الخميس 3\6\1964 ما بين العصر والمعرب غابت الشمس وغيمت السماء واثلجت نسمات الهواء وظهرت الادخنه المحمله فى الهواء من داخل البيوت الطينيه ونزل المطر خفيف يقول جاءت الشتاء فاخذت جده براءه ,براءه بين ذراعيها وقالت لها انها الشتاء يابراءه انها الشتاء سندخل فى الغرفة البعيده التى نشتى فيها قاطعتها براءه قائله التى ليس بها شباك ضحكت الجده وقالت نعم التى ليس بها شباك وساحضر المنقد لنشعل فيه النار ولكن لا يوجد حطب انه فوق سطح الدار قالت لها براءه وهى ترجف من البرد ساصعد ياجدتى لاحضر لكى الحطب من فوق سطح الدار وتطلع براءه لتخطف الحطب وتعود الى جدتها وهى تأفأف من البرد ولكن قطرات المطر كانت تنزل على وجهها البريء كانه قطرات ندى فى صبيحة يوم من ايام الصيف الحار ورائحة البيوت الطينيه مع نسمات الهواء
جعلتها تجلس فوق سطح الدار فى هذا الجو البارد رافعه وجهها الى السماء فرحه بالمطر ترقص وتلعب كانها فى عصر يوم من ايام الصيف الحار بعد انا غابت الشمس,
تمد براءه نظرها الى عشه الكتاكيت التى بنتها جدتها تلمح عصفور صغير ينفض عن ريشه الاسود حبيبات المطر ويقف متحديا هذا البرد القارص ومن على سطح البيت المجاور تسمع صوت عصفوره تزقزق كانها تناديه وما لبس العصفور حتى طار اليها فابتسمت براءه كانها تظن انهم على موعد وتسالت فى نفسها اهكذا تكون العلاقه بين كل المخلوقات وسرعان ما تذكرت الحكايات التى كانت تحكيها جدتها يوم الاربعاء ليله الخميس الماضى عندما كانت تجلس هى وخالتها سعاد ملتفين حول منقد النيران ليلتمسوا بعض الحراره فى ليله من ليالى الشتاء البارده وكانت براءه ترقد على الحصير الجاف والبرد يزغزغ عظمها الضعيف وتغطى جسدها النحيل باللحاف الممزق تنكمش فيه كأنها دب يتيم ماتت امه وجاء البيات الشتوى فدخل الجحر دون ونيس ولا اليف ,
تغطى وجهها من شده البرد وتنكمش على نفسها . تمد عيناها من ثقب اللحاف وهى تنظر الى المصباح المعلق فوق الحائط ونوره الخافت يزيد من شعورها ببرد الشتاء وينتشر الدخان من منقد النار ويدب الدفء فى ارجاء الغرفه تهمس اليها جدتها لاتنامى يابراءه فقد شويت لكى البطاطا فى المنقد وتقوم براءه تنحنى نصف جالسه لكى لا توقع الغطاء من على كتفها النحيل وتمد يداها الصغيرتين لكى تاخذ البطاطا من يد جدتها التى رسم عليها الزمن علامات وتقاسيم يعرفها كل من يراها عندما تمد يدها لتلتمس الدفء من حراره الحطب التى اخذت تدب فى المكان وتصغى براءه وهى تاكل البطاطا الى حكايات جدتها التى تحكيها لخالتها لتمرر ليل الشتاء الطويل ، وتلفت انتباهها تلك الحكايه .
حكايه جليله اخت محمد ابو غريب التى وجدوها مقطوعه الرأس عند المصرف الكبير تكمل براءه جلستها وتسأل جدتها من هى جليله ياجدتى ؟ ولماذا قطعوا رأسها ؟
وتتهرب الجده من الاجابه وتعاود براءه السؤال من هى ياجدتى اجيبينى ولماذا قتلوها وتهرب الجده مره اخرى ولكن براءه تلح فى السؤال فتجيبها جدتها قاله عندما تكبرين يابراءه ساحكى لكى الحكايه ولكن براءه تصر ان تعرف ولا تجد الجده مفر سوىان تريحها بكلمه توجز ما فى سريرتها دون شرح
فقالت لها الجده لانها فعلت الفاحشه ،فتجيبها براءه وما الفاحشه هذه ياجدتى فتهرب الجده مره اخرى من الاجابه ومع الحاح براءه تقول لها الجده يعنى العيب يابراءه (قله الادب)
فتعود براءه الى نصف الجلسه التى كانت عليها فيما قبل .بعد ان كانت ترتكز بنصفها على فخذ جدتها لتكمل النوم تحت اللحاف الممزق وتضعه فوق عيناها وتسال فى نفسها ترى ما هو هذا الامر الذى لايليق ان تعرف تفاصيله واثناء ما هى شارده فى الفكر تتذكر تلك اليله وتلك الحكايه يتبلل جسدها النحيل من حبات المطر الخفيف وتفيق على صوت جدتها وهى تناديها هيا يابراءه احضرى الحطب لقد حضرت هيفاء بنت خالتك سنيه وبسرعه تلملم براءه الحطب وتعيد النظر الى العصفورين وتعاود الابتسام وتنزل مهروله ومعها الحطب وتسالها الجده لما غبتى يابراءه كل هذا فوق سطح الدار فى هذا البرد والسماء تمطر وتنظر براءه اليها ولا ترد وتقاطعها هيفاء
قائله:براءه خالتك عليه تلد الان هيا بنا لنرى المولود الصغير فتفرح براءه لتجد متنفسا لما يدور فى ذهنها من حكايه جدتها والمرأه المقطوعه الرأس وتقول لهيفاء :هيا بنا ياهيفاء هيا بنا لنذهب لخالتك وتصل براءه الى دار خالتها وتصعد السلم الطينى المبلل بماء المطر وتتزحلق وتقع ثم تقوم ثم تتزحلق وتقع وهى تضحك وتبادلها الضحكات هيفاء حتى تصل الى غرفه خالتها وتحدق براءه بعينيها الى خالتها فهى كانت تتصور انها سترى خالتها وبجانبها المولود الصغير ولكن ما تراه ان خالتها تحنو على ركبتيها وتمسك بيديها بالسرير ابو عمدان وهى تصرخ فتخاف براءه وتهرب الى خارج الغرفه فتناديها خالتها بصوت مترنح تعالى يابراءه لا تخافى فتقول لها براءه اين الصغير ياخالتى فتضغط خالتها بفكها العلوى فوق الفك السفلى وهى تكتم انفاسها الى الداخل قائله لبراءه ساعدينى يابراءه ساعدينى فتقول لها براءه كيف اساعدك ياخالتى فتقول لها خالتها تدعو لى يابراءه ، ادعو لى اننى أتفائل بدعوتك فترفع براءه يداها الصغيرتان الى السماء ولا تعرف ماذا تقول ثم ترمى بنظرها الى جانب الغرفه فتجد سعديه بنت خالتها الكبرى تصنع لامها فرخة وتضعها على النار فتبتلع براءه ريقها وهى تامل ان يكون لها نصيب فيها وتعاود خالتها الضعط على انيابها وهى تصرخ وتتوالى فى الصرخات وهى تنادى على سعديه وتقول لها ضعى بعض الحساء ياسعديه لبراءه ولا تنسى ان تعطيها كبده الفرخه ثم تعاود الصرخات وبسرعه تقول سعديه لبراءه خذى الحساء يابراءه واخرجى لتلعبى على حضير الدار وقبل ان تخرج براءه تصرخ خالتها صرخه يسبقها فيها صرخات المولود الصغير فتخاف براءه فتجرى خارج الغرفه ومعها الحساء وكبده الفرخه وهى تسمع خالتها تقول لسعديه انه وجه براءه البشوش انه وجه براءه.
وبعد أن انتهت براءه من شرب الحساء على حضير الدار وهى مشتاقه ان ترى الصغير تحاول ان تدخل عند خالتها مره اخرى فتقول لها سعديه انتظرى يابراءه ياحبيبتى سأناديكى بعد ان نجهز الصغير ونلبسه ثيابه هو وخالتك وتقف براءه امام باب الغرفه والشوق يسبقها لترى الصغير فتأذن سعديه لها بالدخول وتجرى براءه لترتمى فى احضان خالتها عليه وتقبلها وتقول لها اين النونو ياخالتى واثناء ما ترفعه اليها سعديه لتراه تسمع صوت جدتها مهلله على سلم الدار فتقول لها خالتها لقد حضرت جدتك يابراءه وخالتك سعاد
فتجرى براءه بسرعه الى جدتها وتقول لها لقد وضعت خالتى ياجدتى مولود اسمه احمد
وتستبشر الجده بانه ولد ولكن براءه تكذب فمازالت لم ترى المولود ولم تعرف نوعه ولكنها حاجه فى نفسها ولكن لماذا تمنت ان يكون احمداّ ؟ ألئن خالتها لم تنجب ذكورا ؟ ولكن مازالت براءه صغيره ولا ترنو بذهنا الى مثل هذه الاشياء؟! أم انها كرهت بنات جنسها من تلك الحكايه التى سمعتها من جدتها حكايه المرأه المقطوعه الرأس ! فتقاطعها سعديه ضاحكه قائله من اين عرفتى انه احمد ! انه ليس احمدآ انها بنت فتحزن براءه وتسلم الجده على ابنتها عليه وزوجها ويظهر عليها هى ايضا الحزن بعد ان كانت قد اسعدتها براءه ولكن تحمد الله وتحاول ان تدارى حزنها ويحمد الجميع الله على ما رزق واخذوا يرفعون الصغيره على اكفهم ويوجهون الحديث الى براءه وتشرح علية كيف كانت فى حاله عصيبه وكل شىء تغير عندما حضرت براءه فقال كامل زوجها اذآ فلتسمها براءه ووضعهوها فى حجرها وتضع براءه يداها النحيلتان على اطراف المولوده وتحاول ان تتحسس وجهها الصغير وتتنهد بعمق قائله أسميها حنان ويضحك الحاضرون قائلين اذآ هى حنان اسمآ جميلا يابراءه وتمر الليله وتعود براءه هى وجدتها وخالتها سعاد الى الدار وقد خفت الامطار ومضى وقت ليس بقليل من الليل ولازالت نسمات الهواء البارده تلسع جلد براءه الرقيق من تحت الملابس الفضفاضه الخفيفه التى لم تمنع البرد عن جسد براءه النحيل
فتقطع براءه الصمت قائله لجدتها اننى اشعر بالبرد ياجدتى فتلقى جدتها نصف حرمها التى تلفه حول عنقها وتلقيه على كتف براءه وتقول لها لقد اوشكنا على الوصول يابراءه فتقاطعها براءه قائله جدتى ان قدماي لا تحملانى فتقول لها الجده اصبرى يابراءه وتحاول ان تاخذها الى اى حديث تقصر به مسافه الطريق وتنسي به براءه شعورها بالبرد فتقول لها الجده اين هيفاء يابراءه الم تكن معكى عند خالتك تقول براءه فى صوت خافت محملا ببعض الانين من شده البرد والتعب لا اعرف ياجدتى لقد عادت لامها بعد ان سمعت صرخات خالتى وترجع براءه تتأوه من جديد لا اقدر على المشى ياجدتى فقامت خالتها سعاد بحملها على كتفيها حتى وصلت الى الدار وما ان لبثت براءه ان وصلت الى الدار حتى جرت مسرعه الى حجره الشتاء لتلتمس بعض الدفء فتناديها جدتها من فناء المنزل لا تنامى يابراءه قبل ان تاكلى سأطمئن على الدجاج وساشعل لكى النار ثم احضر اليكى لا تنامى ياحبيبتى ولكن براءه ما لبثت ان القت بنفسها على الحصير الذى تنام عليه وسحبت مخدتها ووضعت عليها راسها الصغير وقرفصت رجلها تحت اللحاف الممزق لكى تشعر بالدفء ولكن من اين ياتى الدفء واللحاف به الف شباك وسرعان ما تحضر الجده منقد النار فتنظر براءه من شبابيك اللحاف فترى النار فتحس ببعض الدفء ومن شده التعب يغلبها النعاس وما تزال قصه جدتها تراود خيالها فتغمض عيناها ولكن جليله تسكن فى داخلها وتحاول جده براءه ان توقظها لتتناول العشاء فتقول لها سعاد دعيها يامى انها اكلت عند خالتها عليه .
وفى صباح اليوم التاالى تفتح براءه عيناها وككل يوم ترى جدتها تجلس جلسه القرفصاء وتقعد بجانب راس براءه وهى تمد يداها الى منقد النار الذى تضع عليه براد الشاى لتعد شاى الافطار فتقول لها الجده صباح الخير يابراءه انهضى ياصغيرتى واغسلى وجهك وتعالى لتتناولى الافطار لقد نمتى امس دون عشاء فتنسحب براءه من تحت الغطاء وقدماه النحيلتان تظهر من تحت الملابس الخفيفه وهى تترد فى الخروج من الغرفه من قسوه برد الصباح فتجرى مسرعه الى فناء الدار فترشف وجهها ببعض قطرات الماء لترضى جدتها واثناء ما هى فى الفناء تسمع صوت الطبول فتقول ما هذه الطبول ياجدتى فتجيبها جدتها انه فرح سناء بنت فوزيه ام امام فتفرح براءه فى نفسها وتلقف من يد جدتها لقيمات العيش الناشف المبلل بالمش الابيض وهى تنظر الى باجور الجاز الذى استعانت به جدتها لكى تكمل به اعداد الشاى وهو يصدر اصواتا تشعرها ببعص البهجه وبعد ان تناولت الشاى مع جدتها خلعت براءه انكماشها وصارت تجرى هنا وهناك داخل الغرفه وكانها تقوم ببعض تمارين الصباح وتشعر براءه بالدفء فتجرى خارج الغرفه فتقول لها جدتها الى اين يابراءه لقد كنتى منذ لحظات لا تستطيعين ان تنهضى من تحت الغطاء فتبتسم براءه وهى تنط هنا وهناك قائله لا ياجدتى لا اشعر الان بالبرد ساذهب لأرى العرس فتقول لها جدتها لكن العرس بعد العصر يابراءه فلماذا تذهبين الان فتجيبها براءه اذهب لالعب مع البنات حتى يحين موعد العرس
فتاكد عليها جدتها قائله اذا ذهبتى يابراءه لا تلعبى مع الصبيان فترا براءه منظر جليله امام عيناها ولكنها فى هذه اللحظه تريد ان تلعب وتلهو فتقول لجدتها حسنا ياجدتى لن العب الا مع البنات فتذهب براءه الى العرس والى ان يحين موعد العرس تجلس براءه بجانب بعض النساء الهرمات من نساء القريه لتسمع بعض الاغانى التى يقمن بغنائها والتى لا تخلو من الاثاره النسويه على النهج الريفى وتضحك السيدات ذات الاسنان الخربه مقاطعه من تقوم بالغناء قائلين هو ده غنا ،نسوان اليومين دول ميعرفوش يغنوا فتمسك واحده منهم بالدف وهى امراه فى العقد السابع من عمرها وتنقر الدف باصابعها الضعيفه وهى تنظم الالحان وكانها تلقى بقصيده من الشعر ووسط تعليقات الحضور والثناء على ما فات من الفن الريفى تضحك المراه التى لا يوجد فى فمها سوى سنتان وتضحك النساء وتسال براءه فى نفسها ما الذى يضحك هؤلاء النسوه اما يعرفون حكايه جليله اخت محمد ابو غريب ؟! اما يخافون ان يصبحون مثل جليله , ويقطع تفكيرها وخاطرها الاطفال بعد ان انضمت معهم الى قطار القماش الذى يلفهم ويطوفون به امام منزل العروس وفجأه يصيح النساء لقد جاء موكب العريس وتخرج براءه من القطار وتحاول ان ترى العروس من بين ارجل وجلاليب الرجال والنساء وتقع عيناها على العروس وتراها تبكى وتسال براءه نفسها لماذا كل عروس اراها تبكى فتسال صديقتها امال لماذا تبكى العروس يامال فتضحك امال قائله يمكن تكون امها ضربتها انهارده فتضحك براءه ولكن براءه بداخلها تريد ان تعرف ما سبب هذا البكاء
جعلتها تجلس فوق سطح الدار فى هذا الجو البارد رافعه وجهها الى السماء فرحه بالمطر ترقص وتلعب كانها فى عصر يوم من ايام الصيف الحار بعد انا غابت الشمس,
تمد براءه نظرها الى عشه الكتاكيت التى بنتها جدتها تلمح عصفور صغير ينفض عن ريشه الاسود حبيبات المطر ويقف متحديا هذا البرد القارص ومن على سطح البيت المجاور تسمع صوت عصفوره تزقزق كانها تناديه وما لبس العصفور حتى طار اليها فابتسمت براءه كانها تظن انهم على موعد وتسالت فى نفسها اهكذا تكون العلاقه بين كل المخلوقات وسرعان ما تذكرت الحكايات التى كانت تحكيها جدتها يوم الاربعاء ليله الخميس الماضى عندما كانت تجلس هى وخالتها سعاد ملتفين حول منقد النيران ليلتمسوا بعض الحراره فى ليله من ليالى الشتاء البارده وكانت براءه ترقد على الحصير الجاف والبرد يزغزغ عظمها الضعيف وتغطى جسدها النحيل باللحاف الممزق تنكمش فيه كأنها دب يتيم ماتت امه وجاء البيات الشتوى فدخل الجحر دون ونيس ولا اليف ,
تغطى وجهها من شده البرد وتنكمش على نفسها . تمد عيناها من ثقب اللحاف وهى تنظر الى المصباح المعلق فوق الحائط ونوره الخافت يزيد من شعورها ببرد الشتاء وينتشر الدخان من منقد النار ويدب الدفء فى ارجاء الغرفه تهمس اليها جدتها لاتنامى يابراءه فقد شويت لكى البطاطا فى المنقد وتقوم براءه تنحنى نصف جالسه لكى لا توقع الغطاء من على كتفها النحيل وتمد يداها الصغيرتين لكى تاخذ البطاطا من يد جدتها التى رسم عليها الزمن علامات وتقاسيم يعرفها كل من يراها عندما تمد يدها لتلتمس الدفء من حراره الحطب التى اخذت تدب فى المكان وتصغى براءه وهى تاكل البطاطا الى حكايات جدتها التى تحكيها لخالتها لتمرر ليل الشتاء الطويل ، وتلفت انتباهها تلك الحكايه .
حكايه جليله اخت محمد ابو غريب التى وجدوها مقطوعه الرأس عند المصرف الكبير تكمل براءه جلستها وتسأل جدتها من هى جليله ياجدتى ؟ ولماذا قطعوا رأسها ؟
وتتهرب الجده من الاجابه وتعاود براءه السؤال من هى ياجدتى اجيبينى ولماذا قتلوها وتهرب الجده مره اخرى ولكن براءه تلح فى السؤال فتجيبها جدتها قاله عندما تكبرين يابراءه ساحكى لكى الحكايه ولكن براءه تصر ان تعرف ولا تجد الجده مفر سوىان تريحها بكلمه توجز ما فى سريرتها دون شرح
فقالت لها الجده لانها فعلت الفاحشه ،فتجيبها براءه وما الفاحشه هذه ياجدتى فتهرب الجده مره اخرى من الاجابه ومع الحاح براءه تقول لها الجده يعنى العيب يابراءه (قله الادب)
فتعود براءه الى نصف الجلسه التى كانت عليها فيما قبل .بعد ان كانت ترتكز بنصفها على فخذ جدتها لتكمل النوم تحت اللحاف الممزق وتضعه فوق عيناها وتسال فى نفسها ترى ما هو هذا الامر الذى لايليق ان تعرف تفاصيله واثناء ما هى شارده فى الفكر تتذكر تلك اليله وتلك الحكايه يتبلل جسدها النحيل من حبات المطر الخفيف وتفيق على صوت جدتها وهى تناديها هيا يابراءه احضرى الحطب لقد حضرت هيفاء بنت خالتك سنيه وبسرعه تلملم براءه الحطب وتعيد النظر الى العصفورين وتعاود الابتسام وتنزل مهروله ومعها الحطب وتسالها الجده لما غبتى يابراءه كل هذا فوق سطح الدار فى هذا البرد والسماء تمطر وتنظر براءه اليها ولا ترد وتقاطعها هيفاء
قائله:براءه خالتك عليه تلد الان هيا بنا لنرى المولود الصغير فتفرح براءه لتجد متنفسا لما يدور فى ذهنها من حكايه جدتها والمرأه المقطوعه الرأس وتقول لهيفاء :هيا بنا ياهيفاء هيا بنا لنذهب لخالتك وتصل براءه الى دار خالتها وتصعد السلم الطينى المبلل بماء المطر وتتزحلق وتقع ثم تقوم ثم تتزحلق وتقع وهى تضحك وتبادلها الضحكات هيفاء حتى تصل الى غرفه خالتها وتحدق براءه بعينيها الى خالتها فهى كانت تتصور انها سترى خالتها وبجانبها المولود الصغير ولكن ما تراه ان خالتها تحنو على ركبتيها وتمسك بيديها بالسرير ابو عمدان وهى تصرخ فتخاف براءه وتهرب الى خارج الغرفه فتناديها خالتها بصوت مترنح تعالى يابراءه لا تخافى فتقول لها براءه اين الصغير ياخالتى فتضغط خالتها بفكها العلوى فوق الفك السفلى وهى تكتم انفاسها الى الداخل قائله لبراءه ساعدينى يابراءه ساعدينى فتقول لها براءه كيف اساعدك ياخالتى فتقول لها خالتها تدعو لى يابراءه ، ادعو لى اننى أتفائل بدعوتك فترفع براءه يداها الصغيرتان الى السماء ولا تعرف ماذا تقول ثم ترمى بنظرها الى جانب الغرفه فتجد سعديه بنت خالتها الكبرى تصنع لامها فرخة وتضعها على النار فتبتلع براءه ريقها وهى تامل ان يكون لها نصيب فيها وتعاود خالتها الضعط على انيابها وهى تصرخ وتتوالى فى الصرخات وهى تنادى على سعديه وتقول لها ضعى بعض الحساء ياسعديه لبراءه ولا تنسى ان تعطيها كبده الفرخه ثم تعاود الصرخات وبسرعه تقول سعديه لبراءه خذى الحساء يابراءه واخرجى لتلعبى على حضير الدار وقبل ان تخرج براءه تصرخ خالتها صرخه يسبقها فيها صرخات المولود الصغير فتخاف براءه فتجرى خارج الغرفه ومعها الحساء وكبده الفرخه وهى تسمع خالتها تقول لسعديه انه وجه براءه البشوش انه وجه براءه.
وبعد أن انتهت براءه من شرب الحساء على حضير الدار وهى مشتاقه ان ترى الصغير تحاول ان تدخل عند خالتها مره اخرى فتقول لها سعديه انتظرى يابراءه ياحبيبتى سأناديكى بعد ان نجهز الصغير ونلبسه ثيابه هو وخالتك وتقف براءه امام باب الغرفه والشوق يسبقها لترى الصغير فتأذن سعديه لها بالدخول وتجرى براءه لترتمى فى احضان خالتها عليه وتقبلها وتقول لها اين النونو ياخالتى واثناء ما ترفعه اليها سعديه لتراه تسمع صوت جدتها مهلله على سلم الدار فتقول لها خالتها لقد حضرت جدتك يابراءه وخالتك سعاد
فتجرى براءه بسرعه الى جدتها وتقول لها لقد وضعت خالتى ياجدتى مولود اسمه احمد
وتستبشر الجده بانه ولد ولكن براءه تكذب فمازالت لم ترى المولود ولم تعرف نوعه ولكنها حاجه فى نفسها ولكن لماذا تمنت ان يكون احمداّ ؟ ألئن خالتها لم تنجب ذكورا ؟ ولكن مازالت براءه صغيره ولا ترنو بذهنا الى مثل هذه الاشياء؟! أم انها كرهت بنات جنسها من تلك الحكايه التى سمعتها من جدتها حكايه المرأه المقطوعه الرأس ! فتقاطعها سعديه ضاحكه قائله من اين عرفتى انه احمد ! انه ليس احمدآ انها بنت فتحزن براءه وتسلم الجده على ابنتها عليه وزوجها ويظهر عليها هى ايضا الحزن بعد ان كانت قد اسعدتها براءه ولكن تحمد الله وتحاول ان تدارى حزنها ويحمد الجميع الله على ما رزق واخذوا يرفعون الصغيره على اكفهم ويوجهون الحديث الى براءه وتشرح علية كيف كانت فى حاله عصيبه وكل شىء تغير عندما حضرت براءه فقال كامل زوجها اذآ فلتسمها براءه ووضعهوها فى حجرها وتضع براءه يداها النحيلتان على اطراف المولوده وتحاول ان تتحسس وجهها الصغير وتتنهد بعمق قائله أسميها حنان ويضحك الحاضرون قائلين اذآ هى حنان اسمآ جميلا يابراءه وتمر الليله وتعود براءه هى وجدتها وخالتها سعاد الى الدار وقد خفت الامطار ومضى وقت ليس بقليل من الليل ولازالت نسمات الهواء البارده تلسع جلد براءه الرقيق من تحت الملابس الفضفاضه الخفيفه التى لم تمنع البرد عن جسد براءه النحيل
فتقطع براءه الصمت قائله لجدتها اننى اشعر بالبرد ياجدتى فتلقى جدتها نصف حرمها التى تلفه حول عنقها وتلقيه على كتف براءه وتقول لها لقد اوشكنا على الوصول يابراءه فتقاطعها براءه قائله جدتى ان قدماي لا تحملانى فتقول لها الجده اصبرى يابراءه وتحاول ان تاخذها الى اى حديث تقصر به مسافه الطريق وتنسي به براءه شعورها بالبرد فتقول لها الجده اين هيفاء يابراءه الم تكن معكى عند خالتك تقول براءه فى صوت خافت محملا ببعض الانين من شده البرد والتعب لا اعرف ياجدتى لقد عادت لامها بعد ان سمعت صرخات خالتى وترجع براءه تتأوه من جديد لا اقدر على المشى ياجدتى فقامت خالتها سعاد بحملها على كتفيها حتى وصلت الى الدار وما ان لبثت براءه ان وصلت الى الدار حتى جرت مسرعه الى حجره الشتاء لتلتمس بعض الدفء فتناديها جدتها من فناء المنزل لا تنامى يابراءه قبل ان تاكلى سأطمئن على الدجاج وساشعل لكى النار ثم احضر اليكى لا تنامى ياحبيبتى ولكن براءه ما لبثت ان القت بنفسها على الحصير الذى تنام عليه وسحبت مخدتها ووضعت عليها راسها الصغير وقرفصت رجلها تحت اللحاف الممزق لكى تشعر بالدفء ولكن من اين ياتى الدفء واللحاف به الف شباك وسرعان ما تحضر الجده منقد النار فتنظر براءه من شبابيك اللحاف فترى النار فتحس ببعض الدفء ومن شده التعب يغلبها النعاس وما تزال قصه جدتها تراود خيالها فتغمض عيناها ولكن جليله تسكن فى داخلها وتحاول جده براءه ان توقظها لتتناول العشاء فتقول لها سعاد دعيها يامى انها اكلت عند خالتها عليه .
وفى صباح اليوم التاالى تفتح براءه عيناها وككل يوم ترى جدتها تجلس جلسه القرفصاء وتقعد بجانب راس براءه وهى تمد يداها الى منقد النار الذى تضع عليه براد الشاى لتعد شاى الافطار فتقول لها الجده صباح الخير يابراءه انهضى ياصغيرتى واغسلى وجهك وتعالى لتتناولى الافطار لقد نمتى امس دون عشاء فتنسحب براءه من تحت الغطاء وقدماه النحيلتان تظهر من تحت الملابس الخفيفه وهى تترد فى الخروج من الغرفه من قسوه برد الصباح فتجرى مسرعه الى فناء الدار فترشف وجهها ببعض قطرات الماء لترضى جدتها واثناء ما هى فى الفناء تسمع صوت الطبول فتقول ما هذه الطبول ياجدتى فتجيبها جدتها انه فرح سناء بنت فوزيه ام امام فتفرح براءه فى نفسها وتلقف من يد جدتها لقيمات العيش الناشف المبلل بالمش الابيض وهى تنظر الى باجور الجاز الذى استعانت به جدتها لكى تكمل به اعداد الشاى وهو يصدر اصواتا تشعرها ببعص البهجه وبعد ان تناولت الشاى مع جدتها خلعت براءه انكماشها وصارت تجرى هنا وهناك داخل الغرفه وكانها تقوم ببعض تمارين الصباح وتشعر براءه بالدفء فتجرى خارج الغرفه فتقول لها جدتها الى اين يابراءه لقد كنتى منذ لحظات لا تستطيعين ان تنهضى من تحت الغطاء فتبتسم براءه وهى تنط هنا وهناك قائله لا ياجدتى لا اشعر الان بالبرد ساذهب لأرى العرس فتقول لها جدتها لكن العرس بعد العصر يابراءه فلماذا تذهبين الان فتجيبها براءه اذهب لالعب مع البنات حتى يحين موعد العرس
فتاكد عليها جدتها قائله اذا ذهبتى يابراءه لا تلعبى مع الصبيان فترا براءه منظر جليله امام عيناها ولكنها فى هذه اللحظه تريد ان تلعب وتلهو فتقول لجدتها حسنا ياجدتى لن العب الا مع البنات فتذهب براءه الى العرس والى ان يحين موعد العرس تجلس براءه بجانب بعض النساء الهرمات من نساء القريه لتسمع بعض الاغانى التى يقمن بغنائها والتى لا تخلو من الاثاره النسويه على النهج الريفى وتضحك السيدات ذات الاسنان الخربه مقاطعه من تقوم بالغناء قائلين هو ده غنا ،نسوان اليومين دول ميعرفوش يغنوا فتمسك واحده منهم بالدف وهى امراه فى العقد السابع من عمرها وتنقر الدف باصابعها الضعيفه وهى تنظم الالحان وكانها تلقى بقصيده من الشعر ووسط تعليقات الحضور والثناء على ما فات من الفن الريفى تضحك المراه التى لا يوجد فى فمها سوى سنتان وتضحك النساء وتسال براءه فى نفسها ما الذى يضحك هؤلاء النسوه اما يعرفون حكايه جليله اخت محمد ابو غريب ؟! اما يخافون ان يصبحون مثل جليله , ويقطع تفكيرها وخاطرها الاطفال بعد ان انضمت معهم الى قطار القماش الذى يلفهم ويطوفون به امام منزل العروس وفجأه يصيح النساء لقد جاء موكب العريس وتخرج براءه من القطار وتحاول ان ترى العروس من بين ارجل وجلاليب الرجال والنساء وتقع عيناها على العروس وتراها تبكى وتسال براءه نفسها لماذا كل عروس اراها تبكى فتسال صديقتها امال لماذا تبكى العروس يامال فتضحك امال قائله يمكن تكون امها ضربتها انهارده فتضحك براءه ولكن براءه بداخلها تريد ان تعرف ما سبب هذا البكاء