المشي.. عادة صحية للوقاية من الأمراض العصرية
توصل الباحثون
مؤخرا، إلى تقنية جنينية ساعدت على التعرف على الدائرة العصبية التي تقوم
بتنسيق حركات المشي، كخطوة مهمة في تطوير علاجات جديدة لمرضى الشلل، حيث
تميز التقنية الجديدة الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي التي تتحكم في
عملية المشي والخطوات المتتابعة خلالها.
وساعدت التقنية الجينية التي توصل إليها الباحثون، في زيادة معرفة الدائرة
العصبية المسؤولة عن الحركة في الحبل الشوكي، وبالتالي إمكانية تطوير خطط
جديدة لإعادة الوظائف الحركية التي تتعطل بسبب الشلل، نتيجة أذى أو مرض في
الحبل الشوكي.
ويهدف البحث الذي قام به فريق بحثي بقيادة "مارتن د كولدنغ" من معهد "سالك"
للدراسات الإحيائية، و"وماس ام شيسيل" من جامعة كولومبيا، ونشر في مجلة
أعصاب (Neuron )، إلى تعريف الأعصاب التي تدخل في دائرة عصبية، يطلق عليها
"محرك النموذج المركزي" (Central pattern generators )، والتي تولد إشارات
الحركة المتناسقة يسار – يمين والتي تجعل المشي ممكنا".
وتؤكد نتائج البحث أن هذه التقنيات التعريفية والإصلاحية تساعد العلماء
والمتخصصين في تطوير خطط طبية لإعادة تشغيل الحبل الشوكي، من خلال الفهم
الكافي لأنظمة الحركة في الحبل الشوكي، والذي يؤدي فهمه الجيد إلى إنجاز أو
إخراج عملية إعادة تشغيل الوصلات بشكل صحيح لإنجاز الوظائف.
المشي وسيلة علاجية
وتعد رياضة المشي من أبسط أنواع الرياضة التي يمكن أن يمارسها الجميع، حيث
لا تحتاج ممارسة تلك الرياضة إلى قدرات أو مهارات خاصة، كما لا تتطلب
تدريبات قبل ممارستها، فضلا عن الأدوات، فيمكن أن يمارسها الأفراد العاديون
وكذلك الرياضيون، كما أنها رياضة آمنة؛ فمن الصعب أن يتعرض الذين يمارسون
المشي لإصابات بالمقارنة بغيرهم من الذين يمارسون رياضات أخرى مثل الجري،
كما أن العبء البدني الذي يقع على القدمين من خلال المشي ليس كبيرا ولا
يؤدي إلى حدوث إصابات.
وتقول "ماجي سبيلنر" مؤلفة موسوعة الكتاب الكامل في المشي: إن الآثار
الصحية والنفسية لممارسة المشي أكثر بكثير مما يتوقعه الناس، فالقلب السليم
والقضاء على مرض السكر وعلاج التهاب المفاصل وآلام الظهر وتخفيف الكثير
من الضغوط اليومية، يأتي بالمشي الرياضي أو السريع على الأقل ربع ساعة
يوميا.
وللمشي العديد من الفوائد الجسدية والنفسية؛ حيث يحقق المشي حماية للعظام
ويحافظ على صلابته وتماسك أجزائها، كما يحسن المشي حالة مفاصل الجسم
المتحركة، فيزيد من سمك الغضاريف في المفاصل، فيؤدي إلى رفع درجة تحملها
للضغوط الواقعة عليها، ويجعل حركتها سهلة وتصل إلى أقصى مدى حركي لها.
وينصح الأطباء النساء في فترة الحمل بممارسة رياضة المشي كوسيلة علاجية
مساعدة أو بديلة لاستخدام الأدوية، وخاصة في الشهور الأخيرة من الحمل
لتسهيل عملية الولادة، حيث يؤدي المشي إلى زيادة قوة العضلات والتحمل
العضلي وتحسين الجهاز العضلي وجعل الحركة أكثر سهولة، كما يحسن من حالة
الجهاز العصبي ويفيد في تقوية عضلة القلب.
ومن الفوائد النفسية للمشي حسب " د.عبد الوهاب بن محمد النجار"، الأستاذ
بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة بجامعة الملك سعود، أنه يساعد الأفراد
العاديين على تحقيق الاستقرار الانفعالي وتطوير مفهوم الذات، وزيادة الثقة
بالنفس، ويفيد في تحسين بعض حالات الاضطرابات النفسية، مثل القلق والتوتر
والاكتئاب، ويؤدي أيضا إلى زيادة مصادر الانفعالات الإيجابية، مثل
الاستمتاع والحيوية والسعادة والحماس والتحدي، كما يؤدي إلى تحسين الحالة
المزاجية للشخص، وتحسين عادات النوم.
قواعد فنية لممارسة المشي
وقدم "النجار" بعض القواعد الفنية التي يجب مراعاتها والالتزام بها عند
ممارسة المشي، فينبغي المحافظة على اعتدال القامة والرأس والرقبة، مع
ارتخاء الكتفين واستقامة الظهر، ويتم المشي بتبادل تحريك كل من الرجلين
للإمام في خطوات منتظمة، حيث تبدأ الحركة من مفصل الفخذ بتحريك الرجل
للأمام ونزول القدم على الأرض، ويلامس العقب الأرض أولا، فالمشط ثم يرتفع
العقب لأعلى استعدادا للخطوة التالية وهكذا، ولا يتم النزول بكامل القدم
على الأرض أو على المشطين، وتتأرجح الذراعان من مفصل الكتف على الجانبين
بحرية واسترخاء للأمام والخلف في حركة متوافقة السرعة ومتبادلة الاتجاه مع
حركة الرجلين، مع المحافظة على انتظام سرعة حركة الرجلين، وثبات طول
الخطوات.
وينصح أيضا بارتداء الملابس المناسبة لحالة الطقس، واستخدام الحذاء الرياضي
المريح، فخلال الطقس الحار مثلا تختار الملابس الخفيفة الفضفاضة التي
تسمح للهواء بأن يتخلل طيات الملابس وسطح الجلد، فيساعد على تبخر العرق
وتبريد الجلد.
ويبدأ برنامج ممارسة رياضة المشي بتهيئة أجهزة وأعضاء الجسم الحيوية، عن
طريق أنشطة الإحماء التي تتضمن تمرينات لإطالة العضلات خاصة الكبيرة والتي
تتضمن عضلات الرجلين والجذع والذراعين، ثم حركات مشي خفيفة متدرجة في
السرعة والشدة حتى الوصول إلى سرعة منتظمة وشدة معتدلة خلال فترة البرنامج
الرئيسية، ثم ينتهي البرنامج بحركات تهدئة بسيطة للمساعدة في العودة إلى
الطبيعي.
ويوصى "النجار" باتباع قواعد محددة في أثناء ممارسة رياضة المشي لاكتساب
اللياقة، بحيث تتناسب مدة الممارسة وفقا للأعمار والحالة الصحية والبدنية،
فلابد أن تكون الشدة متوسطة، وتبدأ بالتدرج من أقل من المتوسطة إلى أعلى
منها، وأن تكون مدة الممارسة نحو 30 دقيقة، وتبدأ بالتدرج من 20 دقيقة إلى
60 دقيقة، وأن تكون مرات الممارسة الأسبوعية 5 مرات، وتبدأ بالتدرج من 3
مرات إلى 6 مرات، مؤكدا أن أهم عوامل الاستفادة من رياضة المشي وتحقيق
اللياقة من خلالها هو الانتظام في الممارسة والمحافظة عليها.
الأمراض العصرية
تنتشر في الآونة الأخيرة أمراض عديدة، مرتبطة بالظروف الحياتية العصرية،
مثل جلطة القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة وهشاشة العظام، وتصيب هذه
الأمراض العديد من الناس في أعمار مبكرة، وترتبط معظم الأمراض بقلة النشاط
البدني، حيث يعتمد الفرد في كثير من أمور حياته على الآلة، مما يدعو
للحاجة إلى زيادة الوعي بثقافة المشي والرياضة كوسيلة علاجية.
ويرى "د. صالح بن سعد الأنصاري"، استشاري طب الأسرة والمجتمع، أن المشي هو
الرياضة المثالية التي يمكن التوصية بها للجميع، حيث يتميز المشي بأنه لا
يحتاج إلى تجهيزات أو معدات خاصة، ويحقق المشي معدلا أكبر اتساقاً لضربات
القلب مقارنة بالرياضات الأخرى، التي ترتفع وتنخفض فيها ضربات القلب، كما
يقلل المشي من احتمالات الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، كما أنة يؤخر
ظهور أعراض الشيخوخة ومشكلاتها الصحية ويخفض الوزن المثالي للجسم، ويقلل
الشهية للأكل خاصة لدى البدينين، وينظم عملية الهضم والتبول، كما يخفض
المشي المنتظم نسبة الكلسترول الضار، ويرفع نسبة الكولسترول المفيد بذلك
يقي من تصلب الشرايين وحدوث جلطات القلب والدماغ.
ويعطي الانتظام على المشي الجسم شكلاً متناسقاً؛ بسبب اشتداد عضلات جدار
البطن وعضلات الظهر، ويظهر الشخص أصغر من عمره الحقيقي، كما تدل التجارب
على أن المشي يرفع الطاقة والشعور بالسعادة، كما يأتي الشعور بالسعادة
وتحسن المزاج في المشي المنظم من عدة مصادر، منها زيادة إفراز هرمونات
"الإندورفينات" التي يسميها العلماء "هرمونات الشعور بالسعادة" كما ينتج عن
تحسن الدورة الدموية وتروية الدماغ بمعدلات أكبر.
وأشار "الأنصاري" إلى أهمية توفير مضامير معدة خصيصا لممارسة رياضة المشي،
وتوفير الخدمات الترفيهية التي تساعد على نشر ثقافة النشاط البدني كسلوك
صحي في المجتمع، من خلال تقديم المعلومات الكافية للأفراد، حول أهمية
الرياضة والفوائد الناتجة عن النشاط البدني، والاهتمام بتوفير الاحتياجات
والظروف المناسبة لتحقيق الرغبة في ممارسة المشي والتمتع بفوائده، بالإضافة
إلى تعريف الأفراد بالأساليب الصحية لممارسة الرياضة من ناحية كمية المشي
وكيفية ممارسته.
وفي هذا الخصوص ينصح "الأنصاري" بأن يقوم الشخص الذي ينوي ممارسة رياضة
المشي ببعض الإجراءات للبدء في المشي واكتساب هذه العادة الصحية، فمن
الضروري استشارة الطبيب وبالذات إذا لم يكن الإنسان قد مارس الرياضة منذ
سنوات بعيدة،
أما إذا كان عمر الشخص يزيد عن الأربعين، فقد يحتاج الأمر إلى إجراء بعض
الفحوص الطبية للتأكد من أن المشي لن يسبب مشكلة كامنة لم ينتبه لها، كما
ينصح بالبدء التدريجي، والتخطيط الجيد والملائم لكل شخص وخصوصيته.
وتوفير الحوافز الخاصة بممارسة الرياضة لضمان أفضل ظروف المشي، وذلك
باختيار اللبس المرن المريح جيد التهوية والمناسب لدرجة حرارة الجو، ولبس
الحذاء المريح للقدمين والمرن جيد التهوية مع لبس الجوارب القطنية، وتجنب
أشعة الشمس.
المصدر:موهوبون
توصل الباحثون
مؤخرا، إلى تقنية جنينية ساعدت على التعرف على الدائرة العصبية التي تقوم
بتنسيق حركات المشي، كخطوة مهمة في تطوير علاجات جديدة لمرضى الشلل، حيث
تميز التقنية الجديدة الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي التي تتحكم في
عملية المشي والخطوات المتتابعة خلالها.
وساعدت التقنية الجينية التي توصل إليها الباحثون، في زيادة معرفة الدائرة
العصبية المسؤولة عن الحركة في الحبل الشوكي، وبالتالي إمكانية تطوير خطط
جديدة لإعادة الوظائف الحركية التي تتعطل بسبب الشلل، نتيجة أذى أو مرض في
الحبل الشوكي.
ويهدف البحث الذي قام به فريق بحثي بقيادة "مارتن د كولدنغ" من معهد "سالك"
للدراسات الإحيائية، و"وماس ام شيسيل" من جامعة كولومبيا، ونشر في مجلة
أعصاب (Neuron )، إلى تعريف الأعصاب التي تدخل في دائرة عصبية، يطلق عليها
"محرك النموذج المركزي" (Central pattern generators )، والتي تولد إشارات
الحركة المتناسقة يسار – يمين والتي تجعل المشي ممكنا".
وتؤكد نتائج البحث أن هذه التقنيات التعريفية والإصلاحية تساعد العلماء
والمتخصصين في تطوير خطط طبية لإعادة تشغيل الحبل الشوكي، من خلال الفهم
الكافي لأنظمة الحركة في الحبل الشوكي، والذي يؤدي فهمه الجيد إلى إنجاز أو
إخراج عملية إعادة تشغيل الوصلات بشكل صحيح لإنجاز الوظائف.
المشي وسيلة علاجية
وتعد رياضة المشي من أبسط أنواع الرياضة التي يمكن أن يمارسها الجميع، حيث
لا تحتاج ممارسة تلك الرياضة إلى قدرات أو مهارات خاصة، كما لا تتطلب
تدريبات قبل ممارستها، فضلا عن الأدوات، فيمكن أن يمارسها الأفراد العاديون
وكذلك الرياضيون، كما أنها رياضة آمنة؛ فمن الصعب أن يتعرض الذين يمارسون
المشي لإصابات بالمقارنة بغيرهم من الذين يمارسون رياضات أخرى مثل الجري،
كما أن العبء البدني الذي يقع على القدمين من خلال المشي ليس كبيرا ولا
يؤدي إلى حدوث إصابات.
وتقول "ماجي سبيلنر" مؤلفة موسوعة الكتاب الكامل في المشي: إن الآثار
الصحية والنفسية لممارسة المشي أكثر بكثير مما يتوقعه الناس، فالقلب السليم
والقضاء على مرض السكر وعلاج التهاب المفاصل وآلام الظهر وتخفيف الكثير
من الضغوط اليومية، يأتي بالمشي الرياضي أو السريع على الأقل ربع ساعة
يوميا.
وللمشي العديد من الفوائد الجسدية والنفسية؛ حيث يحقق المشي حماية للعظام
ويحافظ على صلابته وتماسك أجزائها، كما يحسن المشي حالة مفاصل الجسم
المتحركة، فيزيد من سمك الغضاريف في المفاصل، فيؤدي إلى رفع درجة تحملها
للضغوط الواقعة عليها، ويجعل حركتها سهلة وتصل إلى أقصى مدى حركي لها.
وينصح الأطباء النساء في فترة الحمل بممارسة رياضة المشي كوسيلة علاجية
مساعدة أو بديلة لاستخدام الأدوية، وخاصة في الشهور الأخيرة من الحمل
لتسهيل عملية الولادة، حيث يؤدي المشي إلى زيادة قوة العضلات والتحمل
العضلي وتحسين الجهاز العضلي وجعل الحركة أكثر سهولة، كما يحسن من حالة
الجهاز العصبي ويفيد في تقوية عضلة القلب.
ومن الفوائد النفسية للمشي حسب " د.عبد الوهاب بن محمد النجار"، الأستاذ
بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة بجامعة الملك سعود، أنه يساعد الأفراد
العاديين على تحقيق الاستقرار الانفعالي وتطوير مفهوم الذات، وزيادة الثقة
بالنفس، ويفيد في تحسين بعض حالات الاضطرابات النفسية، مثل القلق والتوتر
والاكتئاب، ويؤدي أيضا إلى زيادة مصادر الانفعالات الإيجابية، مثل
الاستمتاع والحيوية والسعادة والحماس والتحدي، كما يؤدي إلى تحسين الحالة
المزاجية للشخص، وتحسين عادات النوم.
قواعد فنية لممارسة المشي
وقدم "النجار" بعض القواعد الفنية التي يجب مراعاتها والالتزام بها عند
ممارسة المشي، فينبغي المحافظة على اعتدال القامة والرأس والرقبة، مع
ارتخاء الكتفين واستقامة الظهر، ويتم المشي بتبادل تحريك كل من الرجلين
للإمام في خطوات منتظمة، حيث تبدأ الحركة من مفصل الفخذ بتحريك الرجل
للأمام ونزول القدم على الأرض، ويلامس العقب الأرض أولا، فالمشط ثم يرتفع
العقب لأعلى استعدادا للخطوة التالية وهكذا، ولا يتم النزول بكامل القدم
على الأرض أو على المشطين، وتتأرجح الذراعان من مفصل الكتف على الجانبين
بحرية واسترخاء للأمام والخلف في حركة متوافقة السرعة ومتبادلة الاتجاه مع
حركة الرجلين، مع المحافظة على انتظام سرعة حركة الرجلين، وثبات طول
الخطوات.
وينصح أيضا بارتداء الملابس المناسبة لحالة الطقس، واستخدام الحذاء الرياضي
المريح، فخلال الطقس الحار مثلا تختار الملابس الخفيفة الفضفاضة التي
تسمح للهواء بأن يتخلل طيات الملابس وسطح الجلد، فيساعد على تبخر العرق
وتبريد الجلد.
ويبدأ برنامج ممارسة رياضة المشي بتهيئة أجهزة وأعضاء الجسم الحيوية، عن
طريق أنشطة الإحماء التي تتضمن تمرينات لإطالة العضلات خاصة الكبيرة والتي
تتضمن عضلات الرجلين والجذع والذراعين، ثم حركات مشي خفيفة متدرجة في
السرعة والشدة حتى الوصول إلى سرعة منتظمة وشدة معتدلة خلال فترة البرنامج
الرئيسية، ثم ينتهي البرنامج بحركات تهدئة بسيطة للمساعدة في العودة إلى
الطبيعي.
ويوصى "النجار" باتباع قواعد محددة في أثناء ممارسة رياضة المشي لاكتساب
اللياقة، بحيث تتناسب مدة الممارسة وفقا للأعمار والحالة الصحية والبدنية،
فلابد أن تكون الشدة متوسطة، وتبدأ بالتدرج من أقل من المتوسطة إلى أعلى
منها، وأن تكون مدة الممارسة نحو 30 دقيقة، وتبدأ بالتدرج من 20 دقيقة إلى
60 دقيقة، وأن تكون مرات الممارسة الأسبوعية 5 مرات، وتبدأ بالتدرج من 3
مرات إلى 6 مرات، مؤكدا أن أهم عوامل الاستفادة من رياضة المشي وتحقيق
اللياقة من خلالها هو الانتظام في الممارسة والمحافظة عليها.
الأمراض العصرية
تنتشر في الآونة الأخيرة أمراض عديدة، مرتبطة بالظروف الحياتية العصرية،
مثل جلطة القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة وهشاشة العظام، وتصيب هذه
الأمراض العديد من الناس في أعمار مبكرة، وترتبط معظم الأمراض بقلة النشاط
البدني، حيث يعتمد الفرد في كثير من أمور حياته على الآلة، مما يدعو
للحاجة إلى زيادة الوعي بثقافة المشي والرياضة كوسيلة علاجية.
ويرى "د. صالح بن سعد الأنصاري"، استشاري طب الأسرة والمجتمع، أن المشي هو
الرياضة المثالية التي يمكن التوصية بها للجميع، حيث يتميز المشي بأنه لا
يحتاج إلى تجهيزات أو معدات خاصة، ويحقق المشي معدلا أكبر اتساقاً لضربات
القلب مقارنة بالرياضات الأخرى، التي ترتفع وتنخفض فيها ضربات القلب، كما
يقلل المشي من احتمالات الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، كما أنة يؤخر
ظهور أعراض الشيخوخة ومشكلاتها الصحية ويخفض الوزن المثالي للجسم، ويقلل
الشهية للأكل خاصة لدى البدينين، وينظم عملية الهضم والتبول، كما يخفض
المشي المنتظم نسبة الكلسترول الضار، ويرفع نسبة الكولسترول المفيد بذلك
يقي من تصلب الشرايين وحدوث جلطات القلب والدماغ.
ويعطي الانتظام على المشي الجسم شكلاً متناسقاً؛ بسبب اشتداد عضلات جدار
البطن وعضلات الظهر، ويظهر الشخص أصغر من عمره الحقيقي، كما تدل التجارب
على أن المشي يرفع الطاقة والشعور بالسعادة، كما يأتي الشعور بالسعادة
وتحسن المزاج في المشي المنظم من عدة مصادر، منها زيادة إفراز هرمونات
"الإندورفينات" التي يسميها العلماء "هرمونات الشعور بالسعادة" كما ينتج عن
تحسن الدورة الدموية وتروية الدماغ بمعدلات أكبر.
وأشار "الأنصاري" إلى أهمية توفير مضامير معدة خصيصا لممارسة رياضة المشي،
وتوفير الخدمات الترفيهية التي تساعد على نشر ثقافة النشاط البدني كسلوك
صحي في المجتمع، من خلال تقديم المعلومات الكافية للأفراد، حول أهمية
الرياضة والفوائد الناتجة عن النشاط البدني، والاهتمام بتوفير الاحتياجات
والظروف المناسبة لتحقيق الرغبة في ممارسة المشي والتمتع بفوائده، بالإضافة
إلى تعريف الأفراد بالأساليب الصحية لممارسة الرياضة من ناحية كمية المشي
وكيفية ممارسته.
وفي هذا الخصوص ينصح "الأنصاري" بأن يقوم الشخص الذي ينوي ممارسة رياضة
المشي ببعض الإجراءات للبدء في المشي واكتساب هذه العادة الصحية، فمن
الضروري استشارة الطبيب وبالذات إذا لم يكن الإنسان قد مارس الرياضة منذ
سنوات بعيدة،
أما إذا كان عمر الشخص يزيد عن الأربعين، فقد يحتاج الأمر إلى إجراء بعض
الفحوص الطبية للتأكد من أن المشي لن يسبب مشكلة كامنة لم ينتبه لها، كما
ينصح بالبدء التدريجي، والتخطيط الجيد والملائم لكل شخص وخصوصيته.
وتوفير الحوافز الخاصة بممارسة الرياضة لضمان أفضل ظروف المشي، وذلك
باختيار اللبس المرن المريح جيد التهوية والمناسب لدرجة حرارة الجو، ولبس
الحذاء المريح للقدمين والمرن جيد التهوية مع لبس الجوارب القطنية، وتجنب
أشعة الشمس.
المصدر:موهوبون