نحو القلب ..!!
أن تجد صديقاً يسكن عروقك
ثم يعيش بداخل قلبك
يمسح الدمع من مقلتيك
ويجدد لك أفراحك .. ويكتم كل أسرارك
أن تجد تلك اللقمة الهانئة والتي تعيشها مع أسرتك
وتوفر لهم سبل الراحة ..
وتحتوي همومهم ثم تقترب بقلبك من خلال أحلامهم
أن تفرح حين تتصدق بمالك
وأن تقرأ وتتلو آيات ربك بطمأنينة وخشوع
وأن تزور جارك .. وتسعد أبناء أبناءك
أن تقابل الإساءة بالإحسان
وأن تكتب وتقرأ أعظم الجمل وعبارات من الأيام
وتتمثل بما يقوله الإمام
ثم تعيش بصدق وصراحة وراحة بال
أن تستيقظ على صباح عاطر .. وأم حانية ..
وأبن مطيع .. وزوجة محبة أو زوج عطوف
وابتسامة تشع مع أسنانك البيضاء
أن تشتاق للماضي وسحابة المطر
والقهوة المرة .. وخرافة ( حكاية ) جدتي
والعمة ذات القلب الطيب والضحكة
على وجه طفل شقي ولعبة القفز على الحبل ..
أن يأتي ذاك المساء الهادي
والهمسة الدافئة واللمسة الحانية
وذلك العطر الزاكي ودهن العود ونسمة البخور
وقبلة المساء من الوالدة ...
أن تكتب بدون خوف .. وتنزع ثوب الجبن
وتحكي حكاية المساء لطفلك في ليالي الشتاء
ثم تلبي نداء الوطن بكل همة وشيم
أن تذهب إلى شاطيء البحر وتنظر إلى ذلك الأفق
( وقرص الشمس البرتقالي )
ثم تسرح بخيالك إلى البعيد .. وتعود إلى طفولتك .. ومراهقتك ..
ومسقط رأسك وأحلامـك ..
أن تنظر إلى الكون في ليلة مقمرة
وتخشع في صلاتك في ليلة مفزعة
وتقرأ قرآنك في كل الليالي المسفرة
أن تذهب إلى مكان ما وتلتقي هناك بكل من يحبهم
قلبك .. وبزملائك وأصدقائك .. ومن كانوا يوما جيرانك
تبتسم ابتسامة رضا لأنك تبقى دائماً مخلصاً بوفائك
أن تعيش الصدق مع نفسك والأمانة مع غيرك
والوفاء مع أحبابك والكرم في أحوالك
والطيبة مع أيامك .. وتمارس الكتابة في كآبتك وأحزانك
وعندما تشاهد نفسك في المرآة :
تشعر أن القناعة كنز لا يفنى
فتجد الضياء والسعادة تكلل ملامح وجهك ..
ثم تشكر ربك في صبحك ومساؤك