آخر صيحات الشعوذة وادعاء تسخير الجان
:
لم تعد الشعوذة مجرد مهنة يحترفها البعض للنصب على السذج من الناس
والبسطاء الذين فقدوا الأمل في حل قضية ما أو علاج مرض ما.. بل أصبحت تجارة رائجة
ورابحة ولم تعد هذه المهنة مقتصرة على المحتالين والنصابين بل أصبحت مهنة المثقفين
الذي رأوا فيها وسيلة لكسب العيش السريع دون تعب أو شقاء وبالطبع الطريدة تكون جيوب
الأغنياء والفقراء ممن يتميزون بصفة البساطة، وعلى الرغم من أن هذه المهنة غير
متعبة جسدياً إلا أنها تتطلب طقوسا معينة يستطيع من خلالها المشعوذ اقناع ضحيته
بقدرته على التحدث مع أولياء الله الصالحين وهذا يتطلب البخور وألبسة غريبة إضافة
إلى بعض المؤثرات الصوتية وعدد من السحالي والحشرات وأنواع مختلفة من الأعشاب،
وجلود الحيوانات... الخ لزوم وضع الضحية في جو من الرهبة، وبالطبع المشعوذ يرفض أي
قطعة نقود، وطلباته معدومة ولكن المشكلة في طلبات الأسياد التي تبدأ بابرة وتنتهي
بمسلة.
زبائن المشعوذين:
لا تقتصر زبائن المشعوذين على جنس معين
أو شريحة خاصة من الناس بل تشمل جميع الشرائح الاجتماعية والنساء والرجال على حد
سواء فبمجرد دخول الزبون إلى المشعوذ يبدأ الأخير بتجنيد مهاراته لاغواء الفريسة
واقناعها بامتلاكه قدرات غير منظورة قادرة على المشكلات مهما استعصت ويقول أحد
المشعوذين (ا-ل) إن معظم زبائنه من العوانس الراغبات في الزواج أو المتزوجات اللاتي
يردن سحر أزواجهن لعدم النظر لغيرهن، كما يوجد لديه زبائن يعانون من ضيق التنفس أو
من أحلام مخيفة، كما يوجد زبائن من نوع خاص وهؤلاء طلباتهم لا تهدف إلى الشفاء من
مرض وانما الانتقام من عدو ما أو صديق ما، كما يتردد إليه أناس مولعون بحب معرفة
الغيب... الخ، ويقول (ا-ل) لدي وصفة واحدة استخدمها لكل الحالات التي تأتي إليّ
ويستدرك ضاحكاً هذه الوصفة السحرية غالباً ما تأتي بمفعول إيجابي.
الخلط بين
الدين والخرافة:
لضمان اطباق المصيدة على الفريسة، يخلط بعض المشعوذين بين
الدين والخرافات، إذ نجد مشايخ ورجال دين يشتغلون في السحر، ولم لا فهذه المهنة لا
تحتاج إلى رأسمال كبير وكل ما تحتاجه لحية طويلة ولباس غريب وقليل من البخور، وكلما
ظهر المشعوذ بأنه كبير في السن كلما كان أقدر على الإقناع، فهو يتشبه بالعالم،
بوقاره وهيبته، ليكسب احترام الآخرين، ونكاد لا نجد حجاباً، أو عملاً أو سحراً يخلو
من الآيات القرآنية وذلك تمسحا بالدين واستغلاله لأغراض دنيئة هدفها النصب
والاحتيال.
الوصفات السحرية:
هناك العديد من الوصفات السحرية
التي هي في الأصل وصفة واحدة ولكن مسميات تختلف فهناك وصفة الحب التي يقول عنها
الشيخ أبو محمد إنها: "تتضمن آيات قرآنية وعبارات وطلاسم ويكتب فيها أولاً اسم
الشخص واسم امه ثم تضاف بعض الآيات القرآنية وأكثر هذه الآيات استخداماً سورة الجن
وآية الكرسي والفاتحة، وبعدها توضع العبارات المناسبة للحالة المعالجة، ومن
العبارات الأكثر استخداماً في هذا المجال: (أن تراني قمراً في عينيك وتعيش لي
ولأولادي عبداً)، (لا تشعر بغيري أنثى وترى باقي النساء قروداً).. ثم تلف الكتابة
بقطعة من قماش من أثر المسحور بعدها يتم إيداع السحر في مكان لا يصله بشر ولا تمسه
يد فاما أن تلقى في البحر أو تدفن في التراب أو في أحد أركان المنزل المخفية"،
وهناك وصفة الزواج التي تستخدم أعشابا ذات أسماء غريبة غير موجودة في قاموس اللغة
العربية أو قواميس العالم أجمع وانما هي عبارة عن مصطلحات متعارف عليها بين المشعوذ
وصاحب محل الأعشاب مثل عشبة الشمس التي يضاف إليها عين نمر رمادي، وقرن ماعز أسود
وقدم نحلة عرجاء.. وهذه الوصفة كفيلة بزواج العانس خلال أربعين يوماً من صنع
التعويذة وإذا لم يتم الزواج يكون الخطأ في الزبون كونه لم ينفذ تعليمات المشعوذ
بشكل دقيق أو أن البائع غشه ووضع مكونات تختلف عما هو مطلوب... الخ.
أسعار
الوصفات السحرية:
نظراً للإقبال الشديد على المشعوذين واتباعهم من بائعي
الأعشاب أصاب هؤلاء الغرور وأخذت أسعارهم بالارتفاع بسبب الاقدام الكبير من قبل
سيدات المجتمع على مثل هذا النوع من الوصفات التي تبيع الأوهام ويقول أبو محمد
اضطررت لرفع التسعيرة كي أتخلص من بعض الفقراء الذين يترددون عليّ وأضاف زوجات
المسؤولين مستعدات لدفع الآلاف دون نقاش وجدال وهم يرضين بعدة جلسات علماً أن
الجلسة الواحدة قد تصل إلى مايعادل ألف دولار أمريكي (حسب شدة المرض)، ويبدو أن
الأمور لا تتوقف عند المسائل المادية فقط كما كشف أبو وحيد (مشعوذ) بل تتعداها
أحياناً إلى الطلب من زوجات المسؤولين وظائف معينة لأناس فقراء وبالطبع هذه الوظائف
لا تهدى للفقراء بل تباع بأسعار مقبولة.
قصص غريبة:
من القصص التي
ذكرها لنا أحد المشعوذين أن فتاة في العشرين طلبت منه أن يكتب لها حجابا كي يحبها
زوجها فإذا به يكتب لها حجابا لطلاقها، لعله يحظى بها، كما أكد لنا أنه أحياناً
يطلب المشعوذ من المرأة إذا كانت جميلة أن يكتب لها تعويذته على جسدها وبالتحديد
على أماكن الألم فإذا كان الألم في قلبها فعليه أن يكتب تعويذته على صدرها
وهكذا..
الإسلام بريء
أكد د. عماد الرشيد الأستاذ في كلية
الشريعةبدمشق "إن كتابة الحجاب، وقراءة الكف وضرب المندل، والوصفات السحرية.. هذه
أمور غير معترف بها في الإسلام، لا بل تعد كفراً، استند على ذلك في الحديث الشريف
القائل "من أتى عرافاً كاهناً فصدقه قد كفر بما أنزل على محمد". وأما السحر فهو
موجود كحالة من حالات التأثير النفسي التي يمارسها الساحر على المسحور، تسبب تخيلات
بأنه ارتكب فعلا لم يرتكبه، هي حالة مرضية حتماً، وإذ عدنا إلى سيرة الأنبياء
والصحابة ورجال الدين لم يمارسوا السحر، نحن نعترف بوجوده، لكن من يمارسه يعد
كافرا، كما ان الاعتقاد فيما يقوم به السحرة والمشعوذون هو شرك بالله عز وجل وإضرار
بالعباد". ويضيف "أن الكثير من النساء يقلن ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد سحر
ذات يوم! نعم حدث هذا، ولكنه لم يلجأ إلى عراف أو كاهن، ونحن نعتبر أن فك السحر في
الإسلام يدخل ضمن قانون سد الذرائع، الذي يقول بأن الشيء وإن كان أصله صحيحا يرفضه
الدين، كي يمنعوا الناس من تعلم فك السحر والتي تكون ذريعة لانتشار المفاهيم
الخاطئة، فالإسلام يحض الناس على نسيان ظاهرة السحر، وتجاهلها".
:
لم تعد الشعوذة مجرد مهنة يحترفها البعض للنصب على السذج من الناس
والبسطاء الذين فقدوا الأمل في حل قضية ما أو علاج مرض ما.. بل أصبحت تجارة رائجة
ورابحة ولم تعد هذه المهنة مقتصرة على المحتالين والنصابين بل أصبحت مهنة المثقفين
الذي رأوا فيها وسيلة لكسب العيش السريع دون تعب أو شقاء وبالطبع الطريدة تكون جيوب
الأغنياء والفقراء ممن يتميزون بصفة البساطة، وعلى الرغم من أن هذه المهنة غير
متعبة جسدياً إلا أنها تتطلب طقوسا معينة يستطيع من خلالها المشعوذ اقناع ضحيته
بقدرته على التحدث مع أولياء الله الصالحين وهذا يتطلب البخور وألبسة غريبة إضافة
إلى بعض المؤثرات الصوتية وعدد من السحالي والحشرات وأنواع مختلفة من الأعشاب،
وجلود الحيوانات... الخ لزوم وضع الضحية في جو من الرهبة، وبالطبع المشعوذ يرفض أي
قطعة نقود، وطلباته معدومة ولكن المشكلة في طلبات الأسياد التي تبدأ بابرة وتنتهي
بمسلة.
زبائن المشعوذين:
لا تقتصر زبائن المشعوذين على جنس معين
أو شريحة خاصة من الناس بل تشمل جميع الشرائح الاجتماعية والنساء والرجال على حد
سواء فبمجرد دخول الزبون إلى المشعوذ يبدأ الأخير بتجنيد مهاراته لاغواء الفريسة
واقناعها بامتلاكه قدرات غير منظورة قادرة على المشكلات مهما استعصت ويقول أحد
المشعوذين (ا-ل) إن معظم زبائنه من العوانس الراغبات في الزواج أو المتزوجات اللاتي
يردن سحر أزواجهن لعدم النظر لغيرهن، كما يوجد لديه زبائن يعانون من ضيق التنفس أو
من أحلام مخيفة، كما يوجد زبائن من نوع خاص وهؤلاء طلباتهم لا تهدف إلى الشفاء من
مرض وانما الانتقام من عدو ما أو صديق ما، كما يتردد إليه أناس مولعون بحب معرفة
الغيب... الخ، ويقول (ا-ل) لدي وصفة واحدة استخدمها لكل الحالات التي تأتي إليّ
ويستدرك ضاحكاً هذه الوصفة السحرية غالباً ما تأتي بمفعول إيجابي.
الخلط بين
الدين والخرافة:
لضمان اطباق المصيدة على الفريسة، يخلط بعض المشعوذين بين
الدين والخرافات، إذ نجد مشايخ ورجال دين يشتغلون في السحر، ولم لا فهذه المهنة لا
تحتاج إلى رأسمال كبير وكل ما تحتاجه لحية طويلة ولباس غريب وقليل من البخور، وكلما
ظهر المشعوذ بأنه كبير في السن كلما كان أقدر على الإقناع، فهو يتشبه بالعالم،
بوقاره وهيبته، ليكسب احترام الآخرين، ونكاد لا نجد حجاباً، أو عملاً أو سحراً يخلو
من الآيات القرآنية وذلك تمسحا بالدين واستغلاله لأغراض دنيئة هدفها النصب
والاحتيال.
الوصفات السحرية:
هناك العديد من الوصفات السحرية
التي هي في الأصل وصفة واحدة ولكن مسميات تختلف فهناك وصفة الحب التي يقول عنها
الشيخ أبو محمد إنها: "تتضمن آيات قرآنية وعبارات وطلاسم ويكتب فيها أولاً اسم
الشخص واسم امه ثم تضاف بعض الآيات القرآنية وأكثر هذه الآيات استخداماً سورة الجن
وآية الكرسي والفاتحة، وبعدها توضع العبارات المناسبة للحالة المعالجة، ومن
العبارات الأكثر استخداماً في هذا المجال: (أن تراني قمراً في عينيك وتعيش لي
ولأولادي عبداً)، (لا تشعر بغيري أنثى وترى باقي النساء قروداً).. ثم تلف الكتابة
بقطعة من قماش من أثر المسحور بعدها يتم إيداع السحر في مكان لا يصله بشر ولا تمسه
يد فاما أن تلقى في البحر أو تدفن في التراب أو في أحد أركان المنزل المخفية"،
وهناك وصفة الزواج التي تستخدم أعشابا ذات أسماء غريبة غير موجودة في قاموس اللغة
العربية أو قواميس العالم أجمع وانما هي عبارة عن مصطلحات متعارف عليها بين المشعوذ
وصاحب محل الأعشاب مثل عشبة الشمس التي يضاف إليها عين نمر رمادي، وقرن ماعز أسود
وقدم نحلة عرجاء.. وهذه الوصفة كفيلة بزواج العانس خلال أربعين يوماً من صنع
التعويذة وإذا لم يتم الزواج يكون الخطأ في الزبون كونه لم ينفذ تعليمات المشعوذ
بشكل دقيق أو أن البائع غشه ووضع مكونات تختلف عما هو مطلوب... الخ.
أسعار
الوصفات السحرية:
نظراً للإقبال الشديد على المشعوذين واتباعهم من بائعي
الأعشاب أصاب هؤلاء الغرور وأخذت أسعارهم بالارتفاع بسبب الاقدام الكبير من قبل
سيدات المجتمع على مثل هذا النوع من الوصفات التي تبيع الأوهام ويقول أبو محمد
اضطررت لرفع التسعيرة كي أتخلص من بعض الفقراء الذين يترددون عليّ وأضاف زوجات
المسؤولين مستعدات لدفع الآلاف دون نقاش وجدال وهم يرضين بعدة جلسات علماً أن
الجلسة الواحدة قد تصل إلى مايعادل ألف دولار أمريكي (حسب شدة المرض)، ويبدو أن
الأمور لا تتوقف عند المسائل المادية فقط كما كشف أبو وحيد (مشعوذ) بل تتعداها
أحياناً إلى الطلب من زوجات المسؤولين وظائف معينة لأناس فقراء وبالطبع هذه الوظائف
لا تهدى للفقراء بل تباع بأسعار مقبولة.
قصص غريبة:
من القصص التي
ذكرها لنا أحد المشعوذين أن فتاة في العشرين طلبت منه أن يكتب لها حجابا كي يحبها
زوجها فإذا به يكتب لها حجابا لطلاقها، لعله يحظى بها، كما أكد لنا أنه أحياناً
يطلب المشعوذ من المرأة إذا كانت جميلة أن يكتب لها تعويذته على جسدها وبالتحديد
على أماكن الألم فإذا كان الألم في قلبها فعليه أن يكتب تعويذته على صدرها
وهكذا..
الإسلام بريء
أكد د. عماد الرشيد الأستاذ في كلية
الشريعةبدمشق "إن كتابة الحجاب، وقراءة الكف وضرب المندل، والوصفات السحرية.. هذه
أمور غير معترف بها في الإسلام، لا بل تعد كفراً، استند على ذلك في الحديث الشريف
القائل "من أتى عرافاً كاهناً فصدقه قد كفر بما أنزل على محمد". وأما السحر فهو
موجود كحالة من حالات التأثير النفسي التي يمارسها الساحر على المسحور، تسبب تخيلات
بأنه ارتكب فعلا لم يرتكبه، هي حالة مرضية حتماً، وإذ عدنا إلى سيرة الأنبياء
والصحابة ورجال الدين لم يمارسوا السحر، نحن نعترف بوجوده، لكن من يمارسه يعد
كافرا، كما ان الاعتقاد فيما يقوم به السحرة والمشعوذون هو شرك بالله عز وجل وإضرار
بالعباد". ويضيف "أن الكثير من النساء يقلن ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد سحر
ذات يوم! نعم حدث هذا، ولكنه لم يلجأ إلى عراف أو كاهن، ونحن نعتبر أن فك السحر في
الإسلام يدخل ضمن قانون سد الذرائع، الذي يقول بأن الشيء وإن كان أصله صحيحا يرفضه
الدين، كي يمنعوا الناس من تعلم فك السحر والتي تكون ذريعة لانتشار المفاهيم
الخاطئة، فالإسلام يحض الناس على نسيان ظاهرة السحر، وتجاهلها".