مهلا كي امسح دموعي ، فقد أغرورقت منذ سمعت بأنك قادم .
سامحني إن لم أحسن أن أقوم بواجب رفادتك وحسن ضيافتك.
فأنا مسجل في جميعة البؤساء الأشقياء ..

أراك تنظر إلى نحول جسمي ، لا عليك فأنا لم أعد أخجل من ذلك
فقد أشغلني أن أبحث عن لقمة العيش حتى تستطيع قدماي أن تحملاني
ولكي أتماسك حتى لا تجرفني رياح الحياة العاتية ...

ضيفي العزيز، إني لا أجد لك شيء أقدمه لك فليس عندي - كما ترى -
ماء بارد لأصنع لك كوبا من العصير ، لأنه لا يوجد لدي ثلاجة ولا حتى مسحوق
العصير ، وليس لدي فواكه طازجة لأعصرها لك ..
وليس عندي حتى ماء ساخن لأصنع لك كوبا من الشاي
لأنه لا يوجد لدي سكر ولا شاي ولا غاز لأسخن عليه الماء ...
واريدك أن تعذرني أيضا لأنني لا املك الشوفان كي اقدم لك الشوربة
ولا عجينة السنبوسه ولا حتى اللحم المفروم ولا شيء مما يكون
على موائد الناس في مثل هذه الإيام ..

أعذرني يا ضيفي العزيز فلم أرد أن اسبب لك الضيق ولكني فرحت بك
حين جئتني وتملكني الحزن حين لم اعطيك حقك في الكرم الذي تستحقه
قلت ذلك حتى تعذرني وإلا فإني صابر محتسب لا أسأل الناس الحافاً.

أعرف بأنك لا ترغب في كل ذلك .بيد أن لدي اسرة تقولي لي بأنك
تأتي والخير معك وهم ينتظرون أن تكون لهم اليد الحانية .
أخبرهم عني بأنني أنتظر جودهم وكرمهم
وإذا سألوك عن مكاني فأنا متواجد في كل مكان
قد أكون جاراً لهم أو قريبا منهم
أو من أهلهم وقرابتهم
إذا أرادوا
أن يقدموا الخير فسوف يجدونني دون عناء .

أعتذر إليك يا ضيفي العزيز ولكن فاض الكيل .


تحياتي لكم ولكل من تحبون