة الروابي !

وهي مسحوقة بأقدام اليقين

مفتتةً كحصىً دهمته الحقائق

حين وُلِد طفلها المتسول

دون شهادة ميلاد ..


وتنسى أن

طفلها لازال عارياً!!..

باكياً

شاكياً

منحولاً

مفتولاً

زائغ العينين

لا زال ..لا زال

يأكل من تطلعاتها المبهمة

وتمويهاتها المريبة

لا زال ..لا زال

يبحث عن قبرٍ يواريه ويواريها !!

ولفافة المعنى لم تعد..بعد

لم تعد ..بعد

لم تعد

ساتراً شرعياً له..

يصرخ

يصرخ

يصرخ

جنينها المغصوب في قوافيها صرخة الوثوب إلى النور

ليفضح سترها ..

ليلعن خوضها في هتك الحياء ليقشع ظلمة وجهها المتخفي في قبرٍ خالته من

إحسان !

ترجته...وترجته

أن يحمل خلاصها العالق بمشيمة الزيف

من قاع بحرٍ وزنته برمد عينيها إلى قاع بحرٍ عرفته

لجياً

ولم تزل..

ولم تزل ..

ولم تزل بعد ..

تبحث عن محاولةٍ لتعقيم مقص زلاتها فلم تجد

سوى قافيتها الحرام ....

لتنجو من سقطتها على أرض طهارة لا هي منها ولا هي لها....