"نوستراداموس" : العراف المعجزة
ميشيل نوسترادام الشهير باسم "نوستراداموس" أشهر من عرف الطالع في كل العصور، وهو طبيب فرنسي عاش بين فترتي (1503 - 1569) و كان يواجه الوباء والأمراض ويشفي الناس وكانت له وصفات لا يقرها الأطباء واشتهر بين الناس بأنه يعالج الناس روحياً، وأنه ليس صحيحاً أنه كان يشخص الأمراض وإنما كان يلمس المرضى ويعطيهم بعض الماء الدافئ والكثير من الأعشاب. وضاق به الأطباء، وأقبل عليه الناس، وعندما اجتاحت الأوبئة فرنسا جنوباً وشمالاً، كان هو الرجل الذي يخوض الموت ويعطي الأمل ويخفف الأوجاع.
وكانت لديه توجهات أخرى فقد كان يقرأ في الكتب التي تسمى الكتب السوداء أو كتب السحر الأسود أو مخطوطات التنجيم، وكان هذا الاهتمام في سن مبكرة.
ولاحظ الذين حوله أنه يتوقع أشياء عجيبة، ثم تقع!!! وقبل أن يصارح الناس بهذه النبوءات كان يسجلها سراً، ثم ينتظر أن تتحقق؛ وكان الكثير جداً يتحقق بصورة أذهلته هو نفسه!
وفكر في أن يعتزل الطب وأن يتجه نهائياً إلى التنجيم. ومن الغريب أن هذا الرجل الذي توقع أحداثاً رهيبة وقعت في القرن العشرين، لم يتوقع أن تموت زوجته وابنه وابنته معاً!!!! ورغم أن هذا الحادث الرهيب قد هز صورته ووزنه ونبوءاته عند الناس، لكنه استطاع أن يسترد قدرته الخارقة عندما استدعاه الملوك والأمراء ورجال الدين.
و قد كون مجموعة ضخمة من التنبؤات التي تغطي مدة حوالي 450 سنة من توقعات و رؤى نوستردامس لمستقبل العالم ، الا انه يوجد خط عريض واحد تنتظم أغلب نبوئاته على ذلك ، وذلك أن نوستردامس كان فرنسيا من ناحية ، وكان مسيحيا كاثوليكيا من ناحية ثانية ، ولهذا فقد انصب معظم اهتمامه في نبوءاته على فرنسا وعلى الكنيسة الكاثوليكية ومقام البابوية ، وكتعبير عن ذلك فقد اعتبر سنة 1792 بداية لعهد جديد وذلك في رسالته الى الملك الفرنسي هنري الثاني مشيرا بذلك الى أهمية تلك السنة وخطورتها ، وهي سنة اعلان الجمهورية الفرنسية وهي التي تعتبر بداية النهاية لعصر السلطة الكنسية الكاثوليكية والمسيحية بشكل عام في العالم الغربي ، وهي واحدة من نبواءاته التي تحققت وواحدة من النبوءات النادرة جدا التي يذكر فيها تاريخا محددا لحادثة ما ..
الحادثة الثانية التي يذكر لها تاريخا محددا والتي هي امتداد أو تعبير آخر عن نفس الخط المذكور هي ما ذكره في رسالته لولده قيصر مشيرا بها الى الكاتب االفرنسي (جان جاك روسو) حيث يقول له : ( حيث انه بحسب العلامات السماوية فان العصر الذهبي سوف يعود بعد فترة اضطرابات ستقلب كل شئ والتي ستأتي من لحظة كتابتي لهذا بعد 177 سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما والتي ستجلب معها فساد الأفكار و الأخلاق والحروب والمجاعات الطويلة ..) . وقد كتب رسالته هذه في مارس 1555 حسب التاريخ المذكور في ذيلها ، فاذا أضفنا اليها السنوات المذكورة فان التيجة ستكون سنة 1732 وهي السنة التي وصل فيها جان جاك روسو الى باريس ، وروسو هو صاحب نظرية العقد الاجتماعي المعروفة والتي تشكل الى قدر كبير أساس وفلسفة الدولة الأوروبية الحديثة ، كما انه يعتبر ملهم الثورة الفرنسية ، وكتبه هي التي وضعت المنهج التربوي القائم في مدارس الدول الأوروبية الى يومنا هذا ..
آخر التواريخ التي ذكرها نوستردامس للأسف لم تفلح الا في الانقاص من شهرته ، بل ودثرها تقريبا ..
فقد جائت في رباعيته المشهورة ...
في السنة 1999 وسبعة أشهر
من السماء سوف يأتي ملك الرعب العظيم
انع سيعيد الى الحياة ملك ( أونكوموا) العظيم
قبل ذلك وبعده ستسود الحرب كما يشاء لها الحظ ...
وها قد مر شهر يوليو 1999 وخلافا لما توقع الناس جميعهم
بعض التنبؤات الذي صرح بها العراف نوستراداموس :
يقال أنه حدث في إحدى المرات وهو ما يزال شاباً صغيراً أن رأى أحد الرهبان في الطريق، فركع له قائلاً:
- أهلاً يا صاحب القداسة!
واندهش الناس ولكن هذا الراهب هو الذي أصبح بعد عشرات السنين البابا سكتوس الخامس..
وحدث مرة أخرى أن دُعي نوستراداموس للغذاء فقال لصاحب الدعوة:
"لديك اثنان من الخنازير، أحدهما أبيض والآخر أسود.. وسوف تذبح لنا الخنزير الأبيض، أما الخنزير الأسود فسوف يأكله الذئب!"
وانتهز صاحب البيت هذه المناسبة، وقال للطاهي:
اذبح لنا الخنزير الأسود بسرعة.
وجاء الطعام، وقال نوستراداموس:
بالضبط، إنه الخنزير الأبيض.
ولكن صاحب الدعوة أكد له أن هذا هو الخنزير الأسود؛ لكن نوستراداموس أصر على أنه الأبيض، وجاء الطاهي ليعترف بأن الخنزير الأسود الذي ذبحه تسلل إليه الذئب وخطفه وهرب!
وهذه نبؤة أخرى تخص عالمنا العربي و الإسلامي لنطرحها لكم ...
قال نوستراداموس .. (( من الأرض العربية العظيمة سوف يلد سيد عظيم من شريعة محمد هذا الملك سوف يدخل أوروبا لابساً عمامة زرقاء ، أنه الذي سوف يبعث الأمة العظيمة من الموت لتعيش مرة آخرى ، سوف يكون هو الرعب لكل الناس ، لم يكن أحد أكثر منه رعبا ))
و بالإضافة إلى العشرات من الأحداث التي تنبأ بها في عصره. ولكن الغريب العجيب في أمر هذا الرجل أنه أثار فزع إيطاليا وفرنسا وربما أوروبا كلها في ذلك الوقت، فلم يوجد بيت لم يترك فيه ورقة، وعلى الورقة كل ما سوف يحدث للأسرة من أولها إلى آخرها من أحداث سيئة.
وهذا لا يكلفه أكثر من أن يذهب إلى غرفته ويحملق في كوب من الماء، ويقول أن سطح الماء يتحول بسرعة إلى صفحة متحركة يرى من خلالها ما سيحدث للشخص ..
وعليها تجري الأحداث في كل اتجاه .. وعلى فترات متباعدة .. عشرات السنين أو مئات السنين.
يقول نوستراداموس وهو يصف الذي يراه:
** إن عندي موهبة، هذه الموهبة هي عبارة عن قوة، والقوة تملأ جسمي كله، تهزني بعنف، وأسمع صوتاً، وأرى نوراً .. ولا أعرف إن كنت أنا الذي يرى أو أن أحداً يرى لي ويرى بي .. أو كنت أنا الذي أسمع الأصوات .. أو أن قوة أخرى تسمع لي أو تسمعني .. كل هذا يجري أمام عيني على سطح الماء.
ويقول : في بعض الأحيان، أرى الصورة الواحدة تتابع متكررة مئات المرات!!
وعندما استدعته ملكة فرنسا كاترين دي مديتشي، وضعت له ثمانية خيول على طول الطريق؛ فوصل إليها من جنوب فرنسا بعد شهر، ولم يكد يصل إلى باريس حتى استدعته. وجاءها الرجل وطلبت إليه أن يرسم طالع أبنائها السبعة فوراً. ومكثت معه أربع ساعات .. وكل ما قاله لها هو أن أولادها سيكونون جميعاً ملوكاً، لكنه لم يشأ أن يصارحها بالكوارث التي سوف تصيبهم جميعاً!!
وقد كان خائفاً أن يتهمه أحد بالكفر أو يتهمه أحد بالاشتغال بالسحر الأسود ، و قد أصدر تقويماً سنوياً غامض العبارة .. وعلى شكل رباعيات تجيء فيها كلمات لاتينية ويونانيةو فرنسية وعبرية .. وكان من عادته أن يجعل التقويم الواحد عبارة عن مائة رباعية .. وقد أعلن أنه يتنبأ بما سوف يحدث حتى نهاية سنة 2000
ترى كيف حصل نوستراداموس على هذه الموهبة الغريبة؟
لقد اعترف بنفسه أنه لم يرفع عينيه عن كتاب قديم اسمه "أسرار مصر" وهذا الكتاب من تأليف يامبليخوس اليوناني، وقد ذكر أنه وجد في هذا الكتاب علماً لم يعرفه أحد، وأن كتاب "أسرار مصر" ليس إلا أسرار الكرة الأرضية وأنه يستطيع عن طريق هذا الكتاب أن يعرف ما الذي سوف يجري على الجبال وفي الأنهار وفي المدن وفي المعابد كلها!
لنرى الآن بعضاً من أعظم النبؤات التي تنبأ بها هذا الرجل:
في سنة 1649 كان الكاردينال مازاران متسلطاً على القصر الملكي، ولم يستطع خصومه أن ينالوا منه شيئاً، لكنهم اهتدوا إلى كتاب نوستراداموس "النبؤات" وراحوا ينشرون ما توقعه نوستراداموس للكاردينال!!!
وتحطمت أعصاب الكاردينال وراح يجمع الكتاب من كل مكان، ولكن خصومه بدأوا في إرساله إليه على شكل خطابات .. وكانوا أحياناً يضعونه في سلال الفاكهة ويعلقونه على الأشجار، ويضعونه على المقاعد في الكنيسة، وتحققت كل نبوءات الرجل ضد الكاردينال!!! ( أعتقد العامل النفسي كان وراء هذا الشيء ))
ولابد أن الامبراطورة جوزفين هي التي أعطت نسخة من هذه "النبوءات" لزوجها نابوليون، وهي التي أشارت إلى مواقعه العسكرية! وإلى زحفه على روسيا وانسحابه الرهيب منها!! وعندما أشارت إلى موقعة واترلو وانهزامه المؤكد، أمسك الكتاب وأحرقه فوراً!!!
وربما كان هذا الكتاب هو الوحيد الذي أفزع نابليون وأمر بإحراقه فوراً!!!
وعرف نابليون فيما بعد أن هذا الرجل قد تنبأ بقيام الثورة الفرنسية .. وبإعدام زعمائها .. وهو أيضاً الذي تنبأ بنفي نابليون إلى جزيرة سانت هيلانة.
وبعد هزيمة نابليون عاد الناس إلى الكتاب يقلبون فيه، وضاقت العائلات المالكة بهذا الكتاب وأخفوه. بل إن أحد الأمراء أصدر كتاباً مزوراً، وجعل هذا الكتاب بشكل رباعيات، لكن الناس لم تنخدع بهذه الطبعة الزائفة، وعادوا يقتنون الكتاب العجيب للنبؤات الغامضة. وفي خريف 1939 بعد أن أعلنت ألمانيا الحرب على أوروبا واشتعلت نار الحرب العالمية الثانية .. حدثت هذه الواقعة المؤكدة:
كانت زوجة وزير الدعاية جوبلز تتمدد في فراشها، وسحبت من تحت المخدة كتاباً صغيراً، وهزته عله يصحو من النوم، ولكنه كان مرهقاً، فهزته بعنف وفتحت عينيه بالقوة، وأدنت المصباح منه وقالت له: "اقرأ". وأشارت إلى بعض الفقرات في كتاب "النبوءات" لنوستراداموس، وكانت الفقرات التي تتحدث عن هجوم هتلر، وزحف هتلر على روسيا، وعودته مهزوماً!!!!!
وكان هتلر يعتمد على أحد العرافين .. وكانت وزارة الدعاية تستخدم الذين يقرأون الطالع ويكتبونه وينشرونه في الصحف وفي النشرات الدعائية، وبدأت الطائرات الألمانية تلقي بنبوءات نوستراداموس في كل الأراضي التي هاجمتها ألمانيا .. وخصوصاً في فرنسا، ولكن الكميات الأكبر والأضخم هي التي ألقت بها على الشعب الإنجليزي.
وفي وثائق حرب بريطانيا مع ألمانيا، تكلفت الحكومة البريطانية ربع مليون جنيه لتقاوم نبوءات نوستراداموس، وذلك بأن تنشر نبوءات مضادة لنفس الرجل، ولآخرين من علماء التنجيم وقراء الكف وضاربي الودع وفاتحي المنادل، وكل ذلك ثابت في سجلات الحرب البريطانية!!
بل إن واحداً من كتب المخابرات البريطانية قد روى قصة حرب الأعصاب التي سلطوها على هتلر نفسه عندما حاولوا استخدام ذلك "العراف الخاص" لهتلر! ونجحت المخابرات البريطانية في أن تجعل هذا العراف يتنبأ لهتلر بالفشل في وقت مبكر، وقد غضب عليه هتلر، ثم عاد فاسترضاه!! وكان من بين الحيل التي لجأت لها المخابرات البريطانية: نبوءات هذا الطبيب الفرنسي!!
ومن أعجب نبوءات هذا الرجل: مصرع موسوليني وانتحار هتلر ومقتل الأخوين كينيدي .. وسقوط بيرل هاربور أمام القوات اليابانية .. ومصرع عشرات الملوك والرؤساء. فمثلاً عندما تنبأ بمقتل كينيدي كانت عبارته هكذا: "الرجل العظيم في أعظم دولة تصرعه صاعقة في عز الظهر .. وأخوه بعد ذلك".
وتنبأ أيضاً باحتراق الأسطول الفرنسي في الإسكندرية، فقال: "يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكي، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون".
فقد حدث ذلك عام 1799 عندما وصل نابليون إلى مصر وأرسى سفنه في مياه أبو قير عندما جاء نلسون بأسطوله وأغرق المراكب الفرنسية.
وتوقع حرب 1948 واستيلاء اليهود على أرض فلسطين
فقال "فالدولة الجديدة تحتل أرضاً حول سوريا ويهوديا وفلسطين .. وتنهار القوات البربرية".
القوات البربرية هي القوات غير المسيحية، فقد كان من المألوف في أوروبا أن يوصف كل من ليس أوروبياً بأنه بربري، وبعد ذلك أصبح البربري هو كل من ليس مسيحياً. فالقوات البربرية التي يتحدث عنها هي القوات العربية الإسلامية.
وربما هو الذي تنبأ بما يحدث على صحراء المغرب، فقد جاء على لسان نوستراداموس: "إن القوات البربرية سوف تأخذ أرضاً من اسبانيا، وسوف تسيل الدماء.." أي أن القوات العربية سوف تسترد أرضاً كانت تحتلها اسبانيا!!
فمثلاً قبل حرب 1948 انتشر هذا الكتاب في العالم العربي، وظهرت فقرات منه مترجمة في الصحف البريطانية والفرنسية.. وقبل النكسة نشرت الصحف الإسرائيلية -مع الحفاوة الشديدة ... فقرات تؤكد انتصار اليهود وهزيمة العرب!
ولد نوستردامس (مايكل دي نوستردامس ) في مقاطعة ( بووفانس) الواقعة جنوب فرنسا ظهيرة يوم 14 كانون اول (ديسمبر) من سنة 1503 و هو مسيحي كاثوليكي , و يقال بأن آباءه و أجداده كانوا على دين اليهودية و أمر يصعب أثباته فقد كان جده لأبيه, و هو تاجر حبوب , متزوجاً من فتاة مسيحية و كذلك فعل ابنه ( والد نوستردامس) إذ تزوج من فتاة مسيحية كاثوليكية و هو الذي يدعون بأنه تحول إلى الديانية النصرانية في سنة 1512 أي عندما بلغ ابنه البكر مايكل دي نوستردامس تسع سنوات من عمره , و قد كان لنوستردامس أربعة إخوه آخرين أكبرهم سناً. و قد أعتنى جده بتثقيفه و تعليمه , فعلمه شيئاً من الرياضيات و علم النجوم إضافة إلى اللغات اللاتينية و اليونانية . و عندما توفي جده عاد الفتى نوستردامس إلى بيت أبويه و استمر هناك في تعليمه . و في سنة 1522 أرسله أبواه إلى كلية ( مونتلبليه)
لدراسة الطب وله من العمر 19 عاماً , و بعد 3 سنوات حصل على البكالوريوس و بدأ في ممارسة الطب , و كان ذلك وقت وباء الطاعون الذي اجتاح فرنسا و خصوصاً جنوبها , و قد كان نوستردامس الطبيب معروفاً بعدم اكتراثه في مواجهة مرضى الطاعون عندما كان غيره يهربون منهم خشية العدوى , و كان قد ابتكر وصفة خاصة لعلاج المصابين بالطاعون أعطته شهرة في قدرته على الشفاء ( و كان قدر اصدر كتاباً في الطب سنة 1552 كان يحتوي على عدد من وصفاته الخاصة ) . و خلال السنوات الأربعة التالية صار ينتقل بين عدد من المدن بين فرنسا و إيطاليا و اطلع في أثناء رحلاته على عدد كبير من الكتب الخاصة بالسحر و التنجيم , عاد بعدها غلى كلية الطب في ( مونتبليه ) لإكمال الدكتواره في سنة 1529 و كان معروفأً عنه في هذه الفترة أن له إتجاهات في العلاج تخالف ما هو متعارف عليه و خصوصاً لإستعمال الحجامة في العلاج . و بعد حصوله على الدكتواره في الطب سنة 1529 إستقر به المقام في مدينة (آجين ).
في فرنسا حيث تزوج هناك من فتاة و جاءه منها ولد و بنت , و تأتي موجة جديدة لوباء الطاعون فتجتاح المنطقة التي هو فيها و ليموت ولداه و زوجته , و حيث لم يكن في قدرته إنقاذهم فقد كان ذلك كارثة عليه و على علمه هناك , و زاد في الطين بلة أن والدي زوجته أقاما عليه دعوة قضائية يطالبانه فيها بأرجاع مهر ابنتهم إليهما , و لم تقف سلسلة مشاكله عند هذا الحد و إنما جاءه أمر من محاكم التفتيش التابعة للسلطة الكنيسة الكاثوليكي’ القائمة آنذاك بالمثول امامها في مدينة (تولو ز) الفرنسية بتهمة الكفر , و هي تهمة خطيرة جداً في ذلك الوقت , و ذلم بسبب ملاحظة قد ابداها قبل ذلك بسنوات عندما وقف أمام أحدهم , و هو صانع تماثيل , و هو يصب تمثالاً من البرونز لمريم العذراء فقال له : (إنك إنما تصنع شياطين ) , و تم رفع التقارير بذلك إلى السلطات الكنيسة التي قررت مواجهته بهذه التهمة و استدعائه لمحاكمته و لكنه لم يمتثل للأمر خشية أن يؤدي به الأمر إلى أدانته و من ثم إلى سجنه أو أعدامه فهرب من مدينته و تنقل متخفياً حتى وصل إلى مدينة (سالون) الفرنسية سنة 1544 و تزوج فيها بأرملة ثلاية و جاءه منها عدد من الأودلاد و في هذه المدينة قضى ما تبقى من حياته في دار ما زالت موجودة إلى يومنا هذا . و كان قد أتخذ أعلى غرفة في هذه الدار مقراً لدراسته و اشتغاله بكتب التنجيم و السحر و الباطنية و التي أحرقها فيما بعد . و يعتقد أم من أهم مصادر الهامه كان كتاباً يدعي ( الأسرار المصرية ) و في غرفته هذه ابتدأ في وضع نبوءاته و منذ سنة 1547 و نشرها لأول مرة في سنة 1555 و بشكل غير كامل حيث احتوت على أول ثلاثة قرون (فصول) و نصف الرابع , و انتشر صيته في كل مكان و اتصل خبره بزوجة ملك فرنسا ( كاترين دي مديسي) فأرسلت إليه ليحضر إلى البلاط في باريس و هيأت له الجياد اللازمة لسفرته تلك و التي إستغرقت مدة شهر ( و هي تستغرق عادة مدة شهرين بدون مثل تلك الأعدادت ) و قابلته كما قابله الملك و أنعما عليه بشيء بسيط من المال و مكث عندهم لمدة إسبوعين عاد بعدها إلى مدينته سالون . و كانت له زيارة أخرى فيها المكوث في البلاط الملكي الفرنسي و كان التحقيق جارياً من جانب الكنيسة حول ممارسته للسحر مما جعله يختفي مرة ثانية و يعتزل في داره , و قد عاش بعدها مع مرض مفاصله المعروف بداء النقرس و هو يمارس كشف الطالع لزواره و خصوصاً الاغنياء منهم , و من الملاحظ أن التنجيم قد بلغ ذروة انتشاره ذلك الوقت
و في سنة 1564 تقرر زوجة الملك كاترين أن تقوم بجولة ملكية في أنحاء فرنسا مع عائلتها و قد استمرت جولتها هذه سنتين و كان من جملة محطاتها هي بيت نوستردامس في مدينة سالون حيث زارته في بيته بصحبة ابنهائها و تناول معه الجميع الغذاء
في يوم 2/7/1566 توفي نوستردامس و دفن قائماً في حائط كنيسة في سالون , و أثناء الثورة الفرنسية نبش بعض الجنود قبر نوستردامس و أخرجوا نعشه و لكن رُمته دُفنت مرة ثانية في كنيسة أخرى في سالون ( كنيسة سانت لورن ) حيث لا يزال قبره موجوداً مع رسم له يعلو الضريح
وكانت لديه توجهات أخرى فقد كان يقرأ في الكتب التي تسمى الكتب السوداء أو كتب السحر الأسود أو مخطوطات التنجيم، وكان هذا الاهتمام في سن مبكرة.
ولاحظ الذين حوله أنه يتوقع أشياء عجيبة، ثم تقع!!! وقبل أن يصارح الناس بهذه النبوءات كان يسجلها سراً، ثم ينتظر أن تتحقق؛ وكان الكثير جداً يتحقق بصورة أذهلته هو نفسه!
وفكر في أن يعتزل الطب وأن يتجه نهائياً إلى التنجيم. ومن الغريب أن هذا الرجل الذي توقع أحداثاً رهيبة وقعت في القرن العشرين، لم يتوقع أن تموت زوجته وابنه وابنته معاً!!!! ورغم أن هذا الحادث الرهيب قد هز صورته ووزنه ونبوءاته عند الناس، لكنه استطاع أن يسترد قدرته الخارقة عندما استدعاه الملوك والأمراء ورجال الدين.
و قد كون مجموعة ضخمة من التنبؤات التي تغطي مدة حوالي 450 سنة من توقعات و رؤى نوستردامس لمستقبل العالم ، الا انه يوجد خط عريض واحد تنتظم أغلب نبوئاته على ذلك ، وذلك أن نوستردامس كان فرنسيا من ناحية ، وكان مسيحيا كاثوليكيا من ناحية ثانية ، ولهذا فقد انصب معظم اهتمامه في نبوءاته على فرنسا وعلى الكنيسة الكاثوليكية ومقام البابوية ، وكتعبير عن ذلك فقد اعتبر سنة 1792 بداية لعهد جديد وذلك في رسالته الى الملك الفرنسي هنري الثاني مشيرا بذلك الى أهمية تلك السنة وخطورتها ، وهي سنة اعلان الجمهورية الفرنسية وهي التي تعتبر بداية النهاية لعصر السلطة الكنسية الكاثوليكية والمسيحية بشكل عام في العالم الغربي ، وهي واحدة من نبواءاته التي تحققت وواحدة من النبوءات النادرة جدا التي يذكر فيها تاريخا محددا لحادثة ما ..
الحادثة الثانية التي يذكر لها تاريخا محددا والتي هي امتداد أو تعبير آخر عن نفس الخط المذكور هي ما ذكره في رسالته لولده قيصر مشيرا بها الى الكاتب االفرنسي (جان جاك روسو) حيث يقول له : ( حيث انه بحسب العلامات السماوية فان العصر الذهبي سوف يعود بعد فترة اضطرابات ستقلب كل شئ والتي ستأتي من لحظة كتابتي لهذا بعد 177 سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما والتي ستجلب معها فساد الأفكار و الأخلاق والحروب والمجاعات الطويلة ..) . وقد كتب رسالته هذه في مارس 1555 حسب التاريخ المذكور في ذيلها ، فاذا أضفنا اليها السنوات المذكورة فان التيجة ستكون سنة 1732 وهي السنة التي وصل فيها جان جاك روسو الى باريس ، وروسو هو صاحب نظرية العقد الاجتماعي المعروفة والتي تشكل الى قدر كبير أساس وفلسفة الدولة الأوروبية الحديثة ، كما انه يعتبر ملهم الثورة الفرنسية ، وكتبه هي التي وضعت المنهج التربوي القائم في مدارس الدول الأوروبية الى يومنا هذا ..
آخر التواريخ التي ذكرها نوستردامس للأسف لم تفلح الا في الانقاص من شهرته ، بل ودثرها تقريبا ..
فقد جائت في رباعيته المشهورة ...
في السنة 1999 وسبعة أشهر
من السماء سوف يأتي ملك الرعب العظيم
انع سيعيد الى الحياة ملك ( أونكوموا) العظيم
قبل ذلك وبعده ستسود الحرب كما يشاء لها الحظ ...
وها قد مر شهر يوليو 1999 وخلافا لما توقع الناس جميعهم
بعض التنبؤات الذي صرح بها العراف نوستراداموس :
يقال أنه حدث في إحدى المرات وهو ما يزال شاباً صغيراً أن رأى أحد الرهبان في الطريق، فركع له قائلاً:
- أهلاً يا صاحب القداسة!
واندهش الناس ولكن هذا الراهب هو الذي أصبح بعد عشرات السنين البابا سكتوس الخامس..
وحدث مرة أخرى أن دُعي نوستراداموس للغذاء فقال لصاحب الدعوة:
"لديك اثنان من الخنازير، أحدهما أبيض والآخر أسود.. وسوف تذبح لنا الخنزير الأبيض، أما الخنزير الأسود فسوف يأكله الذئب!"
وانتهز صاحب البيت هذه المناسبة، وقال للطاهي:
اذبح لنا الخنزير الأسود بسرعة.
وجاء الطعام، وقال نوستراداموس:
بالضبط، إنه الخنزير الأبيض.
ولكن صاحب الدعوة أكد له أن هذا هو الخنزير الأسود؛ لكن نوستراداموس أصر على أنه الأبيض، وجاء الطاهي ليعترف بأن الخنزير الأسود الذي ذبحه تسلل إليه الذئب وخطفه وهرب!
وهذه نبؤة أخرى تخص عالمنا العربي و الإسلامي لنطرحها لكم ...
قال نوستراداموس .. (( من الأرض العربية العظيمة سوف يلد سيد عظيم من شريعة محمد هذا الملك سوف يدخل أوروبا لابساً عمامة زرقاء ، أنه الذي سوف يبعث الأمة العظيمة من الموت لتعيش مرة آخرى ، سوف يكون هو الرعب لكل الناس ، لم يكن أحد أكثر منه رعبا ))
و بالإضافة إلى العشرات من الأحداث التي تنبأ بها في عصره. ولكن الغريب العجيب في أمر هذا الرجل أنه أثار فزع إيطاليا وفرنسا وربما أوروبا كلها في ذلك الوقت، فلم يوجد بيت لم يترك فيه ورقة، وعلى الورقة كل ما سوف يحدث للأسرة من أولها إلى آخرها من أحداث سيئة.
وهذا لا يكلفه أكثر من أن يذهب إلى غرفته ويحملق في كوب من الماء، ويقول أن سطح الماء يتحول بسرعة إلى صفحة متحركة يرى من خلالها ما سيحدث للشخص ..
وعليها تجري الأحداث في كل اتجاه .. وعلى فترات متباعدة .. عشرات السنين أو مئات السنين.
يقول نوستراداموس وهو يصف الذي يراه:
** إن عندي موهبة، هذه الموهبة هي عبارة عن قوة، والقوة تملأ جسمي كله، تهزني بعنف، وأسمع صوتاً، وأرى نوراً .. ولا أعرف إن كنت أنا الذي يرى أو أن أحداً يرى لي ويرى بي .. أو كنت أنا الذي أسمع الأصوات .. أو أن قوة أخرى تسمع لي أو تسمعني .. كل هذا يجري أمام عيني على سطح الماء.
ويقول : في بعض الأحيان، أرى الصورة الواحدة تتابع متكررة مئات المرات!!
وعندما استدعته ملكة فرنسا كاترين دي مديتشي، وضعت له ثمانية خيول على طول الطريق؛ فوصل إليها من جنوب فرنسا بعد شهر، ولم يكد يصل إلى باريس حتى استدعته. وجاءها الرجل وطلبت إليه أن يرسم طالع أبنائها السبعة فوراً. ومكثت معه أربع ساعات .. وكل ما قاله لها هو أن أولادها سيكونون جميعاً ملوكاً، لكنه لم يشأ أن يصارحها بالكوارث التي سوف تصيبهم جميعاً!!
وقد كان خائفاً أن يتهمه أحد بالكفر أو يتهمه أحد بالاشتغال بالسحر الأسود ، و قد أصدر تقويماً سنوياً غامض العبارة .. وعلى شكل رباعيات تجيء فيها كلمات لاتينية ويونانيةو فرنسية وعبرية .. وكان من عادته أن يجعل التقويم الواحد عبارة عن مائة رباعية .. وقد أعلن أنه يتنبأ بما سوف يحدث حتى نهاية سنة 2000
ترى كيف حصل نوستراداموس على هذه الموهبة الغريبة؟
لقد اعترف بنفسه أنه لم يرفع عينيه عن كتاب قديم اسمه "أسرار مصر" وهذا الكتاب من تأليف يامبليخوس اليوناني، وقد ذكر أنه وجد في هذا الكتاب علماً لم يعرفه أحد، وأن كتاب "أسرار مصر" ليس إلا أسرار الكرة الأرضية وأنه يستطيع عن طريق هذا الكتاب أن يعرف ما الذي سوف يجري على الجبال وفي الأنهار وفي المدن وفي المعابد كلها!
لنرى الآن بعضاً من أعظم النبؤات التي تنبأ بها هذا الرجل:
في سنة 1649 كان الكاردينال مازاران متسلطاً على القصر الملكي، ولم يستطع خصومه أن ينالوا منه شيئاً، لكنهم اهتدوا إلى كتاب نوستراداموس "النبؤات" وراحوا ينشرون ما توقعه نوستراداموس للكاردينال!!!
وتحطمت أعصاب الكاردينال وراح يجمع الكتاب من كل مكان، ولكن خصومه بدأوا في إرساله إليه على شكل خطابات .. وكانوا أحياناً يضعونه في سلال الفاكهة ويعلقونه على الأشجار، ويضعونه على المقاعد في الكنيسة، وتحققت كل نبوءات الرجل ضد الكاردينال!!! ( أعتقد العامل النفسي كان وراء هذا الشيء ))
ولابد أن الامبراطورة جوزفين هي التي أعطت نسخة من هذه "النبوءات" لزوجها نابوليون، وهي التي أشارت إلى مواقعه العسكرية! وإلى زحفه على روسيا وانسحابه الرهيب منها!! وعندما أشارت إلى موقعة واترلو وانهزامه المؤكد، أمسك الكتاب وأحرقه فوراً!!!
وربما كان هذا الكتاب هو الوحيد الذي أفزع نابليون وأمر بإحراقه فوراً!!!
وعرف نابليون فيما بعد أن هذا الرجل قد تنبأ بقيام الثورة الفرنسية .. وبإعدام زعمائها .. وهو أيضاً الذي تنبأ بنفي نابليون إلى جزيرة سانت هيلانة.
وبعد هزيمة نابليون عاد الناس إلى الكتاب يقلبون فيه، وضاقت العائلات المالكة بهذا الكتاب وأخفوه. بل إن أحد الأمراء أصدر كتاباً مزوراً، وجعل هذا الكتاب بشكل رباعيات، لكن الناس لم تنخدع بهذه الطبعة الزائفة، وعادوا يقتنون الكتاب العجيب للنبؤات الغامضة. وفي خريف 1939 بعد أن أعلنت ألمانيا الحرب على أوروبا واشتعلت نار الحرب العالمية الثانية .. حدثت هذه الواقعة المؤكدة:
كانت زوجة وزير الدعاية جوبلز تتمدد في فراشها، وسحبت من تحت المخدة كتاباً صغيراً، وهزته عله يصحو من النوم، ولكنه كان مرهقاً، فهزته بعنف وفتحت عينيه بالقوة، وأدنت المصباح منه وقالت له: "اقرأ". وأشارت إلى بعض الفقرات في كتاب "النبوءات" لنوستراداموس، وكانت الفقرات التي تتحدث عن هجوم هتلر، وزحف هتلر على روسيا، وعودته مهزوماً!!!!!
وكان هتلر يعتمد على أحد العرافين .. وكانت وزارة الدعاية تستخدم الذين يقرأون الطالع ويكتبونه وينشرونه في الصحف وفي النشرات الدعائية، وبدأت الطائرات الألمانية تلقي بنبوءات نوستراداموس في كل الأراضي التي هاجمتها ألمانيا .. وخصوصاً في فرنسا، ولكن الكميات الأكبر والأضخم هي التي ألقت بها على الشعب الإنجليزي.
وفي وثائق حرب بريطانيا مع ألمانيا، تكلفت الحكومة البريطانية ربع مليون جنيه لتقاوم نبوءات نوستراداموس، وذلك بأن تنشر نبوءات مضادة لنفس الرجل، ولآخرين من علماء التنجيم وقراء الكف وضاربي الودع وفاتحي المنادل، وكل ذلك ثابت في سجلات الحرب البريطانية!!
بل إن واحداً من كتب المخابرات البريطانية قد روى قصة حرب الأعصاب التي سلطوها على هتلر نفسه عندما حاولوا استخدام ذلك "العراف الخاص" لهتلر! ونجحت المخابرات البريطانية في أن تجعل هذا العراف يتنبأ لهتلر بالفشل في وقت مبكر، وقد غضب عليه هتلر، ثم عاد فاسترضاه!! وكان من بين الحيل التي لجأت لها المخابرات البريطانية: نبوءات هذا الطبيب الفرنسي!!
ومن أعجب نبوءات هذا الرجل: مصرع موسوليني وانتحار هتلر ومقتل الأخوين كينيدي .. وسقوط بيرل هاربور أمام القوات اليابانية .. ومصرع عشرات الملوك والرؤساء. فمثلاً عندما تنبأ بمقتل كينيدي كانت عبارته هكذا: "الرجل العظيم في أعظم دولة تصرعه صاعقة في عز الظهر .. وأخوه بعد ذلك".
وتنبأ أيضاً باحتراق الأسطول الفرنسي في الإسكندرية، فقال: "يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكي، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون".
فقد حدث ذلك عام 1799 عندما وصل نابليون إلى مصر وأرسى سفنه في مياه أبو قير عندما جاء نلسون بأسطوله وأغرق المراكب الفرنسية.
وتوقع حرب 1948 واستيلاء اليهود على أرض فلسطين
فقال "فالدولة الجديدة تحتل أرضاً حول سوريا ويهوديا وفلسطين .. وتنهار القوات البربرية".
القوات البربرية هي القوات غير المسيحية، فقد كان من المألوف في أوروبا أن يوصف كل من ليس أوروبياً بأنه بربري، وبعد ذلك أصبح البربري هو كل من ليس مسيحياً. فالقوات البربرية التي يتحدث عنها هي القوات العربية الإسلامية.
وربما هو الذي تنبأ بما يحدث على صحراء المغرب، فقد جاء على لسان نوستراداموس: "إن القوات البربرية سوف تأخذ أرضاً من اسبانيا، وسوف تسيل الدماء.." أي أن القوات العربية سوف تسترد أرضاً كانت تحتلها اسبانيا!!
فمثلاً قبل حرب 1948 انتشر هذا الكتاب في العالم العربي، وظهرت فقرات منه مترجمة في الصحف البريطانية والفرنسية.. وقبل النكسة نشرت الصحف الإسرائيلية -مع الحفاوة الشديدة ... فقرات تؤكد انتصار اليهود وهزيمة العرب!
ولد نوستردامس (مايكل دي نوستردامس ) في مقاطعة ( بووفانس) الواقعة جنوب فرنسا ظهيرة يوم 14 كانون اول (ديسمبر) من سنة 1503 و هو مسيحي كاثوليكي , و يقال بأن آباءه و أجداده كانوا على دين اليهودية و أمر يصعب أثباته فقد كان جده لأبيه, و هو تاجر حبوب , متزوجاً من فتاة مسيحية و كذلك فعل ابنه ( والد نوستردامس) إذ تزوج من فتاة مسيحية كاثوليكية و هو الذي يدعون بأنه تحول إلى الديانية النصرانية في سنة 1512 أي عندما بلغ ابنه البكر مايكل دي نوستردامس تسع سنوات من عمره , و قد كان لنوستردامس أربعة إخوه آخرين أكبرهم سناً. و قد أعتنى جده بتثقيفه و تعليمه , فعلمه شيئاً من الرياضيات و علم النجوم إضافة إلى اللغات اللاتينية و اليونانية . و عندما توفي جده عاد الفتى نوستردامس إلى بيت أبويه و استمر هناك في تعليمه . و في سنة 1522 أرسله أبواه إلى كلية ( مونتلبليه)
لدراسة الطب وله من العمر 19 عاماً , و بعد 3 سنوات حصل على البكالوريوس و بدأ في ممارسة الطب , و كان ذلك وقت وباء الطاعون الذي اجتاح فرنسا و خصوصاً جنوبها , و قد كان نوستردامس الطبيب معروفاً بعدم اكتراثه في مواجهة مرضى الطاعون عندما كان غيره يهربون منهم خشية العدوى , و كان قد ابتكر وصفة خاصة لعلاج المصابين بالطاعون أعطته شهرة في قدرته على الشفاء ( و كان قدر اصدر كتاباً في الطب سنة 1552 كان يحتوي على عدد من وصفاته الخاصة ) . و خلال السنوات الأربعة التالية صار ينتقل بين عدد من المدن بين فرنسا و إيطاليا و اطلع في أثناء رحلاته على عدد كبير من الكتب الخاصة بالسحر و التنجيم , عاد بعدها غلى كلية الطب في ( مونتبليه ) لإكمال الدكتواره في سنة 1529 و كان معروفأً عنه في هذه الفترة أن له إتجاهات في العلاج تخالف ما هو متعارف عليه و خصوصاً لإستعمال الحجامة في العلاج . و بعد حصوله على الدكتواره في الطب سنة 1529 إستقر به المقام في مدينة (آجين ).
في فرنسا حيث تزوج هناك من فتاة و جاءه منها ولد و بنت , و تأتي موجة جديدة لوباء الطاعون فتجتاح المنطقة التي هو فيها و ليموت ولداه و زوجته , و حيث لم يكن في قدرته إنقاذهم فقد كان ذلك كارثة عليه و على علمه هناك , و زاد في الطين بلة أن والدي زوجته أقاما عليه دعوة قضائية يطالبانه فيها بأرجاع مهر ابنتهم إليهما , و لم تقف سلسلة مشاكله عند هذا الحد و إنما جاءه أمر من محاكم التفتيش التابعة للسلطة الكنيسة الكاثوليكي’ القائمة آنذاك بالمثول امامها في مدينة (تولو ز) الفرنسية بتهمة الكفر , و هي تهمة خطيرة جداً في ذلك الوقت , و ذلم بسبب ملاحظة قد ابداها قبل ذلك بسنوات عندما وقف أمام أحدهم , و هو صانع تماثيل , و هو يصب تمثالاً من البرونز لمريم العذراء فقال له : (إنك إنما تصنع شياطين ) , و تم رفع التقارير بذلك إلى السلطات الكنيسة التي قررت مواجهته بهذه التهمة و استدعائه لمحاكمته و لكنه لم يمتثل للأمر خشية أن يؤدي به الأمر إلى أدانته و من ثم إلى سجنه أو أعدامه فهرب من مدينته و تنقل متخفياً حتى وصل إلى مدينة (سالون) الفرنسية سنة 1544 و تزوج فيها بأرملة ثلاية و جاءه منها عدد من الأودلاد و في هذه المدينة قضى ما تبقى من حياته في دار ما زالت موجودة إلى يومنا هذا . و كان قد أتخذ أعلى غرفة في هذه الدار مقراً لدراسته و اشتغاله بكتب التنجيم و السحر و الباطنية و التي أحرقها فيما بعد . و يعتقد أم من أهم مصادر الهامه كان كتاباً يدعي ( الأسرار المصرية ) و في غرفته هذه ابتدأ في وضع نبوءاته و منذ سنة 1547 و نشرها لأول مرة في سنة 1555 و بشكل غير كامل حيث احتوت على أول ثلاثة قرون (فصول) و نصف الرابع , و انتشر صيته في كل مكان و اتصل خبره بزوجة ملك فرنسا ( كاترين دي مديسي) فأرسلت إليه ليحضر إلى البلاط في باريس و هيأت له الجياد اللازمة لسفرته تلك و التي إستغرقت مدة شهر ( و هي تستغرق عادة مدة شهرين بدون مثل تلك الأعدادت ) و قابلته كما قابله الملك و أنعما عليه بشيء بسيط من المال و مكث عندهم لمدة إسبوعين عاد بعدها إلى مدينته سالون . و كانت له زيارة أخرى فيها المكوث في البلاط الملكي الفرنسي و كان التحقيق جارياً من جانب الكنيسة حول ممارسته للسحر مما جعله يختفي مرة ثانية و يعتزل في داره , و قد عاش بعدها مع مرض مفاصله المعروف بداء النقرس و هو يمارس كشف الطالع لزواره و خصوصاً الاغنياء منهم , و من الملاحظ أن التنجيم قد بلغ ذروة انتشاره ذلك الوقت
و في سنة 1564 تقرر زوجة الملك كاترين أن تقوم بجولة ملكية في أنحاء فرنسا مع عائلتها و قد استمرت جولتها هذه سنتين و كان من جملة محطاتها هي بيت نوستردامس في مدينة سالون حيث زارته في بيته بصحبة ابنهائها و تناول معه الجميع الغذاء
في يوم 2/7/1566 توفي نوستردامس و دفن قائماً في حائط كنيسة في سالون , و أثناء الثورة الفرنسية نبش بعض الجنود قبر نوستردامس و أخرجوا نعشه و لكن رُمته دُفنت مرة ثانية في كنيسة أخرى في سالون ( كنيسة سانت لورن ) حيث لا يزال قبره موجوداً مع رسم له يعلو الضريح