كيف تواجه الضغوط النفسية - محمد حسن غانم



تاريخ الإنسان مع الضغوط والأزمات والشدائد والكوارث ضارب بجذوره مند القدم.. بل ومنذ ان وجد الإنسان على سطح الأرض. بعض هذه الكوارث طبيعى (مثل : الزلازل، البراكين، الأعاصير، الفيضانات)، والبعض الآخر (وهذا هو الأقسى والأعنف) من صنع البشر (الأسر، الاعتقال، الخطف، (فنون التعذيب للغلابة المساكين)، الحروب الإبادة عن طريق الأسلحة الفتاكة وغيرها من الأسلحة التى أصبحت حديث العالم مثل : أسلحة الدمار الشامل (وغير الشامل) والعنقودية والجرثومية. والواقع والأحداث والتاريخ تؤكد أن ضحايا البشرية تفوق بجدارة ضحاياهم من الكوارث الطبيعية . فالتاريخ يسجل لنا نشوب حربين عالميتين طاحنتين راح من جراءهما العديد من البشر والنسل والشجر (هذا فى القرن الماضى – العشرين) كأوضح الأمثلة. وقد استهل القرن الجديد (حياته الميمونة) والعالم فى حروب وتوترات داخلية أو بين بعض الدول بعضها والبعض.. لدرجة أن التاريخ يسجل أن منطقة الخليج العربى – بمفردها – قد شهدت – وما زالت حتى كتابة هذه السطور – ثلاثة حروب - حرب العراق و إيران عام 1982. - اجتياح العراق للكويت عام 1990. - اجتياح دول التحالف واحتلال العراق 20 / 3 / 20030 وما ترتب على ذلك من (تشوهات) وضحايا وأسرى وكوارث هذا على المستوى القومى. ولذا فان تعدد الضغوط قد جعل الشخص (يأن) من جراء ذلك ويسقط فريسة للعديد من الأمراض … و لذا فأن العلماء قد اهتموا بالضغوط الآن وأطلقوا عليها اسم علم الصدمة : traumatology، وأصبحت الاضطرابات الناتجة عن الصدمة تصنف ضمن الاضطرابات النفسية وأفرد لها فى الدليل التشخيصى للأمراض النفسية ما يسمى بباب : اضطرابات الضغوط التالية على الصدمة : post traumatic stress disorder واضطردت الدراسات والبحوث التى تناولت أثر الضغوط والصدمات على الأفراد ، وكم الاضطرابات التى تنتج من جراء ذلك وانطلاقا من مقولة (أن المعرفة سلاح). . نقدم لك هذا الكتاب.. ورغم تشعب الموضوع وتعقده إلا أننا حاولنا أن (نحبط) ببعض جوانب الضغوط.