السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مدرستنا
قبل عامين
وفي صباح ذاك الأربعاء البارد
دخلت علينا الخالة (أم فهد )
ونحن متحلقات نحو القهوة
كانت تحمل دفتر الانتظار
وتقول (تسلم عليكم أبلا منيرة وتقول معليش
حصص الانتظار اليوم كثيرة لأن 7معلمات غايبات )

صراحة
تكدرت خواطرنا
وكل واحدة منا
تقول في سرها
(عسى اسمي مهوب فيه)
وقعت على الدفتر
لدي حصة انتظار
زيادة على حصصي الأربع
والأدهى أنها كانت السابعة
كنت قد جهزت في حاسوبي المحمول
مقاطع فيديو أعجبتني
عن بر الوالدين
وكنت أعدها لمثل تلك الحصص

لكن
حينها بدأ الشيطان يسوول لي بالتأجيل
فالإنتظار عند (ثالث -علمي)
أنا سأكون مجهدة
والطالبات أيضاً
واليوم هو نهاية أسبوع مزدحم
اختبارات وبحوث وأنشطة

فقلت أحدث نفسي
لن أعرض شيئاَ
وسأدعهم يستمتعون بالثرثرة
والترويح عن النفس قليلاً
كدت أتراجع
وأترك عروض الفيديو

لكني تعوذت بالله من الشيطان الرجيم
وعدت أحدث نفسي فأقول
ولكن تلك الحجج
ليست ضدي
بل في صفي
الطالبات ستكون نفسياتهن طيبة
فلسن مرتبطات بإختبار في الغد
وستكون معنوياتهن مرتفعة
فرحاَ بإجازة نهاية الأسبوع
ثم إن في ذلك الصف طالبات
يعشقن استثمار كل لحظة
شابات أحسبهن
نشأن في طاعة الله
فتحت حاسوبي
وبدأت أنظم المقاطع
وأعد المقدمة
وأرتب أفكاري
مضى اليوم الدراسي سريعاً
حصة تلوها حصة
حتى حانت السابعة
وما إن أعلن الجرس بدايتها
حتى حملت حقيبتي
واتجهت نحو الفصل
وكلي حماس
في البداية وكما توقعت
لم تحفل الطالبات كثيراً
وبعضهن رجونني لأدعهن
يخرجن في الساحة الخارجية
قلت : أعدكن حبيباتي أن أستأذن المراقبة
وسأدعكن تخرجن قبل نهاية الحصة بعشر دقائق
ولكن دعونا الآن نستثمر وقتنا
سأعرض عليكن مقاطع فيديو
وأنا متأكدة أنها ستعجبكن
ولاتنسين يا أميراتي
أنكن ستكن في مجلس يحبه الله
وفي نهاية المجلس وقت يتأكد فيه إجابة الدعاء
وبإمكان كل واحدة
أن تدعوا الله ليحقق أمانيها
كانت هناك بعض الفوضى
هذه تطالب زميلتها بدفتر
وهذه تتجادل مع مجموعتها في موعد اختبار
وتلك في آخر الفصل تأكل
وأخريات ينقلن ما على السبورة
أشغلت مباشرة المقطع الأول
بعد أن أخبرتهن أن المقطع مؤثر جداً
وطلبت منهن أن يسمعن قصة الشيخ (أحمد القطان ) مع والديه