كم يسعى ذلك الإنسان خلف الحرام .. ثم كم ينال من ذاك المرام .. لحظات رغبة إذا أقبلت تلح وتنادي بشدة وجدال .. وكأن الدنيا لا تكون إلا بذاك المنـال .. فإذا كان للنفس ما أرادات تنحى جانباَ يكترع الحسرات .. وقد شبعت من جوعها ثم نراها تشمئز من ذاك المآل .. فكأنها تناولت لحم جيفة وفي عمقها نتانة الطحال .. نتانة تزكم الوجدان حتى تتنافر عنها الأوصال .. وعندها يدرك الإنسان أن الله حقاَ قد علم وبفضله حرم الحرام .. ثم بفضله أوجد طيباَ لمن يتحرى الحلال .. ونائل الحرام يكون دائماَ برفقة الشيطان .. يزين له بالأوهام قبيح الأفعال .. وحتى إذا نال الحرام وفرغ بكت نفسه من سـوء المآل .. وسنة الحياة أن يفرح الزارع بثمار حصـاده .. إلا زارع الزنـا فإنه يبكي يوم الحصاد .. لأنه يزرع الخبائث في أرض غير أرض الحلال .. وثمار حصاده تلك القبيحة التي تلقى في الأوحال .. فإن لم تكن هناك ثمـرة فاللقاء أيضاَِ لقاء جيف ساقطة المقام ..لحظات شهوة تخدع صاحبها ليمتطي كبائر الآثام .. والمحصلة في النهاية إسقاط للأخلاقيات والشرف .. وقد تصاحبها ثمرة مكروهة الاسم والخصال .. لقب يلازم العمـر بابن الحرام .. تبدأ خطوات حياتها في غفلة الفضائل .. ممثلاَ ذلك الشرخ في الأخلاقيات .. ثم الكارثة الكبرى بالخلط في الأنساب .. حيث تكون الأرحام في عفتها خائنة .. والأصلاب تفقد الفضائل لتكون ملطخة بقبائح الأسرار .. وقد تلقى الثمرة وهي ما زالت برعماَ في براميل النفايات .. إهانة كبرى للإنسان والإنسانية .. وتلك جريمة ِأخرى أشد نكبـة من الأولى .. لتوجد صورة أخرى قاتمة للحظة أرادتها نفس ضعفت أما شهوتها ثم نالت .. ومشى فيها برفقة الشيطان .. سلسلة من الموبقات تجر بعضها بعضاَ .. فلماذا لا تتقي الله أيها الإنسان ؟ .