منذ مدة بسيطة... مرَّ فتىً مِن هُنا
كان يتسائل عن تعريف الخير و الشر
و يتكلم عن الألم , و الجِراح العميقة
و يدعوا للرحمة و الحِكمة اليسيرة
و كذا تحدث عن الصداقة الجميلة
ثم بدأ يخاطب ذاته ... و يستكشفها
حتى تفوه بنصيحته ... أن نكون نحن
بـ حقيقتنا الخالصة التي نحيا عليها
دون خِداع او تضليل لأنفسنا و للآخرين
بعدها
سقط مغشياً عليه مُدةَ أيامِ قليلةٍ

أستيقظ ... و وجد نفسه وحيداً
نهض و مَشى كثيراً حتى توقف
مُجهداً , مُرهقاً , مُتعباً , يائساً

أمسك قلمه ... الرمادي
و شرع بالكتابة ... البيضاء
لـ يُفضفض عما حصل له
و عما سيحصل له أيضاً
بما يشعر ... و بماذا يُفكّر
ما الذي يراه في هذا العالم
و ما الذي يسمعه في حِطامه
كيف تُلَّون الحياة نفسها أمامه
و كيف يتذوق طعم السعادة
و مذاق الألم ... و مرارة البكاء

محيطه دنيا واسعة ... مليئة بالأوهام
يُجسّد الحقيقة ... ليزيل السراب منها
يعمل ... يكتب ... يضع بصمته الواضحة

حتى إن أتى المساء ... جلس وحيداً ...
بينهم و معهم ... ليكتب / فـضـفـضـة ...
مُجرد فتية و فتيات ... قلوبهم طاهرة ...
أرواحهم ندية ... اجتمعوا لـ يكتبون ذاتهم