كانت رنا في عمر الزهور لم تشأ أن تخطى في خطى خاطئة تغضب لله وأبويها ، رنا الفتاة التي تتمنى أن تكمل مستقبلها دون مشاكل تطلعت الى الدنيا عبر زاويته الضيقة لم تكن تعرف أن لأختلاط بالرجال أمر عصيب بالنسبة لها .

رنا فتاة عمرها عشرون سنة في السنة الثانية من الجامعة وجميع الفتيات يرغبن في ان يصبحن نفس رنا بمثل جمالها وأخلاقها وأناقتها في لباسها وأيمانها القوي بربها و التمسك بأيمانها ، مرت لأيام تغيرت رنا كثيرا اذ اتخذت لها صديق أسمه مازن ، لم تكن علاقتهما علاقة عاطفية بل علاقة صداقة فقط لا غير .

وفي احد الايام اكتشفت رنا ان مازن غير مسلم سرحت رنا في نفسها وهي تبث شكواها الى قلبها ....

(( لماذا لم أسئله من البداية كيف اسمح لنفسي ان ارافق شخص غير مسلم ولكنه في نظري شخص طيب القلب ولطيف ولكنه ليس من بلدي انه من بلاد اخرى سوف اتصل له لاتكد من الصحة كلامي نفسي))

داهمتها الشكوك اذ قررت ان تتصل له لتتأكد من نفسها ....

كانت حياة مازن في بداية لامر نفس رنا بالضبط كان يهوى لايمان بالله عز وجل كثيرا ولكن تحولت حياته الى جحيم بعد أن هاجم اسرائيل بيتهم وقتلوا امه واخرجوهم من فلسطين بعد هذه الحادثة لأليمة تراجع مازن عن الدين لاسلامي وأبوه أعجز منه عندما قرر ابوه ان يتركه يتخذ حياته بنفسه ودعا لله ان يهدي ولده من جديد وان يعيش حياة رائعة بعد العيش الصعب اللذي قضياه في باريس وأنطلقوا الى البحرين ليستقروا هناك ،و لقد ألتقى مازن برنا في الجامعة ، بعد الظهيرة أتصلت رنا بمازن ......

رنا : مرحبا كيف حالك ؟

مازن : أنا بخير وأنتي ؟

رنا : بخير والحمدلله أردت فقط ان اسئلك سؤالا مهما

مازن : ما هو هذا السؤال ؟

رنا : انت غير مسلم ؟

بلع مازن ريقه بصعوبة ماذا سيقول لها هل سيقول لها انه ترك لاسلام بسبب موت امه ؟ وهجرته من فلسطين مع ابوه ؟

مازن :رنا سوف اقول لك شيئا هل استطيع لقاؤك في الكوفي شوب القريب من بيتنا

رنا : كيف اسير مع شاب غير مسلم ؟

مازن : هناك سبب وجيه ومحبط لي جعلني اترك الدين الاسلامي

رنا : ما هو

فجأة جاء ابوه وذهب نحو غرفة ولده لم يكن يعرف صوت الهمسات المنبعثة من غرفتته ...

مازن : لقد توفت امي لقد قتلوها وهي تدافع عني لانقاذ حياتي منذ هذا اليوم تركت الدين لقد حاول ابي ان يجرني الى طريق لايمان ولكنه لم يفلح في ذلك بسبب عنادي وحزني الشديد هل ارتاح قلبك لان

رنا : لم اكن اعلم ذلك انا اسفة جدا

مازن : الى اللقاء

دخل عليه ابوه بعد ان انتهى مكالمته مع رنا ...

ابو مازن : عار عليك ان تكلم فتاة غريبة على هاتفك الجوال من دون علمي

مازن : ابي انها صديقتي في الجامعة لقد اخبروها بأنني غير مسلم

أبو مازن : وما اسمها ؟

مازن: اسمها رنا

أبو مازن : وماذا تريد منك ؟

مازن : مجرد سؤال واحد

أبو مازن : وما هذا السؤال ؟

مازن : تأكدت أنني غير مسلم بسبب وفاة امي

ابو مازن : يجب ان تعود الى رشدك يابني لا يجوز ان تتحدث مع فتاة

مازن : لا عليك يا ابي سوف اكون حريص في الحديث معها

طلع الاب من غرفة مازن غاضبا ..

تعقدت لأمور في عقل مازن ابوه الان غاضب جدااا منه

مر الليل بسرعة البرق بالنسبة لمازن ، أنقشع الصباح وأرتدى مازن ملابسه وذهب الى الجامعة ….

كان لدى مازن صديق غير رنا أسمه مصطفى يعرفه من أيام المدرسة الثانوية كانا معا على طول ومصطفى يحفظ أسرار مازن من البداية الى النهاية ……

مصطفى : كيف حال صديقي النشيط اليوم ؟

مازن : كفى يامصطفى أنا شديد التفكير في شئ ما

مصطفى: لقد عرفت ماذا يدور في ذهنك انت تفكر في رنا أليس كذلك فهي لم تحظر حتى لان

مازن : كلا لم أكن أفكر في رنا

مصطفى : اه يا حسرتي عليك يا رنا لقد تعرفت على فتاة اخرى اليس كذلك

مازن : كلا

مصطفى : اذا بماذا تفكر ؟

مازن: في أمي لقد أشتقت لها كثيرا

مصطفى يعرف قصة مازن بالتفصيل الملل..

مصطفى : من الذي ذكرك بأمك ؟

مازن: رنا أرادت ان تعرف لماذا تركت الاسلام

مصطفى : اذا هي سبب تفكرك الشاغل بأمك

مازن:نعم

مصطفى : مارأيك أن تأتي معي في جولة بعد هذه المحاظرة ؟

مصطفى يرغب في أخذ مازن الى المحاظرات الدينية لكي يرجع الى رشده

مازن: كلا ليس اليوووم

مصطفى : حسنااااا

خاب امل مصطفى لقد كان يعتقد ان مازن هو صديقه الوحيد الذي يحفظ اسراره ويذهب معه الى اي مكان يريده هو عزم مصطفى لأنهاء علاقته مع مازن هل سوف يتقبل مازن ان يترك صديق عمره ورفيق دربه ؟

أقبلت رنا شاردة في افكارها واذا بنظرات مصطفى تميل اليها فجأة فدخلت الى قلبه وهو لان يعتبرها شريكة حياته المستقبلية ...

بدأت المحاظرة أقبل الاستاذ مهند الى القاعة شامخ القامة مبتسم الشفتين يأقرأ الاستاذ اسماء الطلاب على حسب الحروف الابجدية ووصل الى اسم مازن كان مازن غارف في خياله لم يسمع لاستاذ ..

لاستاذ مهند يصرخ على مازن بأعلى بصوته هزت القاعة كلها .....

لأستاذ مهند : ماااااااااازن يا مااااااااااااااااازن ماااااااااااااااازن

افاق مازن اخيرا من خيالاته .....

وبصوت مرتجف أجاب .......

مازن: ن ع م

لأستاذ مهند : عند انتهاء الحصة اريدك لا تخرج من القاعة

رنا دافعت عن مازن .......

رنا : أنا السبب يا استاذ في شرود مازن فهو يفكر في امه اللتي توفت

استاذ مهند : حسنااااا سوف اسامحه

سوف نبدأ درسنا اليوم عن الصخور ......

لأستاذ مهند: من الذي حظر الدرس ؟

رفع مصطفى يده عاليا ...

مصطفى : أنا يا استاذ هل من الممكن ان اشرح الدرس ؟؟؟؟؟

لأستاذ مهند : تفضل الى مكاني وسأرصد درجتك حين ارى ان الطلاب قد اندمجوا في الدرس

بدأ مصطفى يقول : الصخور هي :المواد او المعادن المكونة للقشرة لأرضية الصلبة .

وتتألف من معادن مختلفة يفوق عددها الفي معدن واهمها السيليكون يليه لالمنيوم والحديد والكليسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والمغنيزيوم ونادرا ما يتكون صخر معين من معدن واحد انما من اتحاد معدنين او اكثر .

أنواع الصخور هي :

الصخور النارية – الصخور الرسوبية – الدورة الصخرية

وانواع الصخور الرسوبية هي :

الصخور الحطامية – الصخور العضوية – الصخور الكيميائية – الصخور المتحولة

اراد مصطفى ان يسئل الطلاب:

مصطفى : رنا ما ذا يحدث حين تحولت الصخور المتحولة اذا تعرضت للصخور؟

رنا : اممممم ضغط كبير و حرارة مرتفعةو مدة زمنية معينة

مصطفى : احسنت ،و اراد ان يسئل ماااازن

من ماذا تتألف القشرة الارضية الصلبة ؟ يا مازن !

مازن : النارية والرسوبية و المتحولة (1)

مصطفى : لقد انتهى الدرس يا استاذ

لاستاذ مهند : احسنت يا مصطفى لقد ابليت بلاء حسنا وهز على كتفه اتمنى اتصبح مدرس جامعي في المستقبل فهذا يليق بك

انتهت المحاظرة واتجهت رنا الى مازن ......

رنا : مارأيك ان تغير جوك الكئيب هذا وتاتي معي الى مكان جميل عصر هذا اليوم ؟

مازن : حسناااا سوف نلتقي عند الشارع العام

ذهب مازن وعند ذهابه مسك مصطفى يد رنا ....

رنا: ماذا تريد مني

ازاحت رنا يده عن يدهاااا

مصطفى : اريد ان اكلمك بشئن مستقبلنا

رنا : مستقبلنا ؟

مصطفى : انا معجب بك يا رنا سوف احجزك لي انتي زوجتي المستقبلية يارنا

اطرقت رنا راسها خجلة

وكمل مصطفى: تعرفين ان امي وامك يعرفان بعضهما سوف افاتح امي في الموضو ع

رنا : كلا ليس لان ارجووك

مصطفى : لماذ ؟ ما الذي يمنعك ؟

رنا : انا لم ابادلك هذا الشعور ابدا ثم انني مع مااازن دائما

مصطفى: وما دخل مااازن في الأمر ؟

رنا: انا صديقته يا مصطفى واليوم سوف اخذه معي الى المأتم الحسيني

مصطفى : هل سوف يقبل بأن يذهب ؟؟

رنا : انا لم اخبره على المكان فقط قلت له اننا سنذهب الى مكان جميل

مصطفى : اياك وان تمكثي معه مدة اطوول

رنا: هل تغار منه

مصطفى : انتم دائما مع بعضكما لا تفترقان

رنا : وماذ ا في الامر

مصطفى : لا شئ اذهبي معه

ذهبت رنا الى المنزل وكذلك مصطفى وصل مصطفى الى المنزل وعائلته تأكل غذائها عنه

مصطفى :لماذا لم تنتظروني ؟

سامية (أخت مصطفى الصغرى ): انت تأخرت خمس ساعات

سامية اصغر من مصطفى عمرها 11 سنة .......

مصطفى : واين ابي ؟؟؟

ام مصطفى : لم يأتي الى الان

جلس مصطفى على طاولة الغذاء واردف قائلا موجها كلامه الى امه ...

مصطفى : اريد رنا زوجة لي يا امي



تعجبت ام مصطفى من ابنهاااا...

ام مصطفى : ابنة صديقتي رغد ؟

مصطفى : هي بذاتها يا امي

ام مصطفى : حسنا سوف افاتحها بالموضوع

اقبل ابو مصطفى مرهق القدمين لم يتكلم ذهب الى غرفة النوم بسرعة فائقة ..

سامية : ومن هي رنا !

مصطفى : وما دخلك انتي

سامية : ربما تصرفاتها لا تعجبني

مصطفى : انا الذي اخترتها لا شئنك بالامر

ذهب مصطفى الى غرفته واغلق الباب اما عند مازن كان ينتظر رنا بفارغ الصبر ...

وأخيرا بعد خمس ساعات مضت اقبلت رنا مرتبكة مضطربة على غير عادتها ...

رنا: سوف نذهب من هذا الطريق

ذهبوا الى اتجاه المأتم الحسيني تعجب مازن في بداية لأمر فالبيت مرصع بالسواد هو يعتقد انه منزل ..

مازن : لماذا اللون أسود؟

رنا: نحن ذاهبون الى المأتم الحسيني

مازن : سوف اذهب معك

رنا : لا يجوز ان تأتي معي الى مقر النساء اذهب الى مكان الرجال

ذهب مازن الى مقر الرجال ورنا الى مقر النساء

دخل الشيخ عبد الصمد الى المأتم بدأ حديثه بدعاء الحجة عجل لله تعالى فرجه الشريف

الشيخ عبد الصمد: للهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين .

وعنوان المحاظرة لهذا اليوم هي اداب التهيؤ النفسي وبدأ يقول ..



إن للعبادات ملكوتا وباطنا.. فليس الحج هذه الحركات التي يؤديها الحجاج فحسب!.. وباطن الصلاة، ليس هذه الحركات المعهودة فحسب!.. وروايات النبي -صلى الله عليه وعلى آله- وأهل البيت (ع)، تؤشر إشارة من بعيد بل من قريب إلى هذه الحقيقة.. ولعل هذا الحديث، مما يلقي الضوء على هذا المجال، قال أمير المؤمنين (ع): (لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سره ان يرفع رأسه من السجود).. وقال الصادق (ع): (إذا قام المصلي إلى الصلاة، نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى الأرض، وحفّت به الملائكة، وناداه ملك: لو يعلم هذا المصلي، ما في الصلاة ما انفتل)!.. أي أنه ما ترك الصلاة لو التفت إلى ملكوت الصلاة، والمعاني التي تحملها الصلاة بين يدي الله عز وجل.

إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة، لا بد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، مترقبا للصلاة بكل شوق.. إن الأمور الكبرى في الحياة، والمعاني السامية تبدأ بالتلقين، وتتحول إلى واقع، وعلى الإنسان أن لا يملّ من التلقين المستمر.. فالسير إلى الله -عز وجل- حركة معاكسة لطبيعة الإنسان لجهتين: لوجود قوة دافعة.. ولوجود قوة مانعة.

علينا ان نعلم أن هناك قوة دافعة، تدفع الإنسان الذي يريد أن يصل إلى الله -عز وجل- إلى اتجاه معاكس لما يريده ، أي تدفعه إلى: الميل إلى شهوات الدنيا، والتثاقل إلى الأرض، وتقديم العاجل على الآجل، وتقديم اللذة على الفكرة، وتقديم المصلحة الآنية على المصلحة المستقبلية.. أضف إلى ذلك أن العبادة هي تعامل وتفاعل مع عالم الغيب، والغيب إذا بقي غيبا محضا، فإنه لم يعد داعيا لحركة الإنسان.. فالذي يؤمن بالله وبالمبدأ والمعاد؛ ولكن لا يعيش حقيقة شهودية في قلبه، فإن من الطبيعي أن لا يسير إلى الله -عز وجل- سيراً حثيثاً؛ ومن الطبيعي أن يحاول معاكسة التيار.. فالسباح الذي يريد أن يسبح خلاف التيار، يحتاج فى أول الأمر إلى تكلف ومعاناة ومجاهدة، إلى أن يتعود ركوب الموجة وتجاوز العقبات.

وعليه، فإن مسألة الدخول في بحر الصلاة، تحتاج إلى تهيؤ نفسي مسبق.. فقبل دخول الوقت، يا حبذا لو يجعل الإنسان حائلا بينه وبين الصلاة؛ أي منطقة برزخية حائلة بين العالمين: فلا هي صلاة، ولا هي تعامل مع البشر.. ولهذا يلاحظ بأن القرآن الكريم، يؤكد على هذه الحقيقة: ألا وهو التسبيح قبل طلوع الشمس، وقبل الغروب.. فعلى الإنسان أن يجلس في المصلى قبل أن تغرب الشمس، وفي مكان يهيئ نفسه للدخول بين يدي الله -عز وجل- بذكر بعض التسبيحات، والتهليلات، وباقي المستحبات بحيث يخرج تدريجياً من جو التفاعل مع عناصر هذه الدنيا.

ومن هنا فإن صلاة المؤمن تبدأ قبل الوقت بفترة طويلة، فالصلحاء والأولياء يعدون أنفسهم للقاء المولى قبل ساعة او ما يقرب منه .. بينما عامة الناس يفاجؤهم الوقت مفاجأة ولعلهم يتمنون فى قرارة أنفسهم أن لا يدخل عليهم الوقت؛ لكيلا يفسد عليهم لهوهم!.. وإذا كان ولا بد أن يصلي في المنزل -لا في بيت من بيوت الله عز وجل- فعليه أن يهيأ مكانا فارغا للعبادة فى منزله إثباتا لترقبه وميله إلى لقاء مولاه.

إن اتخاذ مكان ثابت فى المنزل للصلاة بين يدى الله تعالى، لمن دواعي التوجه، والتركيز، والإقبال على رب العالمين!.. فمن المستحب أن يجعل الإنسان في بيته، محلاً خاصاً للصلاة بين يدي الله عز وجل، إذ كلما جاء إلى المصلى، تذكر ساعات إقباله، إذ لعله بالأمس، أو قبل أيام كان خاشعاً في هذا المكان، ولعل دموعه كانت جارية على خديه.. ومن المعلوم أن هذا الجو مفعم بأجواء الروح والريحان؛ فكلما دخل هذا المكان، أحس بتلك الأجواء، ولهذا نقرأ في القرآن الكريم: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً}.. فمن هذه الآية يبدو أن مريم، اتخذت محراباً ومكاناً ثابتاً، للعبادة بين يدي الله سبحانه وتعالى.. فتبين بما ذكرنا أن هذه الفترة الحائلة بين العمل اليومي وبين الصلاة مسألة مهمة.

وإن من صور التهيؤ المقترحة: أن يسجد الإنسان بين يدي الله عز وجل، قبل دخول الوقت في سجود عبادي تأملي.. فإننا -مع الأسف- نتخذ السجود وسيلة للعبادة وللذكر فحسب، وقد يتحول السجود إلى حركة بدنية محضة، لإظهار التذلل بين يدي الله عز وجل؛ ولكن حقيقة السجود، حقيقة جامعة مستوعبة.. فما المانع أن يعيش الإنسان أجواء مختلفة: من التذلل، والمناجاة، والتأمل فيما سيقبل عليه من اللقاء بين يدي الله عز وجل؟!..

إن من موجبات التوفيق والتهيؤ للصلاة الخاشعة، مراقبة السلوك بين الفريضتين.. أي أن من موجبات التوفيق للصلاة، هي مراقبة السلوك بين الحدين.. فمن المعلوم ان الذنب السابق للصلاة؛ يؤثر على توجه الإنسان، فعندما يأتي إلى الصلاة، يأتي وهو يعيش جوا من أجواء البعد عن الله عز وجل.. وهناك تعبير جميل في كتب الأخلاق مفاده : ان من يلطخ نفسه بالعسل، ثم يقترب من بيت الزنابير، فإن من الطبيعي أن تهجم عليه الزنابير، لتلدغه في كل بقعة من بقاع جسده؛ لأن العسل الذى لطخ به بدنه يغري مثل هذه الزنابير.

ان هذا المثال مقدمة للقول: بأن الشياطين تستهوي هذا الإنسان العاصي المنهمك في لذاته ، وفي معاصيه وغفلاته.. وعليه، فإنه عندما يقف للصلاة بين يدي الله عز وجل، تهجم عليه الشياطين والأوهام والخواطر الحقة منها والباطلة.. بحيث ينتهي من الصلاة، وهو لا يفقه كلمة من كلمات صلاته، وإلا فما هي دواعي الشك في الصلاة؟..

إن الشكوك الصلاتية لها حلول فقهية واضحة، حيث يبنى على الاكثر مثلا ويأتى بصلاة الاحتياط.. ولكن أصل عروض الشك حالة سلبية عند الخواص!.. فليس من المقبول أن يصاب المؤمن المتوجه في صلاته، بحالات الشك والذهول، بحيث يصل الأمر إلى أن يشك بين الركعة الثانية والركعة الرابعة مثلا!.. فالركعة الثانية فيها قنوت ومناجاة مع رب العالمين، فيقال في الركعة الثانية: من الطبيعى أن الإنسان يأخذ عزه ودلاله في الحديث مع الله عز وجل.. بينما الركعة الرابعة: فيها رائحة الوداع، بما تستلزمه من الهم والغم؛ إذ إن الانسان بعد لحظات سينتهي من لقاء الله عز وجل.. فعالم القنوت عالم يغاير تماماً عالم التشهد والتسليم، فكيف يخلط المؤمن بين الركعة الثانية، وبين الركعة الرابعة؟!.. بل حتى الركعة الثالثة؟!..

وعليه فإن الشك الكثير في الصلاة، والسهو الكثير فيها، علامة على نوع من أنواع الإدبار فيها، وعدم التوجه الكامل للمضامين الصلاتية، وعدم الانغماس فى بحرها.

والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أن الإنسان في حياته يحتاج إلى من يبث إليه همومه، إذ إن من الطبيعى أن نقول: أن الذي لا أنيس له، ولا صديق له، ولا متنفس له، ولا مفزع له في الحياة ، قد يعيش فى بعض الحالات: حالة الكبت، والتبرم، ثم الانفجار، وبعد ذلك الانهيار الكامل.. فإذا كان الإنسان العادي يتخذ بين فترة وأخرى من هو سبيل وذريعة لتفريغ الهموم، فلماذا لا يتخذ من الصلاة مثل هذه المحطة، لتفريغ همومه وذلك مع القدير على كشف كل كربة.

وقد ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، أن أئمة أهل البيت والنبي (ص) وذريته الطاهرين، كانوا يفزعون إلى الصلاة كلما أهمهم أمر.. والمؤمن يجب أن يكون كذلك، ليس في المسجد فحسب!.. وإنما في الحالات المختلفة كجوف الليل، ووضح النهار، وفى السوق ، وفي المنزل، فعندما يكون في قمة الغضب واليأس والنظرة السوداوية في الحياة، يذهب ويتخذ زاوية من المنزل، ليتكلم مع رب العالمين تكلم المستغيث اللهفان!.

نعم، إذا جعل الإنسان الصلاة ذريعة للحديث مع الله عز وجل؛ تحولت الصلاة إلى أحلى محطة من محطات الأنس.. وتحولت الصلاة في حياة البعض إلى محطة للتلذذ والارتياح، تلك المحطة التي لا تقارن بمحطات التلذذ المادي بالمتاع الزائل، الذي تفنى لذته ويبقى وزره!..

والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته ، ختم الشيخ عبد الصمد محاظرته بالصلاة على محمد واله محمد وعند الانتهاء احس مازن بأنه يجب ان يؤدي صلاته الفائتة وان لا يترك الصلاة مهما حدث خرج مازن وفي قلبه خوف ورعب وقلق التقى برنا ....

مازن : اشكرك من قلبي انك دخلتني في الاسلام من جديد

رنا : عفوا المهم انك عدت الى رشدك بالمناسبة مصطفى يريدني زوجة له في المستقبل

مازن : ومتى قال لك !

رنا : عندما ذهبت الى منزلك مباشرة واخبرني الا اطيل الذهاب معك في الخارج

مازن: ان مصطفى شاب رائع هنيئا لك به

رنا: هل انت حزين لانني سوف اتزوجه

مازن : كلا

افترقوا اخيرا وفي مازن حزن شديد كيف يأخذ منه رنا بهذه السرعة وفي هذه الاثناء كانت والدة مصطفى تتحدث مع والدة رنا .....

والدة رنا: ماذا تقولين يرد ان يحجز ابنتي زوجة له في المستقبل !

والدة مصطفى : نعم هل هناك مشكلة ماا

والدة رنا : ان رنا تقضي معظم وقتها مع شاب فلسطيني

والدة مصطفى : هل تقصدين مازن

والدة رنا : وهل تعرفينه انتي

والدة مصطفى : انه صديق مصطفى

والدة رنا : سوف اكلم رنا بالموضوع

والدة مصطفى :لا تقولي لها لاننا نعرف جوابها

والدة رنا : لم افهم ولدك منذ متى قابل ابنتي؟

والدة مصطفى : اين انتي عن ابنتك انها مع ابني في جميع المحاظرات

والدة رنا :حسناااا ومتى سوف تأتون ؟

والدة مصطفى : عندما يكمل ولدي الجامعة ويعمل وبعد ذلك نقرر كل شئ

والدة رنا : لقد جاءت رنا

والدة مصطفى : اعطيني اياها

والدة رنا : رنا تعالي كلمي خالتك ام مصطفى

رنا : السلام عليكم

والدة مصطفى : وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته كيف حالك يا ابنتي ؟

رنا : بخير والحمدلله

والدة مصطفى : مصصطفى يريد ان يكلمك

مصطفى كان جاسا جنب والدته يستمع الى المحادثة ..

رنا : لا اريد ان اكلمه يا خالة رجاء

والدة مصطفى : ولم لا ؟؟

رنا : سوف اذهب

واعطت سماعة الهاتف امها وذهبت الى غرفتها وودعت ام رنا صديقتها ام مصطفى املا ان تلتقي بها في العرس اغطاظ مصطفى قهرا وكرها وعندما عرف المشكلة تسامحا مع بعضهما ومرت الايام وتخرجوا واشتغل مازن في مختبر للكيمياء اما رنا لا تعمل واشتغل مصطفى في الترجمة وطلب يد رنا وتم الزواج و تلقى مازن بشدى شريكة حياته وعلمت رنا بأمر واخبرت مصطفى وهنئوه بالزواج من شدى وهذه هي نهاية الواية هداية مازن وزاوجه من امراة صالحة .



تمت بحمد لله

تعالى يوم

لاثنين بتاريخ 5-4-2010م

الساعة : الرابعة والسادسة عشرة بتوقيت مملكة البحرين