أَريــجُ ذِكــرَى

ضَائِعَةٌ هِيَ رُوحِي .. فِي غَيَاهِبِ هَذَا الجُنُون
فَـأيـنَ أَجِدُهَا؟ وَيـَا تُـرَاهَا أَيـنَ تَـكُون؟!
أَفِـي دِفئ المَاضِي الحَنُون؟
أَم فِي عَوَاصِفِ الحَاضِرِ الأَلِـيم؟

...

ذِكرَيـَات...
نَعَم.. تَجعَلُنِي أَعُودُ طِفلَةً فِي أَحضَانِ مَدرَسَتِي
تَجعَلُنِي أَعُودُ بَـيـنَ صَدِيقَاتِي
لا خِدَاعَ وَلا قَسوَةَ والوَاحِدُ لِلـكـُلِّ يَكُون

...

جُدرانُـها..
احتَضَنَت شَغَبِي وَشَقاوَتِي
وَبِكُلِّ عَفَوَيَّةٍ احتَرَمَت بَراءَتي
وَضَمَّتنِي كَأمِّ حَنُون
كَم مِنْ خَربَـشَةٍ طَبَعتُهُا عَلى بَيَاضِ قَلبِهَا
وَلَكَم تَأَلَّــمَت مِن أَثــَرِ قَلَمِيَ الـمَـفـتُون
لكِـــنَّــهـا تـَبَـسَّمَت لٍيَ وَاحتَمَلَت ..
وَلـَم تَشْكُ مِنِّي وَلا هِيَ مَلَّت
بَل بِصَبرٍ رَحبٍ فَتَحَتْ لِيَ مَلاعِبَهَا وَأَوسَعَتْ

...

وَعِندَ الفرَاق...
الآآه تلو الآآه صَرَخَت
وَبِدُمُوعِيَ أنا غَادَرْت
تــارَكَةً خَلفِيَ أَحلاماً وَطُفُولَـة وَخَربَـشَةَ قَلَمِيَ المَحزون
وَمَـضَــــيــت...
صَعبَة هِيَ الليَالِي فِي بُعدِهَا
وَلَكَم قُلتُ كَفَى يَـا قَلبِي فَلا عَودَةَ لَها
لكِنَّ الذِّكرَياتِ رَغمَاً عَنِّي تَجيء بِــأَيـامِهَا

...

غَريبَة هِيَ الدُّنيا ...
أَوَ كُلمَا أَحبَبْنَا شَـيئاً كَـانَ النَّصيبُ الـفرَاق..؟!
أوَ عَلَى أيـَّـامِ السَّعَادَةِ عَلَينَا دَفعُ ضَريبَةِ دُمُوعِ الـمَآق..؟!
كَـفَى يـَا قَلبِي فَلا سَبيْل
يُـعِيدُنـِي إِليهَا وَإلى تِلكَ الطَّرِيق
سَتَبقَى ذِكرَاهَا تَجعَلُنِي أبتَسِمُ وَأنَـا فِي قِمَّةِ الانهِيَار
ولأجلِ أيَامِهِا سَأُعُلِّمُ الدُّنـيَا كَيفَ تَنمُو فِي قَلبِي زُهُورُ الصَّبار..

...

سَلامٌ عَلَى جُدرَانِـكِ غَالِيَتِي ..
فَلَعَلَّنِي وَلَعَلَّ مَنْ أبعَدَنِي عَنْكِ .. [يعيدني]