كُن مُطمئناً
نقول هنا في بلادنا بالعاميّة المحكيّة ( لا تشيل همّ ).
ويقولها إخوتنا في مصر هكذا ( إطّمنْ ).
الحكاية
بكل بساطة سؤال راودني وأنا أهمّ بتناول تفّاحة : ما الذي يضمن لي بأنها
سليمة وغير ضارة بمعنى أنها لم تُعدّل وراثيّاً ولم تترعرع وهي تمتص سماداً
كيميائيّاً ضاراً، ولم يرشّها المُزارع بمبيدٍ حشريّ مضروب فيصبح كالسمّ
الزعاف..الخ؟ فأصابني الهلع فيما لو سحبت هذا السؤال على بقيّة الأشياء
الاستهلاكية والأمور الحياتية.
وبرز
سؤال آخر لا يقلّ خطورة وهو: من هي الجهة التي يُفترض أن تجعلني مُطمئناً
هادئ النفس بلا شكوك وأنا أتناول تلك الفاكهة، أو أشرب ذلك العصير أو أجرع
هذا الدواء أو أركب ذاك المصعد..الخ؟
دعونا من الأخلاقيات ونداء الضمائر فنحن نعيش عصر المصالح التي تُسيّرها الماديات.
نركب
الطائرة على سبيل المثال ونحن على يقين بأن هُناك كتيبة من الفنيين قاموا
بالفحص التام لكل أجزائها وبعد التأكد من جاهزيتها للطيران أعطوا الكابتن
الإشارة بالإقلاع ونحن داخل جوفها مُطمئنون. على هذا المنوال أسأل من الذي
يُعطي جاهزية المصنّعات الغذائية والمنتجات الزراعية
للتسويق
ومن ثم إلى بطوننا؟ وذاك الذي يُراقب جودة السلامة في الأدوات الكهربائية
والكيابل والأفياش والقوابس وقواطع التيار لكي يتم بيعها ومن ثم تركيبها في
منازلنا؟ ومن الذي يُؤكّد نزاهة ومهارة المعلم/المعلمة والتزامهما
بالعملية التعليمية فقط دون حشر ايديولوجياتهما
الخاصة؟
ومن الذي يضمن حياد رجال الضبط النظامي وعدالة تطبيقهم للقوانين دون تعسّف
أو تهاون ؟ ومن يُبشّر بقدرة الأطباء والمتعاملين مع صحّة وحياة البشر في
عدم ارتكاب الأخطاء الطبيّة القاتلة؟ ثم من يقول لنا الحقيقة دون إصدار
بيانات تكذيب لوقائع صحيحة؟
حسناً ...، لنفترض أن الجواب لما ذُكر أعلاه (لا أحد)..! فأقول ألا يوجد (خط) دفاع أخير يقول (كُن مطمئناً) فعيوننا لا تنام ؟!
م/ن
نقول هنا في بلادنا بالعاميّة المحكيّة ( لا تشيل همّ ).
ويقولها إخوتنا في مصر هكذا ( إطّمنْ ).
الحكاية
بكل بساطة سؤال راودني وأنا أهمّ بتناول تفّاحة : ما الذي يضمن لي بأنها
سليمة وغير ضارة بمعنى أنها لم تُعدّل وراثيّاً ولم تترعرع وهي تمتص سماداً
كيميائيّاً ضاراً، ولم يرشّها المُزارع بمبيدٍ حشريّ مضروب فيصبح كالسمّ
الزعاف..الخ؟ فأصابني الهلع فيما لو سحبت هذا السؤال على بقيّة الأشياء
الاستهلاكية والأمور الحياتية.
وبرز
سؤال آخر لا يقلّ خطورة وهو: من هي الجهة التي يُفترض أن تجعلني مُطمئناً
هادئ النفس بلا شكوك وأنا أتناول تلك الفاكهة، أو أشرب ذلك العصير أو أجرع
هذا الدواء أو أركب ذاك المصعد..الخ؟
دعونا من الأخلاقيات ونداء الضمائر فنحن نعيش عصر المصالح التي تُسيّرها الماديات.
نركب
الطائرة على سبيل المثال ونحن على يقين بأن هُناك كتيبة من الفنيين قاموا
بالفحص التام لكل أجزائها وبعد التأكد من جاهزيتها للطيران أعطوا الكابتن
الإشارة بالإقلاع ونحن داخل جوفها مُطمئنون. على هذا المنوال أسأل من الذي
يُعطي جاهزية المصنّعات الغذائية والمنتجات الزراعية
للتسويق
ومن ثم إلى بطوننا؟ وذاك الذي يُراقب جودة السلامة في الأدوات الكهربائية
والكيابل والأفياش والقوابس وقواطع التيار لكي يتم بيعها ومن ثم تركيبها في
منازلنا؟ ومن الذي يُؤكّد نزاهة ومهارة المعلم/المعلمة والتزامهما
بالعملية التعليمية فقط دون حشر ايديولوجياتهما
الخاصة؟
ومن الذي يضمن حياد رجال الضبط النظامي وعدالة تطبيقهم للقوانين دون تعسّف
أو تهاون ؟ ومن يُبشّر بقدرة الأطباء والمتعاملين مع صحّة وحياة البشر في
عدم ارتكاب الأخطاء الطبيّة القاتلة؟ ثم من يقول لنا الحقيقة دون إصدار
بيانات تكذيب لوقائع صحيحة؟
حسناً ...، لنفترض أن الجواب لما ذُكر أعلاه (لا أحد)..! فأقول ألا يوجد (خط) دفاع أخير يقول (كُن مطمئناً) فعيوننا لا تنام ؟!
م/ن