واجه الامتحان بهدوء !!
مايو 17th, 2010 بواسطة M!sS loleeTa
لماذا تشكل الامتحانات كابوسا مرعبا لمعظم التلاميذ و الطلبة ؟ لماذا يزدادون رهبة و قلقا و اضطرابا مع اقتراب مواعيدها ؟ لماذا تشتد عصبية الأهل و ضغوطهم على أبنائهم و بناتهم بسبب الامتحانات ؟ لماذا يعتبر الامتحان السبيل الوحيد لتقييم المتعلم حتى قيل : ” ساعة الامتحان ، يعز المرء أو يهان!؟؟ ” كيف يستطيع الطلبة و ذووهم التغلب على اكراهات و هواجس الامتحان ؟ و كيف يتمكنون من مواجهتها في هدوء و راحة بال ؟؟
في حوار حي على موقع اسلام أونلاين ، أجاب الأستاذ عبد السلام الأحمر المفتش الممتاز بأكاديمية التربية و التكوين بجهة القنيطرة ـ المغرب ـ على أسئلة واستفسارات زوار الموقع بخصوص الامتحان و هواجسه و كيفية مقاومتها . و تعميما للفائدة أنشر عليكم ، فيما يلي ، نص هذا الحوار :
سؤال : ابني يبلغ من العمر 14 سنة، وفي كل ليلة امتحان يزداد توتره فيأبى الأكل والنوم، ويصر على السهر والمراجعة مرات ومرات، هو معدله الدراسي جيد جدا الحمدلله، لكن لا أعرف كيف اهدئ من روعه؟ خاصة واني موقنة ان السهر لن يجدي؟
جواب :أعتقد أن قدرا من التوتر يكون ضروريا لمواجهة اي امتحان ومادام هذا التوتر بالنسبة لابنك لم يمنعه من تحصيل درجات عالية فإنه توتر إيجابي لا داعي للخوف على ابنك من وجوده.
وإنما يستوجب علينا الامر التدخل بالتهدئة لابنائنا قرب الامتحان عندما تقضي التجربة الخاصة بهم أنهم كلما غلب عليهم الخوف من الامتحان أدى بهم الى الاخفاق والفشل.
ولابد من الاشارة الى ان مسالة الامتحان يواجهها كل تلميذ بحسب طبيعته الخاصة وطرق تعبئة النفس التي تختلف من شخص لاخر، ولا نطمع ان تكون واحدة بين جميع التلاميذ.
سؤال : لي ابناء في مراحل دراسية مختلفة، منهم من هم في التوجيهية -الثانوية العامة- ومنهم من هو أصغر..
كعادة الاطفال جميعا فإنهم يلهون ويتهربون من المذاكرة، مما يثير اعصابي فأبدأ بالصراخ والتهديد والضرب أحيانا، فكأني انا من سيمتحن وليس هم
لا اعرف كيف اتمالك نفسي، فلا يمكنني ان اراهم في هذه الحالة من اللامبالاة وابقى هادئة,,
ماذا افعل؟
جواب : ان حالتك ايتها الاخت الكريمة هي حالة جميع الامهات في هذا العصر الذي ازداد فيه وعي الاباء بضرورة مساندة ابنائهم ومتابعتهم في دراستهم وازدياد خوفهم عليهم كلما اقترب موعد الامتحانات .
والابناء اليوم في عمومهم لم يعودوا يحتملوا كثرة المذاكرة والعيب هنا في مناهجنا الدراسية التي مازالت تعطي لتقييم المذاكرة في الامتحان النصيب الاوفر، مما يجعل التلميذ بطبعه ينفر من المذاكرة اذا كان القصد بها هو مجرد الحفظ .
وأعتقد ان من مسؤولية المناهج الدراسية ان تعمل على التخفيف من وطأة الحفظ على ابنائنا وتغليب جانب التحليل والفهم والاستنتاج وغيرها من القدرات العقلية المطلوب تنميتها لدى ناشئتنا.
والذي انصح به الاخت الكريمة ان تكف عن هلعها وفزعها من احوال ابنائها والتي قد لاتكون مؤشرا يدعوا لكل هذا القلق ، لان الطريقة التي درست بها الام واعدت امتحاناتها ليست هي نفس الطريقة التي تناسب ابناءها الذين ينتمون الى عصر جديد بتحديات جديدة وعقلية جديدة وظروف مخالفة تماما للمعهود، وهنا يحضرني قول الامام علي كرم الله وجهه : لا تحملوا ابناءكم على اخلاقكم فانهم خلقوا لعصر غير عصركم. او كما قال.
فلو تعلم الام الكريمة أن ظاهرة العزوف عن الدراسة على الاقل بالطريقة التقليدية التي نشأ عليها الاباء هي ظاهرة عامة وكما يقال :اذا عمت الظاهرة هانت، ولابد اذن من تغيير نظرتنا للامتحانات والتحصيل الدراسي بصفة عامة بالطريقة التي ننصف فيها ابناءنا وواقعهم المختلف تماما وبحيث نواجه ردود افعالهم ومواقفهم بكثير من التفهم ورباطة الجأش والعمل على تغيير سلوكنا وفق كل هذه المعطيات حتى لانتحول إلى اداة معيقة لهم في دراستهم بمناهجهم الخاصة.
سؤال : ..ارجو خيرا..يساعد النظام التعليمي في بلادنا وفي كثير من المجتمعات العربية على ترسيخ ظاهرة تخوف الطلبة والتلاميذ من الامتحانات..كيف السبيل إلى جعل هذه البرامج محفزة لترك التخوف من الامتحانات عند الممتحنين..وشكرا
جواب : بالفعل ان المناهج الدراسية كما اشرت سابقا لازالت متخلفة عن فهم التحولات العميقة التي حدثت في نفسية الاجيال الحالية والتي ادت بهم إلى عدم القدرة على مسايرة النماذج التقليدية سواء في التلقين أو في التقويم.
فمثلا مازال تعليمنا يركز كثيرا على الكم المعرفي بدل الكيف المنهجي ومازال يمكن تصويره في شكل صعوبات مضنية للعقل ومرهقة للنفس لايفقه المتعلم من امرها إلا أنها طريقة في تعذيب الدماغ وحشوه بالمعلومات التي لا تجد لها تطبيقا في الواقع.
وكل هذا رغم المحاولات الجارية لتطوير طرق التدريس وتكييفها مع الواقع المتغير للاجيال الجديدة.
فلو تم التركيز في مناهجنا الدراسية على إكساب المتعلمين قدرات عقلية تجعلهم قادرين على الفهم والتحليل والاستقراء والاستنتاج والابداع والتعبير عن المواقف الذاتية وتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التعلم لصار الامتحان نزهة شيقة لعقل المتعلم ولما حصلت له المفاجأة بمواجهة أنماط جديدة كل الجدة بالنظر إلى ما الفه واعتاد عليه في التحصيل المعرفي. فحبذا لو تنحو الدروس منحى الامتحان حتى يضيق البون الشاسع بين التحصيل والتقويم ، ويصبح التقويم مجرد حلقة من حلقات الاكتساب والاستيعاب .
وخلاصة الكلام في هذا الصدد هو ضرورة السعي لتكون الامتحانات مشوقة في ذاتها للممتحن ولا يكون مستوى تحديها لملكاته وقدراته كبيرا جدا.
سؤال : سؤالي هو ماهي افضل طريقة لاسترجاع ما تم مذاكرته في الفترة السابقة على ليلة الامتحان خلال هذه الليلة
جواب : إن الاستعداد للامتحان يجب ان يخضع لخطة محكمة تجعله في مقدور المتعلم ولايؤدي إلى حالة من الارتباك في مواجهته.
وتقتضي هذه الخطة أنه أثناء المراجعة والتي يجب أن تكون على امتداد الموسم الدراسي بحيث تكون مراجعة كل درس وتثبيته وفهمه تالية على اخذه في الفصل، حيث ما تزال المعلومات حية في الذهن واشكالاتها حاضرة بقوة ، ثم أن تكون المذاكرة على شكل اعادة تفكيك المحتويات ونظمها من جديد بما يبرز العلاقات الموجودة بين مختلف مضامينها ويستحضر جميع الاشكالات التي تطرحها مما يجعل المتعلم يمسك بخيوط الدرس ويفهم مضمونه وما يطرحه من معلومات جديدة بشكل جيد جدا.
لأن المذاكرة التي تعتمد على مجرد القراءة بقصد الحفظ والاسترجاع غالبا ما لاتحقق المبتغى منها وتسبب للمتعلم كثيرا من الارهاق والملل لأنها عملية تتم بمعزل عن عملية الفهم التي تجذب القاريء الى المقروء وترسخه في ذهنه، وبالتالي تصبح عملية التحكم في المفاهيم والمضامين ميسرة، واذا واظب المتعلم على هذه الطريقة تجمعت لديه خلاصات الدروس التي يسهل عليه مراجعتها وفهم مقاصدها وتحديد اشكالاتها في وقت وجيز هو ليلة الامتحان او ايام قليلة قبل خوض غمار الاختبار.
سؤال : ارجو التفضل بتقديم بعض الوسائل المساعدة على التركيز من اجل استيعاب افضل واستقرار للمعلومات اطول؟
جواب :هناك وسائل عديدة لتحقيق تركيز جيد واستيعاب افضل للمحتويات الملقنة من اي مصدر كانت. لعلها كلها تتمحور حول اساسية الفهم الجيد للمحتوى، والقدرة على سبر أغواره وفهم بنيته وتحديد العلاقات الموجودة بين مختلف اجزائه ومضامينه.
ويستعان على ذلك بطرح اسئلة مدخلية ومنهجية بقصد تأطير فهمنا لما يلقى إلينا ، بحيث نربط بينه وبين معلوماتنا السابقة في ذات المجال، وتحديد ما عساه يكون فيه من الجديد بحيث تصبح هذه الطريقة أدعى لإمساكنا بهذا الجديد وتحديد علاقته بالمعلومات السابقة التي نمتلكها ونستوعبها ومن ثم نحاول تقييم المعلومة المقدمة إلينا على هذا الاساس مما يجعلهاتلتصق بأذهاننا وتبقى حية في ذاكرتنا .
كما أن اختزال كل كم معرفي بعد تفكيكه الى نواة صلبة أو محور أساسي يكون هو قلب المضمون الملقى الينا من شانه ان يحقق هذا الهدف بشكل واضح ويجعلنا نتغلب على مشكلة الانشاء والاطناب في سرد المعلومات التي احيانا لا تكون لها قيمة معرفية كبيرة وإنما تشوش علينا في الوصول إلى لب الموضوع أو اهم ما يشتمل عليه من فوائد معرفية هي وحدها التي تستحق أن نحتفظ بها وأن ننتفع بها.
سؤال : أصبحت عقلية معلمينا وأساليبنا المتبعة في المدارس من التلقين والحفظ دون الفهم مشكلة وعقبة أشعر بها أمام أبنائي وهم يذاكرون، أحاول أن أخفف عنهم وأخبرهم أن الأستاذ عندما يلمس فهمهم للدرس من خلال ما يكتبون يقولون أنهم في المدرسة يجب أن يحلوا وفقا لما هو مكتوب في الكتاب كما هو وأن المدرس يصر على ذلك.
بصراحة أشعر بالغباء تجاه ما تتبعه مؤسساتنا التعليمية، فهي من ناحية تفسد أعصاب الاطفال وهم يذاكرون ومن ناحية اخرى تفسد عقلياتهم بأساليب عقيمة..
والان أنا كأم.. ماذا يمكن أن أقدم؟
جواب : لاشك ان الام المتعلمة التي تحب عملية التعليم وتحب ابناءها وتحرص على مساعدتهم تستطيع كلما ادركت ما في المنهاج من قصور ومن مجافاة لمدارك الاطفال وحاجاتهم تستطيع أن تفعل الكثير وذلك بمحاولة الوقوف الى جانب أبنائها حين المذاكرة ، فمثلا ترسخ لديهم بعض مناهج التعلم الذاتي بعد ان تقنعهم بان التلميذ هو الفاعل الاول في عملية التعلم وان المعلم والمناهج الدراسية ما هي إلا وسائل في يد المتعلم يفيد منها بحسب قدراته وحرصه على امتلاك المعرفة.
ثم إنها تستطيع ان تكسبهم بعض عادات المذاكرة القائمة على اعادة تفكيك وتركيب
الدروس بحيث يخفف من الكم المعرفي الذي يثقلها عادة ويجعلهم يخرجون من المدارسة بفوائد كبيرة تبرز فيها شخصيتهم ومواقفهم وقدراتهم.
ولكن النجاح في هذا الاتجاه رهين بمدى تمكن الام من الدرس الذي تقدم فيه مساعدات لابنائها.
كما أن الحوار مع المعلمين وتنبيههم على بعض ما يعاني منه الابناء في المنزل مع الدروس قد يفلح في حمل ذوي النيات الحسنة والاستعداد لتطوير العملية التعليمية الى اعادة النظر في الطرق العقيمة القديمة التي ربما كانت صالحة لجيل المعلم ولم تعد صالحة لجيل المتعلم.
سؤال : هناك مايسمى بالرهاب من الامتحانات..واحيانا تساهم الاسرة من حيث لا تدري في تأجيج نار هذا الخوف عند الطفل التلميذ..ماهي نصائحكم للامهات والاباء لكي يخففوا عن ابنائهم التلاميذ في الفترة ماقبل الامتحان.
جواب : أشكرك على طرح هذا السؤال الذي يصب في عمق المشكل الذي يواجهه الابناء والاباء على السواء كلما اقترب موسم الامتحان.
فارى شخصيا أن الخوف من الامتحان ليس كله سلبيا لان الانسان في سلوكه يتحرك بدافعين اثنين في خضم الحياة ومعتركها الواسع:
أولهما دافع الخوف، وثانيهما دافع الرجاء والامل، او لنقل بصيغة اخرى الالم واللذة، بحيث يفر الانسان من الالم ويتجه الى تحقيق مزيد من اللذة.
والامتحان المدرسي هو الاخر يندرج في اطار هذه السنة الكونية والتي اشار اليها القرآن الكريم و اكد عليها في آيات كثيرة منها قوله تعالى :”ويعبدون ربهم خوفا وطمعا” فكلما سعينا الى ان يتوازن في نفس الطفل دافع الخوف ودافع الرجاء أي الخوف من الفشل والامل في النجاح نكون قد مكناه من جميع الحوافز والدوافع التي تحقق له التعبئة الكاملة وتحشد طاقاته حشدا قويا في اتجاه القيام بمسؤوليته على وجه كامل في مواجهة الامتحان.
والاباء عليهم ان يعملوا من جانبهم على ضبط هذا التوازن بحيث يخوفون ابناءهم من الامتحان وعواقب اهمال الدروس والانصراف عنها الى اللعب السهل كلما كان أمد الامتحان بعيدا حتى يتحقق من خلال ذلك تعبئة نفسية تجعل الابناء يواظبون على مدارسة ما اخذوه في المدرسة والقيام بالاستعداد الكامل لخوض غمار الامتحان بما يلزم من الاعداد والحرص . لكن إذا اقترب الامتحان عليهم في ذلك الوقت أن يركزوا على جانب الامل في النجاح وأن التوفيق سيكون حليف ابنائهم لانهم اخذوا للامر عدته واستعدوا بما فيه الكفاية.
أما أن نروم مواجهة الامتحان دون اي استعداد يذكر لمجرد تطييب خاطر الابناء والمد لهم في الامل وتبشيرهم بالنجاح فذلك من شانه ان يزيد الطين بلة ويجعلهم في حالة من الاسترخاء وربما الاستهتار بالامتحان الذي يتطلب يقظة وحضور الذهن مما يؤدي الى فشل محقق.
سؤال : لماذا كل هذا التخوف من الامتحان، خصوصا ليلة الامتحان، فتجد حركة غير عادية عند التلاميذ، والاستيقاظ باكرا، والفطور يكون غير عادي، ووضع السكر في الجيب، وهلم جرا من المعتقدات، والطقوس.
هل هذا الجو المشحون القبلي له تأثير على التلميذ؟ وكأنه ذاهب إلى “الكوميسارية” أمام محققين غلاظ القلوب، وليس أمام ورقة مسكينة لا ذنب لها إلا أنها وسيلة لاختبار ما جناه التلميذ خلال تحصيله الدراسي.
جواب : لعل التخوف من الامتحان في واقعنا العربي والاسلامي له ما يبرره على مستويات عدة :
اولا على مستوى المناهج الدراسية التي يمكن القول انها عبارة عن كم من المعارف يصعب هضمه واستيعابه واستخراج ما فيه من المعلومات والفوائد المعرفية والعملية.
ثانيا على مستوى طرق التدريس التي لا تعرض هذه المضامين بشكل يجعلها تجذب اهتمام
المتعلم وتحوز تجاوبه وحرصه على استيعابها . فتجد المتعلم يحصر هدفه في مجرد استعراض المعلومات غير ابه بمدى تحقيقها لفائدة تربوية وتعليمية. مما يجعل المتعلم يخرج من الدرس كما دخل اليه خاوي الوفاض لا يلوي على شيء ولو سالته ماذا درستم في الحصة الفلانية؟ لما استطاع ان يجيبك بشيء.. والدرس الذي لا يفهم داخل الفصل يصعب فهمه بل يستحيل فهمه خارجه. وهذه هي مشكلة تلامذتنا في الغالب الاعم.
ثالثا طغيان اللعب في حياة الاطفال الذين يجدون انفسهم من جهة لا يفهمون ما ياخذونه في المدرسة ويعانون في متابعته معاناة شديدة تحتاج فعلا الى فترة راحة طويلة، مما يصوغ لابنائنا قضاء ساعات طوال اما امام الحاسوب الذي يجذب اهتمامهم ويحقق لهم متعة في عرض مكوناته لسيما في حال الربط بالشبكة العنكبوتية الانترنت أو أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة المقابلات وغيرها من البرامج والافلام … السهلة الهضم والتي تعرض مكوناتها بطرق جذابة..
رابعا الامتحان نفسه الذي لايراعي كل هذه الظروف ويوغل في تقويم الحفظ بنسبة عالية جدا ان لم نقل كلية مقابل اهمال كبير لباقي القدرات الاخرى.
باختصار لولا كل هذه المعضلات والخلالات المزمنة في تعليمنا لما بقي مصوغ كبير لتخوف ابنائنا من مواجهة الامتحان.
سؤال : أستاذي أنا طالب جامعي وأنت أدرى بضخامة الكتب الجامعية وبدكاترة الكلية الذين كل دكتور له مزاج خاص والطلاب يحتارون كيف يجاوبون على الأسئلة من الدكاترة يطلب الحرفية في النص كما ورد بالكتاب ومنهم من يطلب الفهم ومنهم من يطلب إبداع الطالب وإظهار شخصيته ومنهم من يطلبها جميعاً فكيف تكون ليلة الإمتحان هادثة وسط هذه الأجواء ؟؟
ما هي الأسس العامة والخطوط العريضة والنصائح لجعلها هادئة لكل الطلاب وبالأخص الجامعيين . ولكم الشكر .
جواب : نعم قد يكون مزاج الاستاذ وطريقة تعامله مع اجابات الطلاب من الاسباب الكبرى لتخوفهم وجعلهم يحسبون له الف حساب ويحتارون في التعامل معه والذي قد يكلفهم عناءا شديدا وسهرا طويلا عندما يركز على مجرد المعلومات أو استرجاعها كما قدمها لهم دون اي تدخل منهم فيها بالزيادة او النقصان او التحوير او التحليل..
وهناك حقيقة لابد من تاكيدها وهي احتياج استاذ الجامعة الى الالمام بفن التدريس والتقويم وأن يكون على بينة من الكفاءات التي يجب أن يوجه لتحقيقها المنهاج الدراسي في كل مادة من المواد على حدة .
فمشكلة التقويم في الجامعة هو طغيان استرجاع المعلومات واستذكارها في تقويم الطلبة ومنحهم الدرجات العلمية بعيدا عن اعتماد منهج يبرز كفاءاتهم وقدراتهم العقلية الاخرى التي يحتاجون اليها في الحياة العملية اكثر من حاجتهم الى مجرد الحفظ والاستذكار.
وهناك محاولات في بعض الجامعات لاعطاء امتحانات للطلاب مع تمكينهم من فتح كراساتهم ومراجعهم اذا شاؤوا ذلك لان السؤال يركز على كيفيات التعامل مع المضامين فهما ومناقشة وانتقادا واضافة وابداعا. ونتمنى ان يعم هذا النموذج في جامعاتنا العربية والاسلامية لتصبح اكثر انسجاما مع متطلبات الواقع المعاصر الذي لم يعد فيه مجال كبير للعقلية الاسترجاعية على غرار (بضاعتنا ردت إلينا).
سؤال :على إثر الاستعدادات لامتحانات السنة السادسة ابتدائي ، ما هي النصائح التي ينبغي علينا أن نعطيهاللتلاميذ ليجنبوا هاجس الإمتحانات . وشكرا لكم.
جواب : إن هاجس الامتحان يستاصل شافته قبل حلول موعده بشهور وذلك بتعويد الاطفال وتعليمهم طرقا منهجية تمكنهم من مواكبة الدروس التي يتلقونها في الفصل بما يرسخها في الذهن داخل البيوت، وبشكل متدرج يهيئهم لمواجهة الامتحان بنفوس مطمئنة خالية من هواجس الفشل.
أما ماذا يمكن ان نفعله عندما يقترب وقت الامتحان فهو تمكينهم من طريقة تجعلهم يتداركون ما فاتهم من المدارسة المستمرة للدروس، وذلك بمساعدتهم على تلخيص الدروس والذي يتيح لهم تثبيت اساسياتها في اذهانهم ، الا ان هذه العملية في حد ذاتها قد لايسمح الوقت المتوفر بانجازها بالوجه المطلوب.
فاذا كان لدينا يقين بأن الفزع من الامتحان يوجد إلى جانب الاستعداد الكامل انذاك علينا ان نبث في نفوسهم التفاؤل بالنجاح وأن نهون لهم من امر الامتحان ونعدهم خيرا ماداموا لم يهملوا دروسهم ولم يضيعوا اوقاتهم من قبل.
سؤال : في بعض الطلبه يكونوا خلاص ذاكروا وراجعوا
وميعرفوش ينامو من التوتر والقلق
ايه الحل
وشكرا
جواب : من المفروض ان يكون سبب قلق الطلاب من الامتحان ناجما عن تفريطهم في المذاكرة والقيام بالاستعداد اللازم بحيث يكون الذي استعد للامتحان استعدادا تاما قد زادت ثقته بنفسه ولم يبقى فيها الا خوفا طبيعيا لا يضره ولا يؤدي به الى الارتباك والهلع الذي يفضي به إلى انغلاق الذهن وشلله حال الاجابة عن الاسئلة.
ولذا ننصح الطلاب بان يبرمجوا لمراجعة دروسهم بحيث يقللون من حدة السهر والمطالعة في اليومين الاخيرين قبل الامتحان حتى لايبقى لهم الا مجرد اطلالات سريعة على بعض رؤوس الافكار وكبرى العناوين لاستحضار ما تحتها من المعارف والمعلومات وانعاش الذاكرة قبل مواجهة الاسئلة. ثم اخذ قسط وافر من الراحة والنوم لان ذلك ادعى لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرة على ضبط احاسيسها ضبطا كاملا.
سؤال : جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع
( انا اشعر بارتباك شديد في الامتحان وعدم تركيز مع العلم انى باكون مذاكر كويس لكن اشعر قبل االامتحان انى لا اعلم شيئا عن المادة التي كنت اذاكرها وانى نسيت كل شىء فما هو الحل وجزاكم الله خيرا
جواب : يبدو أن الخوف يتجاوز الحدود الايجابية كلما زدنا في قدره او استسلمنا لتعاظمه دون محاولة كبح جماحه ورده الى حدود الاعتدال المقبولة والتي تجعله امرا طبيعيا بل وايجابيا يحشد طاقة النفس لتحقيق الهدف المنشود.
والانسان المعني بضبط مقدار الخوف مع مقدار الرجاء كما سبقت الاشارة في هذا الحوار هو الشخص نفسه، بحيث عليه ان يرسل لنفسه مجموعة من الرسائل الضابطة والمطمئنة من مثل :لقد راجعت الدروس بما فيه الكفاية واخذت العدة اللازمة ولم اضيع وقتي وأن الله تبارك وتعالى لن يخيب رجائي لان الله سبحانه مع العبد يؤيده ويسدده كلما اتقن الاسباب المشروعة لتحقيق مراد معين.. ورسالة اخرى يكون مفادها : علي أن أضبط حالة الخوف في نفسي وأنا أقدر على ذلك ولن ادعه يستبد بي حتى يحرمني التركيز واستذكار ما درسته وقضيت فيه وقتا طويلا.
فهكذا ستتقوى عزيمة النفس وتتعزز قدرتها على استخدام شعور الخوف استحداما ايجابيا ونافعا وتحد من طغيانه عليها.
سؤال : في رأيكم لماذا تتوتر الاعصاب عند الاسرة وعند التلميذ والطالب قبيل الامتحان في مواد تعليمية معينة..ولكن بعد الامتحان..لا يتذكر التلميذ الممتحن تقريبا اي شيء مما خاض فيه الامتحان؟ هل ذلك الخوف سبب من اسباب نسيان مادرسه؟ ام ان هناك اسباب اخرى؟
جواب : من المعلوم ان قوة الذاكرة لدى الاجيال المعاصرة ضعيفة مقارنة مع الاجيال السابقة. فهناك ضعف مستمر في الذاكرة لدى الانسان يقابله نمو في قدرات ذهنية أخرى مثل ما اشرنا اليه في اجابات سابقة من هذا الحوار ، لكن عندما لا تأخذ امتحانات في الاعتبار هذا المتغير الهام وتبنى على اساس تقويم قدرات الذاكرة بشكل كبير جدا فإنها تكون المسؤولة عن حالة الضيق الشديد والهلع الكثيف كلما حان موعد الامتحانات لدى الابناء والاباء على السواء.
ومن جهة اخرى فلابد للتخفيف من هذا الهلع وسلبياته العديدة أن نربط الامتحان بالتكوين الشخصي والاعداد للحياة وامتلاك القدرة على خوض غمارها وجعل المعلومات الملقنة ذات أبعاد عملية تقي الانسان من اهمالها ونسيانها بمجرد الامتحان فيها حيث تبرمج النفس على توضيف تلك المعولمات لاجتياز الامتحان دون تجاوزه لتحقيق اهداف اخرى في عمق الحياة. فكلما كانت امتحاناتنا مرتبطة بالجوانب العملية التي تجد لها تطبيقا خارج المدرسة الا وأمكننا ان نجعل منها وسيلة لاعداد الاجيال للنجاح في حياتهم والتغلب على صعابها الكثيرة.
سؤال : رجاء أستاذنا الفاضل ما هي الطريقة المثلى لتهييء الأبناء للإمتحانات من غير تهوين ولا تهويل وهل يكون التركيز على الحفظ الحرفي للدروس أم الاكتفاء فقط بالفهم والاستعاب وكيف نجنبهم آفة الغش أفيدونا جزاكم الله خيرا
جواب : لعل اعتماد التلاميذ على الغش في الامتحان هو السبب المباشر لدى الغاشين في ازدياد خوفهم عند قرب الامتحان، لانهم يشعرون بخوض الامتحان بطرق غير مشروعة وغير مامونة العواقب فقد ينكشف امرهم وياخذون صفرا في المادة الممتحن فيها أو يطردون من الامتحان نهائيا أو ربما ينقلون اجابات خاطئة لان الناقل لايعرف ماذا يأخذ وماذا يترك وأعتقد أن السبب في تعويل التلاميذ على الغش في الامتحانات هو كونها تركز على جانب الحفظ الذي كما قلت سابقا تضاءلت ملكاته في الاجيال الحالية مما يلجئهم الى التفكير في عمليات الغش لمواجهة ما يطرحه عليهم من صعوبات كبيرة.
والحل لهذه الافة هو تجنب اسئلة الامتحان لتقويم الحفظ والاستذكار وتعويضها باسئلة الفهم والتحليل والمناقشة الحرة بناءا على معلومات ومواقف ذاتية مبررة بحجج عقلية وعلمية مقبولة.
مايو 17th, 2010 بواسطة M!sS loleeTa
لماذا تشكل الامتحانات كابوسا مرعبا لمعظم التلاميذ و الطلبة ؟ لماذا يزدادون رهبة و قلقا و اضطرابا مع اقتراب مواعيدها ؟ لماذا تشتد عصبية الأهل و ضغوطهم على أبنائهم و بناتهم بسبب الامتحانات ؟ لماذا يعتبر الامتحان السبيل الوحيد لتقييم المتعلم حتى قيل : ” ساعة الامتحان ، يعز المرء أو يهان!؟؟ ” كيف يستطيع الطلبة و ذووهم التغلب على اكراهات و هواجس الامتحان ؟ و كيف يتمكنون من مواجهتها في هدوء و راحة بال ؟؟
في حوار حي على موقع اسلام أونلاين ، أجاب الأستاذ عبد السلام الأحمر المفتش الممتاز بأكاديمية التربية و التكوين بجهة القنيطرة ـ المغرب ـ على أسئلة واستفسارات زوار الموقع بخصوص الامتحان و هواجسه و كيفية مقاومتها . و تعميما للفائدة أنشر عليكم ، فيما يلي ، نص هذا الحوار :
سؤال : ابني يبلغ من العمر 14 سنة، وفي كل ليلة امتحان يزداد توتره فيأبى الأكل والنوم، ويصر على السهر والمراجعة مرات ومرات، هو معدله الدراسي جيد جدا الحمدلله، لكن لا أعرف كيف اهدئ من روعه؟ خاصة واني موقنة ان السهر لن يجدي؟
جواب :أعتقد أن قدرا من التوتر يكون ضروريا لمواجهة اي امتحان ومادام هذا التوتر بالنسبة لابنك لم يمنعه من تحصيل درجات عالية فإنه توتر إيجابي لا داعي للخوف على ابنك من وجوده.
وإنما يستوجب علينا الامر التدخل بالتهدئة لابنائنا قرب الامتحان عندما تقضي التجربة الخاصة بهم أنهم كلما غلب عليهم الخوف من الامتحان أدى بهم الى الاخفاق والفشل.
ولابد من الاشارة الى ان مسالة الامتحان يواجهها كل تلميذ بحسب طبيعته الخاصة وطرق تعبئة النفس التي تختلف من شخص لاخر، ولا نطمع ان تكون واحدة بين جميع التلاميذ.
سؤال : لي ابناء في مراحل دراسية مختلفة، منهم من هم في التوجيهية -الثانوية العامة- ومنهم من هو أصغر..
كعادة الاطفال جميعا فإنهم يلهون ويتهربون من المذاكرة، مما يثير اعصابي فأبدأ بالصراخ والتهديد والضرب أحيانا، فكأني انا من سيمتحن وليس هم
لا اعرف كيف اتمالك نفسي، فلا يمكنني ان اراهم في هذه الحالة من اللامبالاة وابقى هادئة,,
ماذا افعل؟
جواب : ان حالتك ايتها الاخت الكريمة هي حالة جميع الامهات في هذا العصر الذي ازداد فيه وعي الاباء بضرورة مساندة ابنائهم ومتابعتهم في دراستهم وازدياد خوفهم عليهم كلما اقترب موعد الامتحانات .
والابناء اليوم في عمومهم لم يعودوا يحتملوا كثرة المذاكرة والعيب هنا في مناهجنا الدراسية التي مازالت تعطي لتقييم المذاكرة في الامتحان النصيب الاوفر، مما يجعل التلميذ بطبعه ينفر من المذاكرة اذا كان القصد بها هو مجرد الحفظ .
وأعتقد ان من مسؤولية المناهج الدراسية ان تعمل على التخفيف من وطأة الحفظ على ابنائنا وتغليب جانب التحليل والفهم والاستنتاج وغيرها من القدرات العقلية المطلوب تنميتها لدى ناشئتنا.
والذي انصح به الاخت الكريمة ان تكف عن هلعها وفزعها من احوال ابنائها والتي قد لاتكون مؤشرا يدعوا لكل هذا القلق ، لان الطريقة التي درست بها الام واعدت امتحاناتها ليست هي نفس الطريقة التي تناسب ابناءها الذين ينتمون الى عصر جديد بتحديات جديدة وعقلية جديدة وظروف مخالفة تماما للمعهود، وهنا يحضرني قول الامام علي كرم الله وجهه : لا تحملوا ابناءكم على اخلاقكم فانهم خلقوا لعصر غير عصركم. او كما قال.
فلو تعلم الام الكريمة أن ظاهرة العزوف عن الدراسة على الاقل بالطريقة التقليدية التي نشأ عليها الاباء هي ظاهرة عامة وكما يقال :اذا عمت الظاهرة هانت، ولابد اذن من تغيير نظرتنا للامتحانات والتحصيل الدراسي بصفة عامة بالطريقة التي ننصف فيها ابناءنا وواقعهم المختلف تماما وبحيث نواجه ردود افعالهم ومواقفهم بكثير من التفهم ورباطة الجأش والعمل على تغيير سلوكنا وفق كل هذه المعطيات حتى لانتحول إلى اداة معيقة لهم في دراستهم بمناهجهم الخاصة.
سؤال : ..ارجو خيرا..يساعد النظام التعليمي في بلادنا وفي كثير من المجتمعات العربية على ترسيخ ظاهرة تخوف الطلبة والتلاميذ من الامتحانات..كيف السبيل إلى جعل هذه البرامج محفزة لترك التخوف من الامتحانات عند الممتحنين..وشكرا
جواب : بالفعل ان المناهج الدراسية كما اشرت سابقا لازالت متخلفة عن فهم التحولات العميقة التي حدثت في نفسية الاجيال الحالية والتي ادت بهم إلى عدم القدرة على مسايرة النماذج التقليدية سواء في التلقين أو في التقويم.
فمثلا مازال تعليمنا يركز كثيرا على الكم المعرفي بدل الكيف المنهجي ومازال يمكن تصويره في شكل صعوبات مضنية للعقل ومرهقة للنفس لايفقه المتعلم من امرها إلا أنها طريقة في تعذيب الدماغ وحشوه بالمعلومات التي لا تجد لها تطبيقا في الواقع.
وكل هذا رغم المحاولات الجارية لتطوير طرق التدريس وتكييفها مع الواقع المتغير للاجيال الجديدة.
فلو تم التركيز في مناهجنا الدراسية على إكساب المتعلمين قدرات عقلية تجعلهم قادرين على الفهم والتحليل والاستقراء والاستنتاج والابداع والتعبير عن المواقف الذاتية وتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التعلم لصار الامتحان نزهة شيقة لعقل المتعلم ولما حصلت له المفاجأة بمواجهة أنماط جديدة كل الجدة بالنظر إلى ما الفه واعتاد عليه في التحصيل المعرفي. فحبذا لو تنحو الدروس منحى الامتحان حتى يضيق البون الشاسع بين التحصيل والتقويم ، ويصبح التقويم مجرد حلقة من حلقات الاكتساب والاستيعاب .
وخلاصة الكلام في هذا الصدد هو ضرورة السعي لتكون الامتحانات مشوقة في ذاتها للممتحن ولا يكون مستوى تحديها لملكاته وقدراته كبيرا جدا.
سؤال : سؤالي هو ماهي افضل طريقة لاسترجاع ما تم مذاكرته في الفترة السابقة على ليلة الامتحان خلال هذه الليلة
جواب : إن الاستعداد للامتحان يجب ان يخضع لخطة محكمة تجعله في مقدور المتعلم ولايؤدي إلى حالة من الارتباك في مواجهته.
وتقتضي هذه الخطة أنه أثناء المراجعة والتي يجب أن تكون على امتداد الموسم الدراسي بحيث تكون مراجعة كل درس وتثبيته وفهمه تالية على اخذه في الفصل، حيث ما تزال المعلومات حية في الذهن واشكالاتها حاضرة بقوة ، ثم أن تكون المذاكرة على شكل اعادة تفكيك المحتويات ونظمها من جديد بما يبرز العلاقات الموجودة بين مختلف مضامينها ويستحضر جميع الاشكالات التي تطرحها مما يجعل المتعلم يمسك بخيوط الدرس ويفهم مضمونه وما يطرحه من معلومات جديدة بشكل جيد جدا.
لأن المذاكرة التي تعتمد على مجرد القراءة بقصد الحفظ والاسترجاع غالبا ما لاتحقق المبتغى منها وتسبب للمتعلم كثيرا من الارهاق والملل لأنها عملية تتم بمعزل عن عملية الفهم التي تجذب القاريء الى المقروء وترسخه في ذهنه، وبالتالي تصبح عملية التحكم في المفاهيم والمضامين ميسرة، واذا واظب المتعلم على هذه الطريقة تجمعت لديه خلاصات الدروس التي يسهل عليه مراجعتها وفهم مقاصدها وتحديد اشكالاتها في وقت وجيز هو ليلة الامتحان او ايام قليلة قبل خوض غمار الاختبار.
سؤال : ارجو التفضل بتقديم بعض الوسائل المساعدة على التركيز من اجل استيعاب افضل واستقرار للمعلومات اطول؟
جواب :هناك وسائل عديدة لتحقيق تركيز جيد واستيعاب افضل للمحتويات الملقنة من اي مصدر كانت. لعلها كلها تتمحور حول اساسية الفهم الجيد للمحتوى، والقدرة على سبر أغواره وفهم بنيته وتحديد العلاقات الموجودة بين مختلف اجزائه ومضامينه.
ويستعان على ذلك بطرح اسئلة مدخلية ومنهجية بقصد تأطير فهمنا لما يلقى إلينا ، بحيث نربط بينه وبين معلوماتنا السابقة في ذات المجال، وتحديد ما عساه يكون فيه من الجديد بحيث تصبح هذه الطريقة أدعى لإمساكنا بهذا الجديد وتحديد علاقته بالمعلومات السابقة التي نمتلكها ونستوعبها ومن ثم نحاول تقييم المعلومة المقدمة إلينا على هذا الاساس مما يجعلهاتلتصق بأذهاننا وتبقى حية في ذاكرتنا .
كما أن اختزال كل كم معرفي بعد تفكيكه الى نواة صلبة أو محور أساسي يكون هو قلب المضمون الملقى الينا من شانه ان يحقق هذا الهدف بشكل واضح ويجعلنا نتغلب على مشكلة الانشاء والاطناب في سرد المعلومات التي احيانا لا تكون لها قيمة معرفية كبيرة وإنما تشوش علينا في الوصول إلى لب الموضوع أو اهم ما يشتمل عليه من فوائد معرفية هي وحدها التي تستحق أن نحتفظ بها وأن ننتفع بها.
سؤال : أصبحت عقلية معلمينا وأساليبنا المتبعة في المدارس من التلقين والحفظ دون الفهم مشكلة وعقبة أشعر بها أمام أبنائي وهم يذاكرون، أحاول أن أخفف عنهم وأخبرهم أن الأستاذ عندما يلمس فهمهم للدرس من خلال ما يكتبون يقولون أنهم في المدرسة يجب أن يحلوا وفقا لما هو مكتوب في الكتاب كما هو وأن المدرس يصر على ذلك.
بصراحة أشعر بالغباء تجاه ما تتبعه مؤسساتنا التعليمية، فهي من ناحية تفسد أعصاب الاطفال وهم يذاكرون ومن ناحية اخرى تفسد عقلياتهم بأساليب عقيمة..
والان أنا كأم.. ماذا يمكن أن أقدم؟
جواب : لاشك ان الام المتعلمة التي تحب عملية التعليم وتحب ابناءها وتحرص على مساعدتهم تستطيع كلما ادركت ما في المنهاج من قصور ومن مجافاة لمدارك الاطفال وحاجاتهم تستطيع أن تفعل الكثير وذلك بمحاولة الوقوف الى جانب أبنائها حين المذاكرة ، فمثلا ترسخ لديهم بعض مناهج التعلم الذاتي بعد ان تقنعهم بان التلميذ هو الفاعل الاول في عملية التعلم وان المعلم والمناهج الدراسية ما هي إلا وسائل في يد المتعلم يفيد منها بحسب قدراته وحرصه على امتلاك المعرفة.
ثم إنها تستطيع ان تكسبهم بعض عادات المذاكرة القائمة على اعادة تفكيك وتركيب
الدروس بحيث يخفف من الكم المعرفي الذي يثقلها عادة ويجعلهم يخرجون من المدارسة بفوائد كبيرة تبرز فيها شخصيتهم ومواقفهم وقدراتهم.
ولكن النجاح في هذا الاتجاه رهين بمدى تمكن الام من الدرس الذي تقدم فيه مساعدات لابنائها.
كما أن الحوار مع المعلمين وتنبيههم على بعض ما يعاني منه الابناء في المنزل مع الدروس قد يفلح في حمل ذوي النيات الحسنة والاستعداد لتطوير العملية التعليمية الى اعادة النظر في الطرق العقيمة القديمة التي ربما كانت صالحة لجيل المعلم ولم تعد صالحة لجيل المتعلم.
سؤال : هناك مايسمى بالرهاب من الامتحانات..واحيانا تساهم الاسرة من حيث لا تدري في تأجيج نار هذا الخوف عند الطفل التلميذ..ماهي نصائحكم للامهات والاباء لكي يخففوا عن ابنائهم التلاميذ في الفترة ماقبل الامتحان.
جواب : أشكرك على طرح هذا السؤال الذي يصب في عمق المشكل الذي يواجهه الابناء والاباء على السواء كلما اقترب موسم الامتحان.
فارى شخصيا أن الخوف من الامتحان ليس كله سلبيا لان الانسان في سلوكه يتحرك بدافعين اثنين في خضم الحياة ومعتركها الواسع:
أولهما دافع الخوف، وثانيهما دافع الرجاء والامل، او لنقل بصيغة اخرى الالم واللذة، بحيث يفر الانسان من الالم ويتجه الى تحقيق مزيد من اللذة.
والامتحان المدرسي هو الاخر يندرج في اطار هذه السنة الكونية والتي اشار اليها القرآن الكريم و اكد عليها في آيات كثيرة منها قوله تعالى :”ويعبدون ربهم خوفا وطمعا” فكلما سعينا الى ان يتوازن في نفس الطفل دافع الخوف ودافع الرجاء أي الخوف من الفشل والامل في النجاح نكون قد مكناه من جميع الحوافز والدوافع التي تحقق له التعبئة الكاملة وتحشد طاقاته حشدا قويا في اتجاه القيام بمسؤوليته على وجه كامل في مواجهة الامتحان.
والاباء عليهم ان يعملوا من جانبهم على ضبط هذا التوازن بحيث يخوفون ابناءهم من الامتحان وعواقب اهمال الدروس والانصراف عنها الى اللعب السهل كلما كان أمد الامتحان بعيدا حتى يتحقق من خلال ذلك تعبئة نفسية تجعل الابناء يواظبون على مدارسة ما اخذوه في المدرسة والقيام بالاستعداد الكامل لخوض غمار الامتحان بما يلزم من الاعداد والحرص . لكن إذا اقترب الامتحان عليهم في ذلك الوقت أن يركزوا على جانب الامل في النجاح وأن التوفيق سيكون حليف ابنائهم لانهم اخذوا للامر عدته واستعدوا بما فيه الكفاية.
أما أن نروم مواجهة الامتحان دون اي استعداد يذكر لمجرد تطييب خاطر الابناء والمد لهم في الامل وتبشيرهم بالنجاح فذلك من شانه ان يزيد الطين بلة ويجعلهم في حالة من الاسترخاء وربما الاستهتار بالامتحان الذي يتطلب يقظة وحضور الذهن مما يؤدي الى فشل محقق.
سؤال : لماذا كل هذا التخوف من الامتحان، خصوصا ليلة الامتحان، فتجد حركة غير عادية عند التلاميذ، والاستيقاظ باكرا، والفطور يكون غير عادي، ووضع السكر في الجيب، وهلم جرا من المعتقدات، والطقوس.
هل هذا الجو المشحون القبلي له تأثير على التلميذ؟ وكأنه ذاهب إلى “الكوميسارية” أمام محققين غلاظ القلوب، وليس أمام ورقة مسكينة لا ذنب لها إلا أنها وسيلة لاختبار ما جناه التلميذ خلال تحصيله الدراسي.
جواب : لعل التخوف من الامتحان في واقعنا العربي والاسلامي له ما يبرره على مستويات عدة :
اولا على مستوى المناهج الدراسية التي يمكن القول انها عبارة عن كم من المعارف يصعب هضمه واستيعابه واستخراج ما فيه من المعلومات والفوائد المعرفية والعملية.
ثانيا على مستوى طرق التدريس التي لا تعرض هذه المضامين بشكل يجعلها تجذب اهتمام
المتعلم وتحوز تجاوبه وحرصه على استيعابها . فتجد المتعلم يحصر هدفه في مجرد استعراض المعلومات غير ابه بمدى تحقيقها لفائدة تربوية وتعليمية. مما يجعل المتعلم يخرج من الدرس كما دخل اليه خاوي الوفاض لا يلوي على شيء ولو سالته ماذا درستم في الحصة الفلانية؟ لما استطاع ان يجيبك بشيء.. والدرس الذي لا يفهم داخل الفصل يصعب فهمه بل يستحيل فهمه خارجه. وهذه هي مشكلة تلامذتنا في الغالب الاعم.
ثالثا طغيان اللعب في حياة الاطفال الذين يجدون انفسهم من جهة لا يفهمون ما ياخذونه في المدرسة ويعانون في متابعته معاناة شديدة تحتاج فعلا الى فترة راحة طويلة، مما يصوغ لابنائنا قضاء ساعات طوال اما امام الحاسوب الذي يجذب اهتمامهم ويحقق لهم متعة في عرض مكوناته لسيما في حال الربط بالشبكة العنكبوتية الانترنت أو أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة المقابلات وغيرها من البرامج والافلام … السهلة الهضم والتي تعرض مكوناتها بطرق جذابة..
رابعا الامتحان نفسه الذي لايراعي كل هذه الظروف ويوغل في تقويم الحفظ بنسبة عالية جدا ان لم نقل كلية مقابل اهمال كبير لباقي القدرات الاخرى.
باختصار لولا كل هذه المعضلات والخلالات المزمنة في تعليمنا لما بقي مصوغ كبير لتخوف ابنائنا من مواجهة الامتحان.
سؤال : أستاذي أنا طالب جامعي وأنت أدرى بضخامة الكتب الجامعية وبدكاترة الكلية الذين كل دكتور له مزاج خاص والطلاب يحتارون كيف يجاوبون على الأسئلة من الدكاترة يطلب الحرفية في النص كما ورد بالكتاب ومنهم من يطلب الفهم ومنهم من يطلب إبداع الطالب وإظهار شخصيته ومنهم من يطلبها جميعاً فكيف تكون ليلة الإمتحان هادثة وسط هذه الأجواء ؟؟
ما هي الأسس العامة والخطوط العريضة والنصائح لجعلها هادئة لكل الطلاب وبالأخص الجامعيين . ولكم الشكر .
جواب : نعم قد يكون مزاج الاستاذ وطريقة تعامله مع اجابات الطلاب من الاسباب الكبرى لتخوفهم وجعلهم يحسبون له الف حساب ويحتارون في التعامل معه والذي قد يكلفهم عناءا شديدا وسهرا طويلا عندما يركز على مجرد المعلومات أو استرجاعها كما قدمها لهم دون اي تدخل منهم فيها بالزيادة او النقصان او التحوير او التحليل..
وهناك حقيقة لابد من تاكيدها وهي احتياج استاذ الجامعة الى الالمام بفن التدريس والتقويم وأن يكون على بينة من الكفاءات التي يجب أن يوجه لتحقيقها المنهاج الدراسي في كل مادة من المواد على حدة .
فمشكلة التقويم في الجامعة هو طغيان استرجاع المعلومات واستذكارها في تقويم الطلبة ومنحهم الدرجات العلمية بعيدا عن اعتماد منهج يبرز كفاءاتهم وقدراتهم العقلية الاخرى التي يحتاجون اليها في الحياة العملية اكثر من حاجتهم الى مجرد الحفظ والاستذكار.
وهناك محاولات في بعض الجامعات لاعطاء امتحانات للطلاب مع تمكينهم من فتح كراساتهم ومراجعهم اذا شاؤوا ذلك لان السؤال يركز على كيفيات التعامل مع المضامين فهما ومناقشة وانتقادا واضافة وابداعا. ونتمنى ان يعم هذا النموذج في جامعاتنا العربية والاسلامية لتصبح اكثر انسجاما مع متطلبات الواقع المعاصر الذي لم يعد فيه مجال كبير للعقلية الاسترجاعية على غرار (بضاعتنا ردت إلينا).
سؤال :على إثر الاستعدادات لامتحانات السنة السادسة ابتدائي ، ما هي النصائح التي ينبغي علينا أن نعطيهاللتلاميذ ليجنبوا هاجس الإمتحانات . وشكرا لكم.
جواب : إن هاجس الامتحان يستاصل شافته قبل حلول موعده بشهور وذلك بتعويد الاطفال وتعليمهم طرقا منهجية تمكنهم من مواكبة الدروس التي يتلقونها في الفصل بما يرسخها في الذهن داخل البيوت، وبشكل متدرج يهيئهم لمواجهة الامتحان بنفوس مطمئنة خالية من هواجس الفشل.
أما ماذا يمكن ان نفعله عندما يقترب وقت الامتحان فهو تمكينهم من طريقة تجعلهم يتداركون ما فاتهم من المدارسة المستمرة للدروس، وذلك بمساعدتهم على تلخيص الدروس والذي يتيح لهم تثبيت اساسياتها في اذهانهم ، الا ان هذه العملية في حد ذاتها قد لايسمح الوقت المتوفر بانجازها بالوجه المطلوب.
فاذا كان لدينا يقين بأن الفزع من الامتحان يوجد إلى جانب الاستعداد الكامل انذاك علينا ان نبث في نفوسهم التفاؤل بالنجاح وأن نهون لهم من امر الامتحان ونعدهم خيرا ماداموا لم يهملوا دروسهم ولم يضيعوا اوقاتهم من قبل.
سؤال : في بعض الطلبه يكونوا خلاص ذاكروا وراجعوا
وميعرفوش ينامو من التوتر والقلق
ايه الحل
وشكرا
جواب : من المفروض ان يكون سبب قلق الطلاب من الامتحان ناجما عن تفريطهم في المذاكرة والقيام بالاستعداد اللازم بحيث يكون الذي استعد للامتحان استعدادا تاما قد زادت ثقته بنفسه ولم يبقى فيها الا خوفا طبيعيا لا يضره ولا يؤدي به الى الارتباك والهلع الذي يفضي به إلى انغلاق الذهن وشلله حال الاجابة عن الاسئلة.
ولذا ننصح الطلاب بان يبرمجوا لمراجعة دروسهم بحيث يقللون من حدة السهر والمطالعة في اليومين الاخيرين قبل الامتحان حتى لايبقى لهم الا مجرد اطلالات سريعة على بعض رؤوس الافكار وكبرى العناوين لاستحضار ما تحتها من المعارف والمعلومات وانعاش الذاكرة قبل مواجهة الاسئلة. ثم اخذ قسط وافر من الراحة والنوم لان ذلك ادعى لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرة على ضبط احاسيسها ضبطا كاملا.
سؤال : جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع
( انا اشعر بارتباك شديد في الامتحان وعدم تركيز مع العلم انى باكون مذاكر كويس لكن اشعر قبل االامتحان انى لا اعلم شيئا عن المادة التي كنت اذاكرها وانى نسيت كل شىء فما هو الحل وجزاكم الله خيرا
جواب : يبدو أن الخوف يتجاوز الحدود الايجابية كلما زدنا في قدره او استسلمنا لتعاظمه دون محاولة كبح جماحه ورده الى حدود الاعتدال المقبولة والتي تجعله امرا طبيعيا بل وايجابيا يحشد طاقة النفس لتحقيق الهدف المنشود.
والانسان المعني بضبط مقدار الخوف مع مقدار الرجاء كما سبقت الاشارة في هذا الحوار هو الشخص نفسه، بحيث عليه ان يرسل لنفسه مجموعة من الرسائل الضابطة والمطمئنة من مثل :لقد راجعت الدروس بما فيه الكفاية واخذت العدة اللازمة ولم اضيع وقتي وأن الله تبارك وتعالى لن يخيب رجائي لان الله سبحانه مع العبد يؤيده ويسدده كلما اتقن الاسباب المشروعة لتحقيق مراد معين.. ورسالة اخرى يكون مفادها : علي أن أضبط حالة الخوف في نفسي وأنا أقدر على ذلك ولن ادعه يستبد بي حتى يحرمني التركيز واستذكار ما درسته وقضيت فيه وقتا طويلا.
فهكذا ستتقوى عزيمة النفس وتتعزز قدرتها على استخدام شعور الخوف استحداما ايجابيا ونافعا وتحد من طغيانه عليها.
سؤال : في رأيكم لماذا تتوتر الاعصاب عند الاسرة وعند التلميذ والطالب قبيل الامتحان في مواد تعليمية معينة..ولكن بعد الامتحان..لا يتذكر التلميذ الممتحن تقريبا اي شيء مما خاض فيه الامتحان؟ هل ذلك الخوف سبب من اسباب نسيان مادرسه؟ ام ان هناك اسباب اخرى؟
جواب : من المعلوم ان قوة الذاكرة لدى الاجيال المعاصرة ضعيفة مقارنة مع الاجيال السابقة. فهناك ضعف مستمر في الذاكرة لدى الانسان يقابله نمو في قدرات ذهنية أخرى مثل ما اشرنا اليه في اجابات سابقة من هذا الحوار ، لكن عندما لا تأخذ امتحانات في الاعتبار هذا المتغير الهام وتبنى على اساس تقويم قدرات الذاكرة بشكل كبير جدا فإنها تكون المسؤولة عن حالة الضيق الشديد والهلع الكثيف كلما حان موعد الامتحانات لدى الابناء والاباء على السواء.
ومن جهة اخرى فلابد للتخفيف من هذا الهلع وسلبياته العديدة أن نربط الامتحان بالتكوين الشخصي والاعداد للحياة وامتلاك القدرة على خوض غمارها وجعل المعلومات الملقنة ذات أبعاد عملية تقي الانسان من اهمالها ونسيانها بمجرد الامتحان فيها حيث تبرمج النفس على توضيف تلك المعولمات لاجتياز الامتحان دون تجاوزه لتحقيق اهداف اخرى في عمق الحياة. فكلما كانت امتحاناتنا مرتبطة بالجوانب العملية التي تجد لها تطبيقا خارج المدرسة الا وأمكننا ان نجعل منها وسيلة لاعداد الاجيال للنجاح في حياتهم والتغلب على صعابها الكثيرة.
سؤال : رجاء أستاذنا الفاضل ما هي الطريقة المثلى لتهييء الأبناء للإمتحانات من غير تهوين ولا تهويل وهل يكون التركيز على الحفظ الحرفي للدروس أم الاكتفاء فقط بالفهم والاستعاب وكيف نجنبهم آفة الغش أفيدونا جزاكم الله خيرا
جواب : لعل اعتماد التلاميذ على الغش في الامتحان هو السبب المباشر لدى الغاشين في ازدياد خوفهم عند قرب الامتحان، لانهم يشعرون بخوض الامتحان بطرق غير مشروعة وغير مامونة العواقب فقد ينكشف امرهم وياخذون صفرا في المادة الممتحن فيها أو يطردون من الامتحان نهائيا أو ربما ينقلون اجابات خاطئة لان الناقل لايعرف ماذا يأخذ وماذا يترك وأعتقد أن السبب في تعويل التلاميذ على الغش في الامتحانات هو كونها تركز على جانب الحفظ الذي كما قلت سابقا تضاءلت ملكاته في الاجيال الحالية مما يلجئهم الى التفكير في عمليات الغش لمواجهة ما يطرحه عليهم من صعوبات كبيرة.
والحل لهذه الافة هو تجنب اسئلة الامتحان لتقويم الحفظ والاستذكار وتعويضها باسئلة الفهم والتحليل والمناقشة الحرة بناءا على معلومات ومواقف ذاتية مبررة بحجج عقلية وعلمية مقبولة.