قالت ليَّ السمراءُ .. اتوكس على عينك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



كالفارس
الشجاع كنت ، أمسكت في يدي مؤهلاتي
وشهاداتي التي ستجعلني ملو هدومي في وسط
أهل البيت المراد ..


و بما أن الرجل لا يعيبه
إلا جيبه ، فقد قررت أن اشتري هدية بثمن لا يقوى
عليه إلا الفنجرية
وأصحاب المَحافظ المنتفخة. قررت بعد الاستخارة واستشارة
كل أصدقائي أن
تكون الهدية عبارة عن كيلو جبنه رومي قديمة معتبر كلفني 40
جنيهاً من
دم الحي




والحي هو برغوث يتيم كل ما يمتلكه من حطام الدنيا 310
جنيهاً
، مرتب أتقاضاه نظير تعليمي بعض من الحلاليف الصغار في مدرسة
ابتدائية
في قرية تبعد عن منزلي بالأميال.


الطفل القروي يتسم بكمية من الغباء
اللامتناهي تخرجني من شعوري كثيراً ، لا
أجد مفر من لكم أي حلوف صغير
منهم بلكمات متتالية حتى يفهم ، أو يكف عن بث
الغباء في أنحاء الفصل


كما أنني اُعد من الاعيان ،
حيث امتلك منزل من طابق واحد.. وأعيش منفرداً




منذ نعومة أظافري وأنا طفل
صغير ، احلم بتلك السمراء التي
ستشاركني حياتي


لا اعرف لماذا رسمت في
خيالي دائما صورة لفتاة سمراء اللون !! وما أن
رأيتها في يوم من أيام
الشتاء القارص شعرت فجأة بشمس صيفية حارة تلفح وجهي
حتى كدت أن احترق
شوقاً. لم تمر عليا الأيام التالية إلا وأنا في حالة سؤال
عنها وعن
بيتها ، ولم تمر الليالي إلا وصورتها في حيالي حتى يهزم النوم
عيوني




دخلت المنزل المراد وأنا أخطو
خطوات صغيره وبطيئة ، مرتعداً
مثل فأر شعر صباحاً ببعض النشاط والقوة
فقرر أن يحارب الأسد .


لا اعلم من أين جاء هذا الشعور المخيف ، ربما من هول
صدمتي عندما عرفت مهنة
والد عروستي السمراء الجميلة. الأسد كان موجهاً
للدراسات الاجتماعية قد
الدنيا في المرحلة الابتدائية ، ومن المؤكد أن
الكارد التعليمي أصابه الآن
ومرتبه قد يتعدى الـ 700 جنيه




يا حسرة قلبي لو رفضني ، ربما
اقتل نفسي وحلال على الدولة
الـ 310 جنية مرتبي الشهري فلا ورثة ولا
يحزنون .. حلال أيضا المبلغ الموقر
المحترم الذي قطعت من لحمي سنوات
وسنوات حتى أوفره في انتظار حبيبتي
السمراء




اللهم لا حسد


اللهم ل احسد


قل أعوذ برب الفلق




قطع هذا السيل الجارف من
الأفكار صوت والد حبيبتي وهو يلقي
على مسامعي السلام بصوت خشن جهوري ،
وكأنه يعلن ويقول


يا ارض اتهدي ما عليكي ادي


ثم سلم عليُّ وشد على يدي
وأمرني بالجلوس ، جلست و أنا - مبلم - لا انطق ،
مكسوف جدا وقد انقلب
وجهي بألوان شديدة الاحمرار


كل ما أردت فعله في هذه اللحظة أن اختفي من وجه هذا
الرجل الذي لم أراه في
حياتي إلا الآن وبعد لحظة سأقول له




جوزني بنتك يسعدك