منتدى احلى عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احلى عربدخول

حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
5 مشترك

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Bg2

حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 69183
حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 69187
حكايات ألف ليلة ليلة حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 69184
الكتاب الذي طاف الدنيا بأرجائها، وتمثل فيه سحر الشرق،
وترجم إلى معظم لغات العالم.
طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة (1825)
بعناية المستشرق (هايخت)
فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية،
وتوفي قبل إتمام الكتاب،
فأنجز الباقي تلميذه فليشر المتوفى سنة (1888م)
ثم طبع مرات لا تحصى أهمها:
طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1960م.
تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلالها على حكايا الكتاب:
(أن الملك شهريار لم يكتف بعدما اكتشف خيانة زوجته بقتلها
هي وجواريه وعبيده،
بل صار كل يوم يأخذ بنتاً بكراً فيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها،
فضج الناس وهربت بناتهم ..
فسألت شهرزاد أباها الوزير أن يقدمها لشهريار قائلة :
(فإما أن أعيش، وإما ان أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن)
وكان الوزير يطلع كل صباح بالكفن تحت إبطه،
بينما ابنته شهرزاد تؤجل ميعاد موتها بالحكاية تلو الحكاية،
حتى أنجبت للملك ثلاثة أولاد في ليلة وليلة قضتها في قصره،
وجعلته بحلاوة حديثها وطرافة حكاياها خلقاً آخر )
حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 69192
ليس على المدقق الكشف عن حقيقة كتاب مثل الف ليلة وليلة
أصله مفقود ومؤلفه مجهول وزمان وضعه غامض ومبهم
ومكان حوادثه مشتبه فالأقاصيص والحواديت والأساطير
وكل مايتعلق أو يتصل بها بشكل أوبأخر يخرج بطبيعته عن
أختصاص الأديب أوالمؤرخ وكذلك الأمر بالنسبة للنقد الذاتي
للكتاب,هذا النقد المبني على النظر في لغته وأسلوبه وأسماء
أبطاله ومواطن أحداثه ..

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

ثم
سافرت الأقطار ووردت الأمصار وقصدت دار السلام بغداد لعلي أتوصل إلى أمير
المؤمنين وأخبره بما جرى، فوصلت إلى بغداد هذه اليلة فوجدت أخي هذا الأول
واقفا متحيرا فقلت السلام عليك وتحدثت معه وإذا بأخينا الثالث قد أقبل
علينا وقال السلام عليكم أنا رجل غريب فقلنا ونحن غريبان وقد وصلنا هذه
الليلة المباركة. فمشينا نحن الثلاثة وما فينا أحد يعرف حكاية أحد فساقتنا
المقادير إلى هذا الباب ودخلنا عليكم وهذا سبب حلق ذقني وتلف عيني فقالت
له إن كانت حكايتك غريبة فامسح على رأسك واخرج في حال سبيلك، فقال لا أخرج
حتى أسمع حديث رفيقي. فتقدم الصعلوك الثالث وقال أيتها السيدة الجليلة ما
قصتي مثل قصتهما بل قصتي أعجب وذلك أن هذين جاءهما القضاء والقدر وأما أنا
فسبب حلق ذقني وتلف عيني أنني جلبت القضاء لنفسي والهم لقلبي وذلك أني كنت
ملكا إبن ملك، ومات والدي وأخذت الملك من بعده وحكمت وعدلت وأحسنت للرعية
وكان لي محبة في السفر في البحر وكانت مدينتي على البحر والبحر متسع
وحولنا جزائر معدة للقتال. فأردت أن أتفرج على الجزائر فنزلت في عشرة
مراكب وأخذت معي مؤونة شهر وسافرت عشرين يوما. ففي ليلة من الليالي هبت
علينا رياح مختلفة إلى أن لاح الفجر فهدأ الريح وسكن البحر حتى أشرقت
الشمس، ثم أننا أشرفنا على جزيرة وطلعنا إلى البر وطبخنا شيئا نأكله
فأكلنا ثم أقمنا يومين وسافرنا عشرين يوما فاختلفت علينا المياه وعلى
الريس استغرب الريس البحر فقلنا للناطور: انظر البحر بتأمل، فطلع على
الصاري ثم نزل الناطور وقال للريس: رأيت عن يميني سمكا على وجه الماء
ونظرت إلى وسط البحر فرأيت سوادا من بعيد يلوح تارة أسود وتارة أبيض. فلما
سمع الريس كلام الناطور ضرب الأرض بعمامته ونتف لحيته وقال للناس ابشروا
بهلاكنا جميعا ولا يسلم منا أحد، وشرع يبكي وكذلك نحن الجميع نبكي على
أنفسنا فقلت أيها الريس أخبرنا بما رأى الناطور فقال يا سيدي أعلم أننا
تهنا يوم جاءت علينا الرياح المختلفة ولم يهدأ الريح إلا بكرة النهار ثم
أقمنا يومين فتهنا في البحر ولم نزل تائهين أحد عشر يوما من تلك الليلة
وليس لنا ريح يرجعنا إلى ما نحن قاصدون آخر النهار وفي غد نصل إلى جبل من
حجر أسود يسمى حجر المغناطيس ويجرنا المياه غصبا إلى جهته. فيتمزق المركب
ويروح كل مسمار في المركب إلى الجبل ويلتصق به لن الله وضع حجر مغناطيس
سرا وهو أن جميع الحديد يذهب إليه وفي ذلك الجبل حديد كثير لا يعلمه إلا
الله تعالى حتى أنه تكسر من قديم الزمان مراكب كثيرة بسبب ذلك الجبل ويلي
ذلك البحر قبة من النحاس الأصفر معمودة على عشرة أعمدة وفوق القبة فارس
على فرس من نحاس وفي يد ذلك الفارس رمح من النحاس ومعلق في صدر الفارس لوح
من رصاص منقوش عليه أسماء وطلاسم فيها أيها الملك ما دام هذا الفارس راكبا
على هذه الفرس تنكسر المراكب التي تفوت من تحته ويهلك ركابها جميعا ويلتصق
جميع الحديد الذي في المركب بالجبل وما الخلاص إلا إذا وقع هذا الفارس من
فوق تلك الفرس، ثم إن الريس يا سيدتي بكى بكاء شديد فتحققنا أننا هالكون
لا محالة وكل منا ودع صاحبه. فلما جاء الصباح قربنا من تلك الجبل وساقتنا
المياه إليه غصبا، فلما صارت المياه تحته انفتحت وفرت المسامير منها وكل
حديد فيها نحو حجر المغناطيس ونحن دائرون حوله في آخر النهار وتمزقت
المراكب فمنا من غرق ومنا من سلم ولكن أكثرنا غرق والذين سلموا لم يعلموا
ببعضهم لأن تلك الأمواج واختلاف الأرياح أدهشتهم. وأما أنا يا سيدتي
فنجاني الله تعالى لما أراده من مشقتي وعذابي وبلوتي، فطلعت على لوح من
الألواح فألقاه الريح والموج إلى جبل فأصبت طريقا متطرفا إلى أعلاه على
هيئة السلالم منقورة في الجبل فسميت الله تعالى وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت
عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

ثم
سافرت الأقطار ووردت الأمصار وقصدت دار السلام بغداد لعلي أتوصل إلى أمير
المؤمنين وأخبره بما جرى، فوصلت إلى بغداد هذه اليلة فوجدت أخي هذا الأول
واقفا متحيرا فقلت السلام عليك وتحدثت معه وإذا بأخينا الثالث قد أقبل
علينا وقال السلام عليكم أنا رجل غريب فقلنا ونحن غريبان وقد وصلنا هذه
الليلة المباركة. فمشينا نحن الثلاثة وما فينا أحد يعرف حكاية أحد فساقتنا
المقادير إلى هذا الباب ودخلنا عليكم وهذا سبب حلق ذقني وتلف عيني فقالت
له إن كانت حكايتك غريبة فامسح على رأسك واخرج في حال سبيلك، فقال لا أخرج
حتى أسمع حديث رفيقي. فتقدم الصعلوك الثالث وقال أيتها السيدة الجليلة ما
قصتي مثل قصتهما بل قصتي أعجب وذلك أن هذين جاءهما القضاء والقدر وأما أنا
فسبب حلق ذقني وتلف عيني أنني جلبت القضاء لنفسي والهم لقلبي وذلك أني كنت
ملكا إبن ملك، ومات والدي وأخذت الملك من بعده وحكمت وعدلت وأحسنت للرعية
وكان لي محبة في السفر في البحر وكانت مدينتي على البحر والبحر متسع
وحولنا جزائر معدة للقتال. فأردت أن أتفرج على الجزائر فنزلت في عشرة
مراكب وأخذت معي مؤونة شهر وسافرت عشرين يوما. ففي ليلة من الليالي هبت
علينا رياح مختلفة إلى أن لاح الفجر فهدأ الريح وسكن البحر حتى أشرقت
الشمس، ثم أننا أشرفنا على جزيرة وطلعنا إلى البر وطبخنا شيئا نأكله
فأكلنا ثم أقمنا يومين وسافرنا عشرين يوما فاختلفت علينا المياه وعلى
الريس استغرب الريس البحر فقلنا للناطور: انظر البحر بتأمل، فطلع على
الصاري ثم نزل الناطور وقال للريس: رأيت عن يميني سمكا على وجه الماء
ونظرت إلى وسط البحر فرأيت سوادا من بعيد يلوح تارة أسود وتارة أبيض. فلما
سمع الريس كلام الناطور ضرب الأرض بعمامته ونتف لحيته وقال للناس ابشروا
بهلاكنا جميعا ولا يسلم منا أحد، وشرع يبكي وكذلك نحن الجميع نبكي على
أنفسنا فقلت أيها الريس أخبرنا بما رأى الناطور فقال يا سيدي أعلم أننا
تهنا يوم جاءت علينا الرياح المختلفة ولم يهدأ الريح إلا بكرة النهار ثم
أقمنا يومين فتهنا في البحر ولم نزل تائهين أحد عشر يوما من تلك الليلة
وليس لنا ريح يرجعنا إلى ما نحن قاصدون آخر النهار وفي غد نصل إلى جبل من
حجر أسود يسمى حجر المغناطيس ويجرنا المياه غصبا إلى جهته. فيتمزق المركب
ويروح كل مسمار في المركب إلى الجبل ويلتصق به لن الله وضع حجر مغناطيس
سرا وهو أن جميع الحديد يذهب إليه وفي ذلك الجبل حديد كثير لا يعلمه إلا
الله تعالى حتى أنه تكسر من قديم الزمان مراكب كثيرة بسبب ذلك الجبل ويلي
ذلك البحر قبة من النحاس الأصفر معمودة على عشرة أعمدة وفوق القبة فارس
على فرس من نحاس وفي يد ذلك الفارس رمح من النحاس ومعلق في صدر الفارس لوح
من رصاص منقوش عليه أسماء وطلاسم فيها أيها الملك ما دام هذا الفارس راكبا
على هذه الفرس تنكسر المراكب التي تفوت من تحته ويهلك ركابها جميعا ويلتصق
جميع الحديد الذي في المركب بالجبل وما الخلاص إلا إذا وقع هذا الفارس من
فوق تلك الفرس، ثم إن الريس يا سيدتي بكى بكاء شديد فتحققنا أننا هالكون
لا محالة وكل منا ودع صاحبه. فلما جاء الصباح قربنا من تلك الجبل وساقتنا
المياه إليه غصبا، فلما صارت المياه تحته انفتحت وفرت المسامير منها وكل
حديد فيها نحو حجر المغناطيس ونحن دائرون حوله في آخر النهار وتمزقت
المراكب فمنا من غرق ومنا من سلم ولكن أكثرنا غرق والذين سلموا لم يعلموا
ببعضهم لأن تلك الأمواج واختلاف الأرياح أدهشتهم. وأما أنا يا سيدتي
فنجاني الله تعالى لما أراده من مشقتي وعذابي وبلوتي، فطلعت على لوح من
الألواح فألقاه الريح والموج إلى جبل فأصبت طريقا متطرفا إلى أعلاه على
هيئة السلالم منقورة في الجبل فسميت الله تعالى وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت
عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

وفي الليلة السادسة عشرة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الصعلوك الثالث قال
للصبية والجماعة مكتفون والعبيد واقفين بالسيوف على رؤوسهم، ثم أني سميت
الله ودعوته وابتهلت إليه وحاولت الطلوع على الجبل وصرت أتمسك بالنقر التي
فيه حتى أسكن الله الريح في تلك الساعة وأعانني على الطلوع فطلعت سالما
على الجبل وفرحت بسلامتي غاية الفرح ولم يكن لي دأب إلا القبة فدخلتها
وصليت فيها ركعتين شكرا لله على سلامتي ثم إني نمت تحت القبة. فسمعت قائلا
يقول يا ابن خصيب إذا انتهيت من منامك، فاحفر تحت رجليك قوسا من نحاس
وثلاث نشابات من رصاص منقوشا عليها طلاسم فخذ القوس والنشابات وارم للفارس
الذي على القبة وارح الناس من هذا البلاء العظيم فإذا رميت الفارس يقع في
البحر ويقع القوس من يدك فخذ القوس، وادفنه في موضعه. فإذا فعلت ذلك يطفو
البحر ويعلو حتى يساوي الجبل، ويطلع عليه زورق فيه شخص غير الذي رميته
فيجيء غليه وفي يده مجذاف، فاركب معه ولا تسم الله تعالى فإنه يحملك
ويسافر بك مدة عشرة أيام إلى أن يوصلك إلى بلدك وهذا غنما يتم لك إن لم
تسم الله. ثم استيقظت من نومي، وقمت بنشاط وقصدت الماء، كما قال الهاتف
وضربت الفارس فرميته فوقع في البحر ووقع القوس من يدي فأخذت القوس ودفنته
فهاج البحر وعلا حتى ساوى الجبل الذي أنا عليه فلم ألبث غير ساعة حتى رأيت
زورقا في وسط البحر يقصدني فحمدت الله تعالى فلما وصل إلي الزورق وجدت فيه
شخصا من النحاس صدره لوح من الرصاص، منقوش بأسماء وطلاسم. فنزلت في الزورق
وأنا ساكت لا أتكلم فحملني الشخص أول يوم والثاني والثالث إلى تمام عشرة
أيام حتى جزائر السلامة ففرحت فرحا عظيما ومن شدة فرحي ذكرت الله وسميت
وهللت وكبرت فلما فعلت ذلك قذفني من الزورق في البحر ثم رجع في البحر وكنت
أعرف العوم فعمت ذلك اليوم إلى الليل حتى كلت سواعدي وتعبت أكتافي وصرت في
الهلكات ثم تشهدت وأيقنت بالموت وهاج البحر من كثرة الرياح فجاءت موجة
كالقلعة العظيمة، فحملتني وقذفتني قذفة صرت بها فوق البر، لمل يريد الله
فطلعت البر وعصرت ثيابي ونشفتها على الأرض وبت. فلما أصبحت لبست ثيابي
وقمت أنظر أين أمشي فوجدت غوطة فجئتها ودرت حولها فوجدت الموضع الذي فيه
جزيرة صغيرة، والبحر محيط بها، فقلت في نفسي كلما أخلص من بلية أقع في
أعظم منها فبينما أنا متفكر في أمري أتمنى الموت إذ نظرت مركبا فيها ناس.
فقمت وطلعت على شجرة وإذا بالمركب التصقت بالبر وطلع منها عشرة عبيد معهم
مساحي فمشوا حتى وصلوا إلى وسط الجزيرة وحفروا في الأرض وكشفوا عن طابق
فرفعوا الطابق وفتحوا بابه، ثم عادوا إلى المركب ونقلوا منها خبزا ودقيقا
وسمناً وعسلاً وأغناماً وجميع ما يحتاج إليه الساكن وصار العبيد مترددين
بين المركب وباب الطابق وهم يحولون من المركب وينزلون في الطابق إلى أن
نقلوا جميع ما في المركب. ثم بعد ذلك طلع العبيد ومعهم ثياب أحسن ما يكون
وفي وسطهم، شيخ كبير هرم قد عمر زمنا طويلا وأضعفه الدهر، حتى صار فانيا
ويد ذلك الشيخ في يد صبي قد أفرغ في قالب الجمال وألبس حلة الكمال حتى أنه
يضرب بحسنه الأمثال وهو كالقضيب الرطب يسحر كل قلب بجماله ويسلب كل لب
بكماله فلم يزالوا يا سيدتي سائرين حتى أتوا إلى الطابق ونزلوا فيه،
وغابوا عن عيني. فلما توجهوا قمت ونزلت من فوق الشجرة ومشيت إلى موضع
الردم، ونبشت التراب ونقلته وصبرت نفسي حتى أزلت جميع التراب فانكشف
الطابق فإذا هو خشب مقدار حجر الطاحون فرفعته فبان من تحته سلم معقود من
حجر فتعجبت من ذلك ونزلت السلم حتى إنتهيت إلى آخره فوجدت شيئا نظيفا
ووجدت بستانا وثانيا إلى تمام تسعة وثلاثين وكل بستان أرى فيه ما يكل عنه
الواصفون من أشجار وأنهار وأثمار وذخائر. ورأيت بابا فقلت في نفسي ما الذي
في هذا المكان، فلابد أن أفتحه وأنظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرسا
مسرجا ملحما مربوطا ففككته وركبته فطار بي إلى حطني على سطح وأنزلني
وضربني بذيله فأتلف عيني وفر مني فنزلت من فوق السطح فوجدت عشرة شبان عور
فلما رأوني قالوا لا مرحبا بك، فقلت لهم: أتقبلوني أجلس عندكم. فقالوا
والله لا تجلس عندنا فخرجت من عندهم حزين القلب باكي العين، وكتب الله لي
السلامة حتى وصلت إلى بغداد فحاقت ذقني وصرت صعلوكا فوجدت هذين الإثنين
العورين فسلمت عليهما وقلت لهما

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

أنا
غريب، فقالا ونحن غريبان فهذا سبب تلف عيني، وحلق ذقني، فقالت له أمسح على
رأسك وروح، فقال: لا أروح حتى أسمع قصة هؤلاء. ثم أن الصبية التفتت إلى
الخليفة وجعفر ومسرور وقالت لهم أخبروني بخبركم، فتقدم جعفر وحكى لها
الحكاية التي قالها للبوابة عند دخولهم فلما سمعت كلامه قالت وهبت بعضكم
لبعض فخرجوا إلى أن صاروا في الزقاق فقال الخليفة للصعاليك يا جماعة إلى
أين تذهبون فقالوا ما ندري أين نذهب فقال لهم الخليفة سيروا وبيتوا عندنا
وقال لجعفر خذهم واحضرهم لي غدا، حتى ننظر ما يكون، فامتثل جعفر ما أمره
به الخليفة. ثم أن الخليفة طلع إلى قصره ولم يجئه نوم في تلك الليلة فلما
اصبح جلس على كرسي المملكة ودخلت عليه أرباب الدولة، فالتفت إلى جعفر بعد
أن طلعت أرباب الدولة وقال ائتني بالثلاث صبايا والكلبتين والصعاليك، فنهض
جعفر وأحضرهم بين يديه فأدخل الصبايا تحت الأسنار. والتفت لهن جعفر وقال
لهن قد عفونا عنكن لما أسلفتن من الإحسان إلينا ولم تعرفنا فها أنا أعرفكن
وأنتن بين يدي الخامس من بني العباس هارون الرشيد، فلا تخبرنه إلا حقا
فلما سمع الصبايا كلام جعفر، عن لسان أمير المؤمنين تقدمت الكبيرة وقالت
يا أمير المؤمنين أن لي حديثا لو كتب بالإبر على آماق البصر لكان عبرة لمن
اعتبر وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. غريب، فقالا ونحن
غريبان فهذا سبب تلف عيني، وحلق ذقني، فقالت له أمسح على رأسك وروح، فقال:
لا أروح حتى أسمع قصة هؤلاء. ثم أن الصبية التفتت إلى الخليفة وجعفر
ومسرور وقالت لهم أخبروني بخبركم، فتقدم جعفر وحكى لها الحكاية التي قالها
للبوابة عند دخولهم فلما سمعت كلامه قالت وهبت بعضكم لبعض فخرجوا إلى أن
صاروا في الزقاق فقال الخليفة للصعاليك يا جماعة إلى أين تذهبون فقالوا ما
ندري أين نذهب فقال لهم الخليفة سيروا وبيتوا عندنا وقال لجعفر خذهم
واحضرهم لي غدا، حتى ننظر ما يكون، فامتثل جعفر ما أمره به الخليفة. ثم أن
الخليفة طلع إلى قصره ولم يجئه نوم في تلك الليلة فلما اصبح جلس على كرسي
المملكة ودخلت عليه أرباب الدولة، فالتفت إلى جعفر بعد أن طلعت أرباب
الدولة وقال ائتني بالثلاث صبايا والكلبتين والصعاليك، فنهض جعفر وأحضرهم
بين يديه فأدخل الصبايا تحت الأسنار. والتفت لهن جعفر وقال لهن قد عفونا
عنكن لما أسلفتن من الإحسان إلينا ولم تعرفنا فها أنا أعرفكن وأنتن بين
يدي الخامس من بني العباس هارون الرشيد، فلا تخبرنه إلا حقا فلما سمع
الصبايا كلام جعفر، عن لسان أمير المؤمنين تقدمت الكبيرة وقالت يا أمير
المؤمنين أن لي حديثا لو كتب بالإبر على آماق البصر لكان عبرة لمن اعتبر
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

وفي الليلة السابعة عشرة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن كبيرة الصبايا، لما تقدمت بين يدي
أمير المؤمنين وقالت إن لي حديثا عجيبا وهو أن هاتين الصبيتين أختاي من
أبي من غير أمي فمات والدنا وخلف خمسة آلاف دينار وكنت أنا اصغرهن سنا
فتجهزت أختاي وتزوجت كل واحدة برجل ومكثنا مدة ثم إن كل واحد من أزواجهما
هيأ متجرا واخذ من زوجته ألف دينار وسافروا مع بعضهم، وتركوني فغابوا أربع
سنين وضيع زوجاهما المال، وخسرا وتركاهما في بلاد الناس فجاءاني في هيئة
الشحاتين. فلما رأيتهما ذهلت عنهما ولم أعرفهما ثم إني لما عرفتهما، قلت
لهما: ما هذا الحال، فقالتا يا أختاه إن الكلام لا يفيد الآن، وقد جرى
القلم بما حكم الله فأرسلتهما إلى الحمام وألبست كل واحدة حلة وقلت لهما
يا أختي أنتما الكبيرة وأنا الصغيرة وأنتم عوض عن أبي وأمي والإرث الذي
ناسي معكما قد جعل الله فيه البركة فكلا من زكاته وأحوالي جليلة وأنا
وأنتما سواء وأحسنت إليهما غاية الإحسان فمكثا عندي مدة سنة كاملة وصار
لهما مال من مالي فقالتا لي أن الزواج خير لنا وليس لنا صبر عنه. فقلت
لهما يا أختي لم تريا في الزواج خيرا فإن الرجل الجيد قليل في هذا الزمان
وقد اخترتما الزواج فلم يقبلا كلامي، وتزوجا بغير رضاي فزوجتهما من مالي
وسترتهما ومضتا مع زوجيهما فأقاما مدة يسيرة ولعب عليهما زوجهما وأخذ ما
كان معهما وسافرا وتركاهما فجاءتا عندي وهما عريانتين واعتذرتا وقالتا لا
تؤاخذينا، فأنت أصغر منا سنا وأكمل عقلا، وما بقينا نذكر الزواج أبدا.
فقلت مرحبا بكما يا أختي ما عندي أعز منكما وقبلتهما وزدتهما إكراما ولم
تزل على هذه الحالة سنة كاملة فأردت أن أجهز لي لي مركبا إلى البصرة،
فجهزت مركبا كبيرة وحملت فيها البضائع والمتاجر وما أحتاج إليه في المركب
وقلت يا أختي هل لكما أن تقعدوا في المنزل حتى أسافر وأرجع أو تسافرا معي،
فقالتا تسافر معك فإنا لا نطيق فراقك فأخذتهما وسافرنا، وكنت قسمت مالي
نصفين فأخذت النصف وخبأت النصف الثاني وقلت ربما يصيب المركب شيء ويكون في
العمر مدة فإذا رجعنا نجد شيئا ينفعنا. ولم نزل مسافرين أياما وليالي،
فتاهت بنا المركب وغفل الريس عن الطريق ودخلت المركب بحرا غير البحر الذي
نريده ولم نعلم بذلك مدة، وطاب لنا الريح عشرة أيام فلاحت لنا مدينة على
بعد فقلنا للريس ما إسم هذه المدينة التي أشرفنا عليها فقال والله لا أعلم
ولا رأيتها قط، ولا سلكت عمري هذا البحر، ولكن جاء الأمر بسلامة فما بقي
إلا أن تدخلوا هذه المدينة وتخرجوا بضائعكم فإن حصل لكم بيع فبيعوا وغاب
ساعة. ثم جاءنا وقال قوموا إلى المدينة وتعجبوا من صنع الله في خلقه
واستعيذوا من سخطه فطلعنا المدينة فوجدنا كل من فيها مسخوطا حجارة سوداء،
فاندهشنا من ذلك ومشينا في الأسواق فوجدنا البضائع باقية والذهب والفضة
باقيين على حالهما ففرحنا وقلنا لعل هذا يكون له أمر عجيب، وتفرقنا في
شوارع المدينة وكل واحد اشتغل عن رفيقه بما فيها من المال والقماش. وأما
أنا فطلعت إلى القلعة فوجدتها محكمة فدخلت قصر الملك فوجدت فيه جميع
الأواني من الذهب والفضة ثم رأيت الملك جالسا وعنده حجابه ونوابه ووزرائه
وعليه من الملابس شيء يتحير فيه الفكر فلما قربت من الملك وجدته جالسا على
كرسي مرصع بالدر والجواهر فيه كل درة تضيء كالنجمة وعليه حلة مزركشة
بالذهب وواقفا حوله خمسون مملوكا بين أنواع الحرير، وفي أيديهم السيوف
مجردة. فلما نظرت لذلك دهش عقلي ثم مشيت ودخلت قاعة الحريم، فوجدت في
حيطانها ستائر من الحرير ووجدت الملكة عليها حلة مزركشة بالؤلؤ الرطب وعلى
رأسها تاج مكلل بأنواع الجواهر وفي عنقها قلائد وعقودا وجميع ما عليها من
الملبوس والمصاغ باق على حاله وهي ممسوخة حجر أسود ووجدت بابا مفتوحا
فدخلته ووجدت فيه سلما بسبع درج فصعدته، فرأيت مكانا مرخما مفروشا بالبسط
المذهبة ووجدت فيه سرير من المرمر مرصعا بالدر والجواهر ونظرت نورا لامعا
في جهة فقصدتها فوجدت فيها جوهرة مضيئة قدر بيض النعامة على كرسي صغير،
وهي تضيء كالشمعة، ونورها ساطع ومفروش على ذلك السرير من أنواع الحرير ما
يحير الناظر. فلما نظرت إلى ذلك تعجبت ورأيت في ذلك المكان شموعا موقدة
فقلت في نفسي لابد أن أحدا أوقد هذه الشموع، ثم إني مشيت حتى دخلت موضعا
غيره وصرت أفتش في تلك

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

الأماكن
ونسيت نفسي مما أدهشني من التعجب من تلك الأحوال، واستغرق فكري إلى أن دخل
الليل فأردت الخروج فلم أعرف الباب وتهت عنه فعدت إلى الجهة التي فيها
الشموع الموقدة وجلست على السرير وتغطيت بلحاف بعد أن قرأت شيئا من القرآن
وأوردت النوم فلم أستطع ولحقني القلق. فلما انتصف الليل سمعت تلاوة القرآن
بصوت حسن رقيق فالتفت إلى مخدع فرأيت بابه مفتوحا فدخلت الباب ونظرت
المكان فإذا هو معبد وفيه قناديل معلقة موقدة وفيه سجادة مفروشة جالس
عليها شاب حسن المنظر فتعجبت كيف هو سالم دون أهل المدينة فدخلت وسلمت
عليه فرفع بصره ورد علي السلام فقلت له أسألك بحق ما تتلوه من كتاب الله
أن تجيبني عن سؤالي. فتبسم وقال أخبرني عن سبب دخولك هذا المكان وأنا
أخبرك بجواب ما تسألينه عنه فأخبرته بخبري فتعجب من ذلك، ثم إنني سألته عن
خبر هذه المدينة فقال أمهليني ثم طبق المصحف وادخله كيس من الأطلس وأجلسني
بجنبه فنظرت إليه فإذا هو كالبدر حسن الأوصاف لين الأعطاف بهي المنظر رشيق
القد أسيل الخد زهي الجنات كأنه المقصود من هذه الأبيات:لأماكن ونسيت نفسي
مما أدهشني من التعجب من تلك الأحوال، واستغرق فكري إلى أن دخل الليل
فأردت الخروج فلم أعرف الباب وتهت عنه فعدت إلى الجهة التي فيها الشموع
الموقدة وجلست على السرير وتغطيت بلحاف بعد أن قرأت شيئا من القرآن وأوردت
النوم فلم أستطع ولحقني القلق. فلما انتصف الليل سمعت تلاوة القرآن بصوت
حسن رقيق فالتفت إلى مخدع فرأيت بابه مفتوحا فدخلت الباب ونظرت المكان
فإذا هو معبد وفيه قناديل معلقة موقدة وفيه سجادة مفروشة جالس عليها شاب
حسن المنظر فتعجبت كيف هو سالم دون أهل المدينة فدخلت وسلمت عليه فرفع
بصره ورد علي السلام فقلت له أسألك بحق ما تتلوه من كتاب الله أن تجيبني
عن سؤالي. فتبسم وقال أخبرني عن سبب دخولك هذا المكان وأنا أخبرك بجواب ما
تسألينه عنه فأخبرته بخبري فتعجب من ذلك، ثم إنني سألته عن خبر هذه
المدينة فقال أمهليني ثم طبق المصحف وادخله كيس من الأطلس وأجلسني بجنبه
فنظرت إليه فإذا هو كالبدر حسن الأوصاف لين الأعطاف بهي المنظر رشيق القد
أسيل الخد زهي الجنات كأنه المقصود من هذه الأبيات: رصد النجم ليلـه
فـبـدا لـه
قد المليح يمـيس فـي بـرديه وأمـد زحـل ســواد ذوائب
والمسك هادي الخال في خديه وغدت من المربح حمرة خـده
والقوس يرمي النبل من جفنيه وعطارد أعطاه فـرط ذكـائه
وأبى السها نظر الوشـاة إلـيه فغدا المنجم حائرا مـمـا أرى
والأرض باس الأرض بين يديه

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
فنظرت
له نظرة أعقبتني ألف حسرة وأوقدت بقلبي كل جمرة فقلت له يا مولاي أخبرني
عما سألتك فقال سمعا وطاعة. أعلمي أن هذه المدينة مدينة والدي وجميع أهله
وقومه وهو الملك الذي رأيته على الكرسي ممسوخا حجرا وأما الملكة التي
رأيتها فهي أمي وقد كانوا مجوسا يعبدون النار دون الملك الجبار وكانوا
يقسمون بالنار والنور والظل والخرور والفلك الذي يدور وكان أبي ليس له ولد
فرزق بي في آخر عمره فرباني حتى نشأت وقد سبقت لي السعادة، وكان عندنا
عجوز طاعنة في السن مسلمة تؤمن بالله ورسوله في الباطن وتوافق أهلي في
الظاهر وكان أبي يعتقد فيها لما يرى عليها من الأمانة والعفة وكان يكرمها
ويزيد في إكرامها وكان يعتقد أنها على دينه. فلما كبرت سلمني أبي إليها
وقال: خذيه وربيه وعلميه أحوال ديننا وأحسني تربيته وقومي بخدمته فأخذتني
العجوز وعلمتني دين الإسلام من الطهارة والوضوء والصلاة وحفظتني القرآن
فلما أتمت ذلك قالت لي يا ولدي أكتم هذا الأمر عن أبيك ولا تعلمه به لئلا
يقتلك فكتمته عنه ولم أزل على هذا الحال مدة أيام قلائل وقد ماتت العجوز
وزاد أهل المدينة في كفرهم وعتوهم وضلالهم. فبينما هم على ما هم فيه إذ
سمعوا مناديا ينادي بأعلى صوته مثل الرعد القاصف سمعه القريب والبعيد يقول
يا أهل المدينة أرجعوا عن عبادة النار واعبدوا الملك الجبار فحصل عند أهل
المدينة فزع واجتمعوا عند أبي وهو ملك المدينة وقالوا له: ما هذا الصوت
المزعج الذي سمعناه فاندهشنا من شدة هوله فقال لهم لايهولنكم الصوت ولا
يردعنكم عن دينكم. فمالت قلوبهم إلى قول أبي ولم يزالوا مكبين على عبادة
النار واستمروا على طغيانهم مدة سنة حتى جاء ميعاد ما سمعوا الصوت الأول
فظهر لهم ثانيا فسمعوا ثلاث مرات على ثلاث سنين في كل سنة مرة فلم يزالوا
عاكفين على ما هم عليه حتى نزل عليهم المقت والسخط من السماء بعد طلوع
الفجر، فمسخوا حجارة سودا وكذلك دوابهم وأنعامهم ولم يسلم من أهل هذه
المدينة غيري، ومن يوم ما جرت هذه الحادثة وأنا على هذه الحالة في صلاة
وصيام وتلاوة قرآن وقد يئست من الوحدة وما عندي من يؤنسني. فعند ذلك قلت
له أيها الشاب هل لك أن تروح معي إلى مدينة بغداد وتنظر إلى العلماء وإلى
الفقهاء فتزداد علما وفقها وأكون أنا جاريتك مع إني سيدة قومي وحاكمة على
رجال وخدم وغلمان، وعندي مركب مشحون بالمتجر وقد رمتنا المقادير على هذه
المدينة حتى كان ذلك سببا في إطلاعنا على هذه الأمور وكان النصيب في
إجتماعنا ولم أزل أرغبه في التوجه حتى أجابني إليه. وأدرك شهرزاد الصباح
فسكتت عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
في الليلة الثامنة عشرة

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية ما زالت تحسن للشاب التوجه
معها حتى غلب عليها النوم فنامت تلك الليلة تحت رجليه وهي لا تصدق بما هي
فيه من الفرح، ثم قالت فلما أصبح الصباح قمنا ودخلنا إلى الخزائن وأخذنا
ما خف حمله وغلا ثمنه ونزلنا من القلعة إلى المدينة فقابلنا العبيد والريس
وهم يفتشون علي فلما رأوني فرحوا بي وسألوني عن سبب غيابي فأخبرتهم بما
رأيت وحكيت لهم قصة الشاب وسبب مسخ أهل هذه المدينة وما جرى لهم فتعجبوا
من ذلك.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

فلما
رأتني أختاي ومعي ذلك الشاب حسدتاني عليه وصارتا في غيظ وأضمرتا المكر لي.
ثم نزلنا المركب وأنا بغاية الفرح وأكثر فرحي بصحبة هذا الشاب وأقمنا
ننتظر الريح حتى طابت لنا الريح فنشرنا القلوع وسافرنا فقعدت أختاي عندنا
وصارت تتحدثان فقالتا لي يا أختاه ما تصنعين بهذا الشاب الحسن فقلت لهما
قصدي أن اتخذه بعلا، ثم التفت إليه وأقبلت عليه وقلت يا سيدي أنا أقصد أن
أقول لك شيئا فلا تخالفني فيه. فقال سمعا وطاعة. ثم التفت إلى أختاي وقلت
لهما يكفيني هذا الشاب وجميع هذه الأموال لكما فقالتا نعم ما فعلت ولكنهما
أضمرتا لي الشر ولم نزل سائرين مع اعتدال الريح حتى خرجنا من بحر الخوف
ودخلنا بحر الأمان وسافرنا أياما قلائل إلى أن قربنا من مدينة البصرة
ولاحت لنا أبنيتها، فأدركنا المساء فلما أخذنا النوم قامت أختاي وحملتاني
أنا والغلام ورمتانا في البحر، فأما الشاب فإنه كان لا يحسن العوم فغرق
وكتبه الله من الشهداء. وأما أنا فكنت من السالمين، فلما سقطت في البحر
رزقني الله بقطعة من خشب فركبتها وضربتني الأمواج إلى أن رمتني على ساحل
جزيرة فلم أزل أمشي في الجزيرة باقي ليلتي فلما أصبح الصباح رأيت طريقا
فيه أثر مشي على قدر ابن آدم وتلك الطريق متصلة من الجزيرة إلى البر وقد
طلعت الشمس فنشفت ثيابي فيها وسرت في الطريق ولم أزل سائرة إلى أن قربت من
البر الذي فيه المدينة وإذا بحية تقصدني وخلفها ثعبان يريد هلاكها وقد
تدلى لسانها من شدة التعب. فأخذتني الشفقة عليها فقعدت إلى حجر وألقيته
على رأس الثعبان فمات من وقته فنشرت الحية جناحين وصارت في الجو فتعجبت من
ذلك وقد تعبت فنمت في موضعي ساعة، فلما أفقت وجدت تحت رجلي جارية وهي تكبس
رجلي فجلست واستحيت منها وقلت لها من أنت وما شانك فقالت ما أسرع ما
نسيتني أنت التي فعلت معي الجميل وقتلت عدوي، فإني الحية التي خلصتيني من
الثعبان جني وهو عدوي وما نجاني منه إلا أنت. فلما نجيتني منه طرت في
الريح وذهبت إلى المركب التي رماك منها أختاك ونقلت جميع ما فيها إلى بيتك
وأحرقتها وأما أختاك فإني سحرتهما كلبتين من الكلاب السود، فإني عرفت جميع
ما جرى لك معهما، وأما الشاب فإنه غرق ثم حملني أنا والكلبتين والقتنا فوق
سطح داري فرأيت جميع ما كان في المركب من الأموال في وسط بيتي ولم يضع منه
شيء، ثم أن الحية قالت لي وحق النقش الذي على خاتم سليمان إذا لم تضربي كل
واحدة منها في كل يوم ثلاثمائة سوط لآتين أجعلك مثلهما فقلت سمعا وطاعة.
فلم أزل يا أمير المؤمنين أضربها ذلك الضرب وأشفق عليهما، فتعجب الخليفة
من ذلك ثم قال للصبية الثانية: وأنت ما سبب الضرب الذي على جسدك فقالت: يا
أمير المؤمنين إني كان لي والد مات وخلف مالا كثيرا، فأقمت بعده مدة يسيرة
وتزوجت برجل اسعد أهل زمانه فأقمت معه سنة كاملة ومات فورثت منه ثمانين
ألف دينار، فبينما أنا جالسة في يوم من الأيام إذ دخلت علي عجوز بوجه
مسقوط وحاجب ممغوط وعيونها مفجرة وأسنانها مكسرة ومخاطها سائل وعنقها مائل
كما قال فيها الشاعر: عجوز النحس إبليس يراها
تعلمه الخديعة من سكوت تقود من السياسة ألف بغل
إذا انفردوا بخيط العنكبوت

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
فلما
دخلت العجوز علمت علي وقالت أن عندي بنتا يتيمة والليلة عملت عرسها وأنا
قصدي لك الأجر والثواب فاحضري عرسها فأنها مكسورة الخاطر ليس لها إلا الله
تعالى ثم بكت وقبلت رجلي فأخذتني الرحمة والرأفة فقلت سمعا وطاعة فقالت
جهزي نفسك فإني وقت العشاء أجي وآخذك ثم قبلت يدي وذهبت فقمت وهيأت نفسي
وجهزت حالي وإذا بالعجوز قد أقبلت وقالت يا سيدتي أن سيدات البلد قد حضرن
وأخبرتهن بحضورك ففرحن وهن في انتظارك، فقمت وتهيأت وأخذت جواري معي وسرت
حتى أتينا إلى زقاق هب فيه النسيم وراق فرأينا بوابة مقنطرة قبة من الرخام
مشيدة البنيان وفي داخلها قصر قد قام من التراب وتعلق بالسحاب فلما وصلنا
إلى الباب طرقته العجوز ففتح لنا ودخلنا فوجدنا دهليزا مفروشا بالبسط
معلقا فيه قناديل موقدة وشموع مضيئة وفيه الجواهر والمعادن معلقة فمشينا
في الدهليز إلى أن دخلنا القاعة فلم يوجد لها نظير مفروشة بالفراش الحرير
معلقا فيها القناديل الموقدة والشموع المضيئة وفي صدر القاعة سرير من
المرمر مرصع بالدر والجوهر وعليه ناموسية من الأطلس وإذا بصبية خرجت من
الناموسية مثل القمر فقالت لي مرحبا وأهلا وسهلا يا أختي آنستيني وجبرت
خاطري وأنشدت تقول: لو تعلم الدار من زارها فرحـت
واستبشرت ثم باست موضع القدم وأعلنت بلسـان الـحـال قـائلة
أهلا وسهلا بأهل الجود والكرم ثم جلست وقالت يا أختي أن لي أخا وقد رآك في
الأفراح وهو شاب احسن مني وقد أحبك قلبه حبا شديدا وأعطى هذه العجوز دراهم
حتى أتتك وعملت الحيلة لأجل اجتماعه بك ويريد أخي أن يتزوجك بسنة الله
ورسوله وما في الحلال من عيب فلما سمعت كلامها ورأيت نفسي قد انحجزت في
الدار فقلت للصبية سمعا وطاعة ففرحت وصفقت بيدها وفتحت بابا، فخرج منه شاب
مثل القمر كما قال الشاعر: قد زاد حسنا تبارك الـلـه
جل الذي صاغـه وسـواه قد حاز كل الجمال منفـردا
كل الورى في جماله تهواه قد كتب الحسن فوق وجنتيه
أشهد أن لا مليح إلا هـو

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
فلما
نظرت إليه مال قلبي له ثم جاء وجلس وإذا بالقاضي قد دخل ومعه أربعة شهود
فسلموا وجلسوا، ثم أنهم كتبوا كتابي على ذلك الشاب وانصرفوا فالتفت الشاب
إلي وقال ليلتنا مباركة، ثم قال يا سيدتي أني شارط عليك شرطا فقلت يا سيدي
وما الشرط فقام وأحضر لي مصحفا وقال احلفي لي أنك لا تختاري أحدا غيري ولا
تميلي إليه فحلفت له على ذلك ففرح فرحا شديدا وعانقني فأخذت محبته بمجامح
قلبي وقدموا لنا السماط فأكلنا وشربنا حتى اكتفينا فدخل علينا الليل.
فأخذني ونام معي على الفراش وبتنا في عناق إلى الصباح، ولم نزل على هذه
الحالة مدة شهر، ونحن في هناء وسرور وبعد الشهر استأذنته في أن أسير إلى
السوق وأشتري بعض قماش فأذن لي في الرواح، فلبست ثيابي وأخذت العجوز معي
ونزلت في السوق فجلست على دكان تاجر تعرفه العجوز وقالت لي هذا ولد صغير
مات أبوه وخلف مالا كثيرا ثم قالت له هات أعز ما عندك من القماش لهذه
الصبية. فقال لها سمعا وطاعة فصارت العجوز تثني عليه فقلت ما لنا حاجة
بثنائك عليه لأن مرادنا أن نأخذ حاجتنا منه ونعود إلى منزلنا فأخرج لنا ما
طلبناه وأعطيناه الدراهم فأبى أن يأخذ شيئا وقال هذه ضيافتكما اليوم عندي
فقلت للعجوز إن لم يأخذ الدراهم أعطه قماشه. فقال: والله لا آخذ شيئا
والجميع هدية من عندي في قبلة واحدة فإنها عندي أحسن من ما في دكاني.
فقالت العجوز ما الذي يفيدك من القبلة ثم قالت يا بنتي قد سمعت ما قال هذا
الشاب وما يصيبك شيء اخذ منك قبلة وتأخذين ما تطلبينه فقلت لها أما تعرفين
أني حالفة فقالت دعيه يقبلك وأنت ساكتة ولا عليك شيء وتأخذين هذه الدراهم
ولازالت تحسن لي الأمر حتى أدخلت رأسي في الجراب ورضيت بذلك ثم إني غطيت
عيني وداريت بطرف إزاري من الناس وحط فمه تحت إزاري على خدي فما أن قبلني
حتى عضني عضة قوية، حتى قطع اللحم من خدي فغشي علي ثم آخذتني العجوز في
حضنها. فلما أفقت وجدت الدكان مقفولة والعجوز تظهر لي الحزن، وتقول ما دفع
الله كان أعظم ثم قالت لي قومي بنا إلى البيت وأعملي نفسك ضعيفة وأنا أجيء
إليك بدواء تداوين به هذه العضة فتبرئين سريعا فبعد ساعة قمت من مكاني
وأنا في غاية الفكر واشتداد الخوف، فمشيت حتى وصلت إلى البيت وأظهرت حالة
المرض وإذا بزوجي داخل وقال ما الذي أصابك يا سيدتي في هذا الخروج فقلت له
ما انا طيبة فنظر إلي وقال لي ما هذا الجرح الذي بخدك وهو في المكان
الناعم. فقلت لما استأذنتك وخرجت في هذا النهار لأشتري القماش زاحمني جمل
حامل حطبا فشرط نقابي وجرح خدي كما ترى فإن الطريق ضيق في هذه المدينة
فقال غدا أروح للحاكم وأشكوا له فيشنق كل حطاب في المدينة فقلت بالله عليك
لا تتحمل خطيئة أحد فإني ركبت حمارا نفر بي فوقعت على الأرض فصادفني عود
فخدش خدي وجرحني، فقال غدا أطلع لجعفر البرمكي وأحكي له الحكاية فيقتل كل
حمار في هذه المدينة فقلت هل أنت تقتل الناس كلهم بسببي وهذا الذي جرى لي
بقضاء الله وقدره. فقال لابد من ذلك وشدد علي ونهض قائما وصاح صيحة عظيمة
فانفتح الباب وطلع منه سبعة عبيد سود فسحبوني من فراشي ورموني في وسط
الدار ثم أمر عبدا منهم أن يمسكني من أكتافي، ويجلس على رأسي وأمر الثاني
أن يجلس على ركبتي ويمسك رجلي وجاء الثالث وفي يده سيف فقال يا سيدي
أضربها بالسيف فأقسمها نصفين وكل واحد يأخذ قطعة يرميها في بحر الدجلة
فيأكلها السمك وهذا جزاء من يخون الإيمان المودة وأنشد هذا الشعر: إذا كان
لي فيمن أحب مـشـارك
منعت الهوى روحي ليتلفني وجدي وقلت لها يا نفس موتـي كـريهة
فلا خير في حب يكون مع الضد ثم قال للعبد اضربها يا سعد فجرد السيف وقال
اذكري الشهادة وتذكري ما كان لك من الحوائج واوصي ثم رفعت رأسي ونظرت إلى
حالي وكيف صرت في الذل بعد العجز فجرت عبرتي وبكيت أنشدت هذه الأبيات:
أقمتم فؤادي في الهوى وقعدتـم
واسهرتم جفني القريح ونمـتـم ومنزلكم بين الفؤاد ونـاظـري
فلا القلب يسلوكم ولا الدمع يكتم وعاهدتموني أن تقيموا على الوفا
فلما تملكتم فـؤادي غـدرتـم ولم ترحموا وجدي بكم وتلهفـي
أأنتم صروف الحادثات أمنـتـم

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
سألتكم بالله أن مت فاكتبـوا
على لوح قبري أن هذا متيم لعل شجيا عارفا لوعة الهوى
يمر على قبر المحب فيرحم فلما فرغت من شعري بكيت فلما سمع الشعر ونظر إلى
بكائي أزداد غيظا على غيظه وأنشد هذين البيتين: تركت حبيب القلب لاعن
ملانة
ولكن جنى ذنبا يؤدي إلى الترك إذا ارى شريكا في المحبة بيننـا
وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك فلما فرغ من شعره بكيت واستعطفته، وإذا
بالعجوز قد دخلت ورمت نفسها على أقدام الشاب وقبلتها وقالت يا ولدي بحق
تربيتي لك تعفوا عن هذه الصبية فإنها ما فعلت ذنبا يوجب ذلك وأنت شاب صغير
فأخاف عليك من دعائها ثم بكت العجوز، ولم تزل تلح عليه حتى قال عفوت عنها،
ولكن لابد لي أن أعمل فيها أثرا يظهر عليها بقية عمرها، ثم أمر العبيد
فجذبوني من ثيابي وأحضر قضيبا من سفرجل ونزل به على جسدي بالضرب، ولم يزل
يضربني ذلك الشاب على ظهري وجنبي حتى غبت عن الدنيا من شدة الضرب وقد يئست
من حياتي ثم أمر العبيد أنه إذا دخل الليل يحملونني ويأخذون العجوز معهم
ويرمونني في بيتي الذي كنت فيه سابقا. ففعلوا ما أمرهم به سيدهم ورموني في
بيتي، فتعاهدت نفسي وتداويت فلما شفيت بقيت أضلاعي كأنها مضروبة بالمقارع،
كما ترى فاستمريت في مداواة نفسي أربعة أشهر حتى شفيت، ثم جئت إلى الدار
التي جرت لي فيها ذلك الأمر فوجدتها خربة ووجدت الزقاق مهد وما من أوله
إلى آخره ووجدت في موقع الدار كيما ولم أعلم سبب ذلك فجئت إلى أختي هذه
التي من أبي فوجدت عندها هاتين الكلبتين فسلمت عليها وأخبرتها بخبري
وبجميع ما جرى لي. فقالت من ذا الذي من نكبات الزمان، سلم الحمد لله الذي
جعل الأمر بسلامة ثم أخبرتني بخبرها وبجميع ما جرى لها من أختيها وقعدت
أنا وهي لا نذكر خبر الزواج على ألسنتنا ثم صاحبتنا هذه الصبية الدلالة في
كل يوم تخرج فتشتري لنا ما نحتاج إليه من المصالح على جري علاتها، فوقع
لنا ما وقع من مجيء الجمال والصعاليك ومن مجيئكم في صفة تجار فلما صرنا في
هذا اليوم ولم نشعر إلا نحن بين يديك وهذه حكايتنا، فتعجب الخليفة من هذه
الحكاية وجعلها تاريخها مثبتا في خزانته وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن
الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

وفي الليلة التاسعة عشرة

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة أمر أن تكتب هذه القصة في
الدواوين ويجعلوها في خزانة الملك ثم أنه قال للصبية الأولى هل عندك خبر
بالعفريتة التي سحرت أختيك، قالت يا أمير المؤمنين إنها أعطتني سيئا من
شعرها، وقالت إن أردت حضوري فاحرقي من هذا الشعر شيئا فأحضر إليك عاجلا
ولو كنت خلف جبل قاف. فقال الخليفة أحضري لي الشعر فأحضرته الصبية فأخذه
الخليفة، وأحرق منه شيئا فلما فاحت منه رائحة إهتز القصر وسمعوا دويا
وصلصلة وإذا بالجنية حضرت وكانت مسلمة فقالت السلام عليكم يا خليفة الله
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقالت أعلم أن هذه الصبية صنعت
معي جميلا ولا أقدر أن أكافئها عليه فهي أنقذتني من الموت وقتلت عدوي
ورأيت ما فعله معها أختاها فما رأيت إلا أني أنتقم منهما فسحرتهما كلبتين
بعد أن أردت قتلهما فخشيت أن يصعب عليها، وإن أردت خلاصهما، يا أمير
المؤمنين أخلصهما كرامة لك ولها فإني من المسلمين. فقال لها خلصيهما وبعد
ذلك نشرع في أمر الصبية المضروبة، وتفحص عن حالها فإذا ظهر لي صدقها أخذت
ثأرها ممن ظلمها فقالت العفريتة يا أمير المؤمنين أنا أدلك على ما فعل
بهذه الصبية هذا الفعل وظلمها وأخذ مالها وهو أقرب الناس إليك، ثم إن
العفريتة أخذت طاسة من الماء وعزمت عليها، ورشت وجه الكلبتين، وقالت لهما
عودا إلى صورتكما الأولى البشرية فعادتا صبيتين سبحان خالقهما، ثم قالت يا
أمير المؤمنين أن الذي ضرب الصبية، ولدك الأمين فإنه كان يسمع بحسنها
وجمالها، وحكت له العفريتة جميع ما جرى للصبية فتعجب وقال الحمد لله خلاص
هاتين الكلبتين على يدي.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

ثم
أن الخليفة أحضر ولده الأمين بين يديه وسأله عن قصة الصبية الأولى فأخبره
على وجه الحق فأحضره الخليفة القضاة والشهود والصعاليك الثلاثة، وأحضر
الصبية الأولى وأختيها اللتين كانتا مسحورتين في صورة كلبتين، وزوج
الثلاثة للثلاثة الصعاليك الذين أخبروه أنهم كانوا ملوكا وعملهم حجابا
عنده وأعطاهم ما يحتاجون إليه وأنزلهم في قصر بغداد ورد الصبية المضروبة
لولده الأمين وأعطاها مالا كثيرا وأمر أن تبنى الدار أحسن ما كانت ثم أن
الخليفة تزوج بالدلالة ورقد في تلك الليلة معها. فلما أصبح أفرد لها بيتا
وجواري يخدمنها ورتب لها راتبا، وشيد لها قصرا ثم قال لجعفر ليلة من
الليالي أني أريد أن ننزل في هذه الليلة إلى المدينة ونسأل عن أحوال
الحكام والمتولين وكل من شكا منه أحد عزلناه فقال جعفر ومسرور نعم، وساروا
في المدينة ومشوا في الأسواق مروا بزقاق، فرأوا شيخا كبيرا على رأسه شبكة
وقفة وفي يده عصا وهو ماش على مهله. ثم إن الخليفة تقدم إليه وقال له يا
شيخ ما حرفتك قال يا سيدي صياد وعندي عائلة وخرجت من بيتي من نصف النهار
إلى هذا الوقت ولم يقسم الله لي شيئا أقوت به عيالي وقد كرهت نفسي وتمنيت
الموت. فقال له الخليفة هل لك أن ترجع معنا إلى البحر وتقف على شاطئ
الدجلة وترمي شبكتك على بختي وكل ما طلع اشتريته منك بمائة دينار. ففرح
الرجل لما سمع هذا الكلام وقال على رأسي أرجع معكم. ثم أن الصياد ورجع إلى
البحر ورمى شبكته وصبر عليها، ثم أنه جذب الخيط وجر الشبكة إليه فطلع في
الشبكة صندوق مقفول ثقيل الوزن فلما نظر الخليفة وجده ثقيلا فأعطى الصياد
مائة دينار وانصرف وحمل الصندوق مسرور هو وجعفر وطلعا به مع الخليفة إلى
القصر وأوقد الشموع والصندوق بين يدي الخليفة فتقدم جعفر ومسرور وكسروا
الصندوق فوجدوا فيه قفة خوص محيطة بصوت أحمر فقطعوا الخياطة فرأوا فيها
قطعة بساط فرفعوها فوجدوا تحتها أزار فرفعوا الأزار فوجدوا تحتها صبية
كأنها سبيكة مقتولة ومقطوعة. فلما نظرها الخليفة جرت دموعه على خده والتفت
إلى جعفر وقال: يا كلب الوزراء أتقتل القتلى في زمني ويرمون في البحر
ويصيرون متعلقين بذمتي والله لابد أن أقتص لهذه الصبية ممن قتلها وأقتله
وقال لجعفر وحق اتصال نسبي بالخلفاء من بني العباس إن لم تأتيني بالذي قتل
هذه لأنصفها منه لأصلبنك على باب قصري أنت وأربعين من بني عمك، واغتاظ
الخليفة. فقال جعفر أمهلني ثلاثة أيام قال أمهلتك. ثم خرج جعفر من بين
يديه ومشى في المدينة وهو حزين وقال في نفسه من أعرف من قتل هذه الصبية
حتى أحضره للخليفة وإن أحضرت له غيره يصير معلقا بذمتي ولا أدري ما أصنع.
ثم إن جعفر جلس في بيته ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع أرسل له الخليفة
يطلبه فلما تمثل بين يديه قال له أين قاتل الصبية قال جعفر يا أمير
المؤمنين أنا أعلم الغيب حتى أعرف قاتلها، فاغتاظ الخليفة وأمر بصلبه على
باب قصره وأمر مناديا ينادي في شوارع بغداد من أراد الفرجة على صلب جعفر
البرمكي وزير الخليفة وصلب أولاد عمه على باب قصر الخليفة ليخرج ليتفرج.
فخرج الناس من جميع الحارات ليتفرجوا على صلب جعفر وصلب أولاد عمه ولم
يعلموا سبب ذلك ثم أمر بنصب الخشب فنصبوه وأوقفهم تحته لأجل الصلب وصاروا
ينتظرون الإذن من الخليفة وصار الخلق يتباكون على جعفر وعلى أولاد عمه.
فبينما هم كذلك وإذا بشاب حسن نقي الأثواب يمشي بين الناس مسرعا إلى أن
وقف بين يدي الوزير وقال له: سلامتك من هذه الوقفة يا سيد الأمراء وكهف
الفقراء، أنا الذي قتلت القتيلة التي وجدتموها في الصندوق، فاقتلني فيها
واقتص مني. فلما سمع جعفر كلام الشاب وما أبداه من الخطاب فرح بخلاص نفسه
وحزن على الشاب. فبينما هم في الكلام وإذا بشيخ كبير يفسح الناس ويمشي
بينهم بسرعة إلى أن وصل إلى جعفر والشاب فسلم عليهما ثم قال أيها الوزير
لا تصدق كلام هذا الشاب فإنه ما قتل هذه الصبية إلا أنا فاقتص لها مني.
فقال الشاب أيها الوزير، إن هذا الشيخ كبير خرفان لا يدري ما يقول وأنا
الذي قتلتها فاقتص مني. فقال الشيخ، يا ولدي أنت صغير تشتهي الدنيا وأنا
كبير شبعت من الدنيا وأنا أفديك وأفدي الوزير وبني عمه وما قتل الصبية إلا
أنا، فبالله عليك أن تعجل بالإقتصاص مني، فلما نظر إلى ذلك الأمر تعجب منه
وأخذ الشاب والشيخ وطلع

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
بهما
عند الخليفة وقال يا أمير المؤمنين قد حضر قاتل الصبية فقال الخليفة أين
هو، فقال إن هذا الشاب يقول أنا القاتل وهذا الشيخ يكذبه ويقول لا بل أنا
القاتل. فنظر الخليفة إلى الشيخ والشاب وقال من منكما قتل هذه الصبية فقال
الشاب ما قتلتها إلا أنا وقال الشيخ ما قتلها إلا أنا. فقال الخليفة لجعفر
خذ الإثنين واصلبهما فقال جعفر إذا كان القاتل واحد فقتل الثاني ظلم، فقال
الشاب: وحق من رفع السماء وبسط الأرض أني أنا الذي قتلت الصبية وهذه أمارة
قتلها، ووصف ما وجده الخليفة فتحقق عند الخليفة أن الشاب هو الذي قتل
الصبية فتعجب الخليفة وقال: وما سبب إقرارك بالقتل من غير ضرب وقولك
اقتصوا لها مني. فقال الشاب: أعلم يا أمير المؤمنين أن هذه الصبية زوجتي
وبنت عمي وهذا الشيخ أبوها وهو عمي وتزوجت بها وهي بكر فرزقني الله منها
ثلاثة أولاد ذكور وكانت تحبني وتخدمني ولم أر عليها شيئا، فلما كان أول
هذا الشهر مرضت مرضا شديدا فأحضرت لها الأطباء حتى حصلت لها العافية فأردت
أن أدخلها الحمام فقالت إني أريد شيئا قبل دخول الحمام لأني أشتهيه فقلت
لها وما هو فقالت: إني أشتهي تفاحة أشمها وأعض منها عضة. فطلعت من ساعتي
إلى المدينة وفتشت على التفاح ولو كانت الواحدة بدينار فلم أجده فبت تلك
الليلة وأنا متفكر فلما أصبح الصباح خرجت من بيتي ودرت على البساتين واحد
واحد فلم أجده فيها فصادفني خولي كبير فسألته عن التفاح فقال: يا ولدي هذا
شيء قل أن يوجد لأنه معدوم ولا يوجد إلا في بستان أمير المؤمنين الذي في
البصرة وهو عند خولي يدخره للخليفة فجئت إلى زوجتي وقد حملتني محبتي إياها
على أن هيأت نفسي وسافرت يوما ليلا ونهارا في الذهاب والإياب وجئت لها
بثلاث تفاحات إشتريتها من خولي البصرة بثلاثة دنانير، ثم إني دخلت
وناولتها إياها فلم تفرح بها بل تركتها في جانبها وكان مرض الحمى قد اشتد
بها، ولم تزل في ضعفها إلى أن مضى لها عشرة أيام وبعد ذلك عوفيت فخرجت من
البيت وذهبت إلى دكاني وجلست في بيعي وشرائي. فبينما أنا جالس في وسط
النهار وإذا بعبد أسود مر علي وفي يده تفاحة يلعب بها فقلت له: من أين هذه
التفاحة حتى آخذ مثلها فضحك وقال أخذتها من حبيبتي وأنا كنت غائبا وجئت
فوجدتها ضعيفة وعندها ثلاث تفاحات فقالت إن زوجي الديوث سافر من شأنها إلى
البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير فأخذت منها هذه التفاحة، فلما سمعت كلام
العبد يا أمير المؤمنين اسودت الدنيا في وجهي وقفلت دكاني وجئت إلى البيت
وأنا فاقد العقل من شدة الغيظ فلم أجد التفاحة الثالثة فقلت لها: أين
التفاحة الثالثة فقالت لا أدري ولا أعرف أين ذهبت. فتحققت قول العبد وقمت
وأخذت سكينا وركبت على صدرها ونحرتها بالسكين وقطعت رأسها وأعضائها
ووضعتها في القفة بسرعة وغطيتها بالإزار ووضعت عليها شقة بساط وأنزلتها في
الصندوق وقفلته وحملتها على بغلتي ورميتها في الدجلة بيدي. فبالله عليك يا
أمير المؤمنين أن تعجل بقتلي قصاصا لها فإني خائف من مطالبتها يوم القيامة
فإني لما رميتها في بحر الدجلة ولم يعلم بها أحد رجعت إلى البيت فوجدت
ولدي الكبير يبكي ولم يكن له علم بما فعلت في أمه. فقلت له ما يبكيك فقال
إني أخذت تفاحة من التفاح الذي عند أمي ونزلت بها إلى الزقاق ألعب مع
إخوتي وإذا بعبد طويل خطفها مني وقال لي من أين جاءتك هذه فقلت له هذه
سافر أبي وجاء بها من البصرة من أجل أمي وهي ضعيفة واشترى ثلاث تفاحات
بثلاثة دنانير فأخذها مني وضربني وراح بها فخفت من أمي أن تضربني من شأن
التفاحة. فلما سمعت كلام الولد علمت أن العبد هو الذي افترى الكلام الكذب
على بنت عمي وتحققت أنها قتلت ظلما ثم إني بكيت بكاء شديدا وإذا بهذا
الشيخ وهو عمي والدها قد أقبل فأخبرته بما كان فجلس بجانبي وبكى ولم نزل
نبكي إلى نصف الليل وأقمنا العزاء خمسة أيام ولم نزل إلى هذا اليوم ونحن
نتأسف على قتلها، فبحرمة أجدادك أن تعجل بقتلي وتقتص مني. فلما سمع
الخليفة كلام الشاب تعجب وقال والله لا أقتل إلا العبد الخبيث أدرك شهرزاد
الصباح فسكتت عن الكلام المباح.هما عند الخليفة وقال يا أمير المؤمنين قد
حضر قاتل الصبية فقال الخليفة أين هو، فقال إن هذا الشاب يقول أنا القاتل
وهذا الشيخ يكذبه ويقول لا بل أنا القاتل. فنظر الخليفة إلى الشيخ والشاب
وقال من منكما قتل هذه الصبية فقال الشاب ما قتلتها إلا أنا وقال الشيخ ما
قتلها إلا أنا. فقال الخليفة لجعفر خذ الإثنين واصلبهما فقال جعفر إذا كان
القاتل واحد فقتل الثاني ظلم، فقال الشاب: وحق من رفع السماء وبسط الأرض
أني أنا الذي قتلت الصبية وهذه أمارة قتلها، ووصف ما وجده الخليفة فتحقق
عند الخليفة أن الشاب هو الذي قتل الصبية فتعجب الخليفة وقال: وما سبب
إقرارك بالقتل من غير ضرب وقولك اقتصوا لها مني. فقال الشاب: أعلم يا أمير
المؤمنين أن هذه الصبية زوجتي وبنت عمي وهذا الشيخ أبوها وهو عمي وتزوجت
بها وهي بكر فرزقني الله منها ثلاثة أولاد ذكور وكانت تحبني وتخدمني ولم
أر عليها شيئا، فلما كان أول هذا الشهر مرضت مرضا شديدا فأحضرت لها
الأطباء حتى حصلت لها العافية فأردت أن أدخلها الحمام فقالت إني أريد شيئا
قبل دخول الحمام لأني أشتهيه فقلت لها وما هو فقالت: إني أشتهي تفاحة
أشمها وأعض منها عضة. فطلعت من ساعتي إلى المدينة وفتشت على التفاح ولو
كانت الواحدة بدينار فلم أجده فبت تلك الليلة وأنا متفكر فلما أصبح الصباح
خرجت من بيتي ودرت على البساتين واحد واحد فلم أجده فيها فصادفني خولي
كبير فسألته عن التفاح فقال: يا ولدي هذا شيء قل أن يوجد لأنه معدوم ولا
يوجد إلا في بستان أمير المؤمنين الذي في البصرة وهو عند خولي يدخره
للخليفة فجئت إلى زوجتي وقد حملتني محبتي إياها على أن هيأت نفسي وسافرت
يوما ليلا ونهارا في الذهاب والإياب وجئت لها بثلاث تفاحات إشتريتها من
خولي البصرة بثلاثة دنانير، ثم إني دخلت وناولتها إياها فلم تفرح بها بل
تركتها في جانبها وكان مرض الحمى قد اشتد بها، ولم تزل في ضعفها إلى أن
مضى لها عشرة أيام وبعد ذلك عوفيت فخرجت من البيت وذهبت إلى دكاني وجلست
في بيعي وشرائي. فبينما أنا جالس في وسط النهار وإذا بعبد أسود مر علي وفي
يده تفاحة يلعب بها فقلت له: من أين هذه التفاحة حتى آخذ مثلها فضحك وقال
أخذتها من حبيبتي وأنا كنت غائبا وجئت فوجدتها ضعيفة وعندها ثلاث تفاحات
فقالت إن زوجي الديوث سافر من شأنها إلى البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير
فأخذت منها هذه التفاحة، فلما سمعت كلام العبد يا أمير المؤمنين اسودت
الدنيا في وجهي وقفلت دكاني وجئت إلى البيت وأنا فاقد العقل من شدة الغيظ
فلم أجد التفاحة الثالثة فقلت لها: أين التفاحة الثالثة فقالت لا أدري ولا
أعرف أين ذهبت. فتحققت قول العبد وقمت وأخذت سكينا وركبت على صدرها
ونحرتها بالسكين وقطعت رأسها وأعضائها ووضعتها في القفة بسرعة وغطيتها
بالإزار ووضعت عليها شقة بساط وأنزلتها في الصندوق وقفلته وحملتها على
بغلتي ورميتها في الدجلة بيدي. فبالله عليك يا أمير المؤمنين أن تعجل
بقتلي قصاصا لها فإني خائف من مطالبتها يوم القيامة فإني لما رميتها في
بحر الدجلة ولم يعلم بها أحد رجعت إلى البيت فوجدت ولدي الكبير يبكي ولم
يكن له علم بما فعلت في أمه. فقلت له ما يبكيك فقال إني أخذت تفاحة من
التفاح الذي عند أمي ونزلت بها إلى الزقاق ألعب مع إخوتي وإذا بعبد طويل
خطفها مني وقال لي من أين جاءتك هذه فقلت له هذه سافر أبي وجاء بها من
البصرة من أجل أمي وهي ضعيفة واشترى ثلاث تفاحات بثلاثة دنانير فأخذها مني
وضربني وراح بها فخفت من أمي أن تضربني من شأن التفاحة. فلما سمعت كلام
الولد علمت أن العبد هو الذي افترى الكلام الكذب على بنت عمي وتحققت أنها
قتلت ظلما ثم إني بكيت بكاء شديدا وإذا بهذا الشيخ وهو عمي والدها قد أقبل
فأخبرته بما كان فجلس بجانبي وبكى ولم نزل نبكي إلى نصف الليل وأقمنا
العزاء خمسة أيام ولم نزل إلى هذا اليوم ونحن نتأسف على قتلها، فبحرمة
أجدادك أن تعجل بقتلي وتقتص مني. فلما سمع الخليفة كلام الشاب تعجب وقال
والله لا أقتل إلا العبد الخبيث أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام
المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
في الليلة العشرون

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة اقسم أنه لا يقتل إلا
العبد لأن الشاب معذور، ثم أن الخليفة التفت إلى جعفر وقال له أحضر لي هذا
العبد الخبيث الذي كان سببا في هذه القضية وإن لم تحضره فأنت تقتل عوضا
عنه، فنزل يبكي ويقول: من أين أحضره ولا كل مرة تسلم الجرة وليس لي في هذا
الأمر حيلة والذي سلمني في الأول يسلمني في الثاني، والله ما بقيت أخرج من
بيتي ثلاثة أيام والحق سبحانه يفعل ما يشاء. ثم أقام في بيته ثلاثة أيام
وفي اليوم الرابع أحضر القاضي وأوصى وودع أولاده وبكى وإذا برسول الخليفة
أتى إليه وقال له أن أمير المؤمنين في أشد ما يكون من الغضب وأرسلني إليك
وحلف أنه لا يمر هذا النهار إلا وأنت مقتول إن لم تحضر العبد. فلما سمع
جعفر هذا الكلام بكى هو وأولاده فلما فرغ من التوديع تقدم إلى بنته
الصغيرة ليودعها وكان يحبها أكثر من أولاده جميعا فضمها إلى صدره وبكى على
فراقها فوجد في جيبها شيء مكببا فقال لها ما الذي في جيبك فقالت له يا أبت
تفاحة جاء بها عبدنا ريحان ولها معي أربعة أيام وما أعطاها لي حتى أخذ مني
دينارين. فلما سمع جعفر بذكر العبد والتفاحة فرح وقال يا قريب الفرج، ثم
إنه أمر بإحضار العبد فحضر فقال له من أين هذه التفاحة فقال يا سيدي من
مدة خمسة أيام كنت ماشيا فدخلت في بعض أزقة المدينة فنظرت صغار يلعبون ومع
واحد منهم هذه التفاحة فخطفتها منه وضربته فبكى وقال هذه لأمي وهي مريضة
واشتهت على أبي تفاحا فسافر إلى البصرة وجاء لها بثلاث تفاحات بثلاث
دنانير فأخذت هذه ألعب بها ثم بكى فلم ألتفت إليه وأخذتها وجئت بها إلى
هنا فأخذتها سيدتي الصغيرة بدينارين، فلما سمع جعفر هذه القصة تعجب لكون
الفتنة وقتل الصبية من عبده وأمر بسجن العبد وفرح بخلاص نفسه ثم أنشد هذين
البيتين: ومن كانت دريته بعـبـد
فما للنفس تجعله فداهـا فإنك واجد خدما كـثـيرا
ونفسك لم تجد نفسا سواها ثم أنه قبض على العبد وطلع به إلى الخليفة فأمر
أن تؤرخ هذه الحكاية وتجعل سيرا بين الناس فقال له جعفر لاتعجب يا أمير
المؤمنين من هذه القصة فما هي بأعجب من حديث نور الدين مع شمس الدين أخيه
فقال الخليفة وأي حكاية أعجب من هذه الحكاية فقال جعفر: يا أمير المؤمنين
لا أحدثك إلا بشرط أن تعتق عبدي من القتل. فقال قد وهبت لك دمه.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه


فقال جعفر: أعلم يا أمير المؤمنين أنه كان في مصر سلطان
صاحب عدل وإحسان له وزير عاقل خبير له علم بالأمور والتدبير وكان شيخا
كبيرا وله ولدان كأنهما قمران وكان الكبير شمس الدين وأدهم الصغير نور
الدين وكان الصغير أمير من الكبير في الحسن والجمال وليس في زمانه أحسن
منه حتى أنه شاع ذكره في البلاد فكان بعض أهلها يسافر من بلاده إلى بلده
لأجل رؤية جماله، فأتفق أن والدهما مات فحزن عليه السلطان وأقبل على
الوالدين وفر بهما وخلع عليهما وقال لهما أنتما في مرتبة أبيكما ففرح
وقبلا الأرض بين يديه وعملا العزاء لأبيهما شهرا كاملا ودخلا في الوزارة
وكل منهما يتولاها جمعة وإذا أراد السلطان السفر يسافر مع واحد منهما،
فاتفق في ليلة من الليالي أن السلطان كان عازما على السفر في الصباح وكانت
النوبة للكبير. فبينما الأخوان يتحدثان في تلك الليلة: إذ قال الكبير يا
أخي قصدي أن أتزوج أنا وأنت في ليلة واحدة فقال الصغير إفعل يا أخي ما
تريد فإني موافقك على ما تقول واتفقا على ذلك. ثم أن الكبير قال لأخيه إن
قدر الله وخطبنا بنتين ودخلنا في ليلة واحدة ووضعنا في يوم واحد وأراد
الله وجاءت زوجتك بغلام وجاءت زوجتي ببنت نزوجهما لبعضهما لأنهما أولاد عم
فقال نور الدين يا أخي ما تأخذ من ولدي في مهر بنتك قال آخذ من ولدك في
مهر بنتي ثلاثة آلاف دينار وثلاثة بساتين وثلاث ضياع فإن عقد الشاب عقده
بغير هذا لا يصح. فلما سمع نور الدين هذا الكلام قال ما هذا المهر الذي
اشترطه على ولدي أما تعلم أننا إخوان ونحن الإثنان وزيران في مقام واحد
وكان الواجب عليك أن تقدم ابنتك لولدي هدية من غير مهر، فانك تعلم أن
الذكر أفضل من الأنثى وولدي ذكر ويذكر به وخلاف ابنتك فقال ومالها قال لا
ذكر بها بين الأمراء ولكن أنت تريد أن تفعل معي على رأي الذي قال أن أردت
أن تطرده فأجمل الثمن غاليا، وقيل أن بعض الناس قدم على بعض أصحابه فقصده
في حاجة فغلى عليه الثمن. فقال له شمس الدين أراك قد قصرت لأنك تعمل إبنك
أفضل من بنتي ولا شك أنك ناقص عقل وليس لك أخلاق حيث تذكر شركة الوزارة
وأنا ما أدخلتك معي في الوزارة إلا شفقة عليك ولأجل أن تساعدني وتكون لي
معينا ولكن قل ما شئت وحيث صدر منك هذا القول والله لا أزوج بنتي لولدك
ولو وزنت ثقلها ذهبا، فلما سمع نور الدين كلام أخيه اغتاظ وقال وأنا لا
أزوج إبني إبنتك فقال شمس الدين أنا لا أرضاه لها بعلا ولو أنني أريد
السفر لكنت عملت معك العبر ولكن لما أرجع من السفر يعمل الله ما يريد.
فلما سمع نور الدين من أخيه ذلك الكلام امتلأ غيظا وغاب عن الدنيا وكتم ما
به وبات كل واحد في ناحية. فلما أصبح الصباح برر السلطان للسفر وعدي إلى
الجزيرة وقصد الأهرام وصحبه الوزير شمس الدين، وأما أخوه نور الدين فبات
في تلك الليلة في أشد ما يكون من الغيظ فلما أصبح الصباح قام وصلى الصبح
وعمد إلى خزانته وأخذ منها خرجا صغيرا وملأه ذهبا وتذكر قول أخيه واحتقاره
إياه وافتخاره فأنشد هذه الأبيات: سافر تجد عوضا عمن تـفـارقـه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصب ما في المقام لـذي لـب وذي أدب
معزة فاترك الأمطان واغـتـرب إني رأيت وقوف المـاء يفـسـده
فإن جرى طاب أو لم يجر لم يطب والبدر أفول منـه مـا نـظـرت
إليه في كل حين عين مـرتـقـب والأسد لولا فراق الغاب ما قنصت
والسهم لولا فراق القوس لم يصب والتبر كالتراب ملقى في أماكـنـه
والعود في أرضه نوع من الحطب فإن تغرب هذا عـز مـطـلـبـه
وإن أقام فلا يعلـوا إلـى رتـب

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

فلما
فرغ من شعره أمر بعض غلمانه أن يشد له بغلة زرزورية غالية سريعة المشي
فشدها ووضع عليها سرجا مذهبا بركابات هندية وعباآت من القطيفة الأصفهانية
فسارت كأنها عروس مجلية وأمر أن يجعل عليها بساط حرير وسجادة وأن يوضع
الخرج من تحت السجادة ثم قال للغلام والعبيد: قصدي أن أتفرج خارج المدينة
وأروح نواحي القلبونية وأبيت ثلاث ليال فلا يتبعني منكم أحد فإن عندي ضيق
صدر. ثم أسرع وركب البغلة وأخذ معه شيئا قليلا من الزاد وخرج من مصر
واستقبل البر فما جاء عليه الظهر حتى دخل مدينة فليبس فنزل عن بغلته
واستراح وأراح البغلة وأكل شيئا وأخذ من فليبس ما يحتاج إليه وما يعلق به
على بغلته ثم استقبل البر فما جاء عليه الظهر بعد يومين حتى دخل مدينة
القدس فنزل عن بغلته واستراح وأراح بغلته وأخرج شيئا أكله ثم وضع الخرج
تحت رأسه وفرش البساط ونام في مكان والغيظ غالب عليه، ثم أنه بات في ذلك
المكان. فلما أصبح الصباح ركب وصار يسوق البغلة إلى أن وصل إلى مدينة حلب
فنزل في بعض الخانات وأقام ثلاثة أيام حتى استراح وأراح البغلة وشم الهواء
ثم عزم على السفر وركب بغلته وخرج مسافرا ولا يدري أين يذهب ولم يزل سائرا
إلى أن وصل إلى مدينة البصرة ليلا ولم يشعر بذلك حتى نزل في الخان وأنزل
الخرج عن البغلة وفرش السجادة وأودع البغلة بعدتها عند البواب وأمره أن
يسيرها فأخذها وسيرها فاتفق أن وزير البصرة كان جالس في شباك قصره فنظر
إلى البغلة ونظر ما عليها من العدة المثمنة فظنها بغلة وزير من الوزراء أو
ملك من الملوك، فتأمل في ذلك وحار عقله وقال لبعض غلمانه ائتني بهذا
البواب. فذهب الغلام إلى الوزير فتقدم البواب وقبل الأرض بين يديه وكان
الوزير شيخا كبيرا، فقال للبواب من صاحب هذه البغلة وما صفاته، فقال
البواب يا سيدي إن صاحب هذه البغلة شاب صغير ظريف الشمائل من أولاد التجار
عليه هيبة ووقار. فلما سمع الوزير كلام البواب قام على قدميه وركب وسار
إلى الخان، ودخل على الشاب فلما رأى نور الدين الوزير قادما عليه قام
ولاقاه واحتضنه ونزل الوزير من فوق جواده وسلم عليه فرحب به وأجلسه عنده،
وقال له يا ولدي من أين أقبلت وماذا تريد. فقال نور الدين يا مولاي إني
قدمت من مدينة مصر، وكان أبي وزيرا فيها وقد انتقل إلى رحمة الله وأخبره
بما جرى من المبتدأ إلى المنتهى ثم قال وعزمت على نفسي أن لا أعود أبدا
حتى أنظر جميع المدن والبلدان، فلما سمع الوزير كلامه قال له يا ولدي لا
تطاوع النفس فترميك في الهلاك، فإن البلدان خراب وأنا أخاف عليك من عواقب
الزمان. ثم إنه أمر بوضع الخرج عن البغلة والبساط والسجادة، وأخذ نور
الدين معه إلى بيته وأنزله في مكان ظريف وأكرمه وأحسن إليه وأحبه حبا
شديدا وقال له يا ولدي أنا بقيت رجلا كبيرا ولم يكن لي ولد ذكر وقد رزقني
الله بنتا تقاربك في الحسن ومنعت عنها خطابا كثيرة وقد وقع حبك في قلبي،
فهل لك أن تأخذ إبنتي جارية لخدمتك وتكون لها بعلا. فإن كنت تقبل ذلك أطلع
إلى سلطان البصرة وأقول له أنه ولد أخي وأوصلك إليه، حتى أجعلك وزيرا
مكاني وألزم أنا بيتي فإني صرت رجلا كبيرا. فلما سمع نور الدين كلام وزير
البصرة أطرق برأسه ثم قال سمعا وطاعة، ففرح الوزير بذلك وأمر غلمانه أن
يصنعوا له طعاما وأن يزينوا قاعة الجلوس الكبرة المعدة لحضور أكابر
الأمراء، ثم جمع أصحابه ودعا أكابر الدولة وتجار البصرة فحضروا بين يديه
وقال لهم أنه كان لي أخ وزير بالديار المصرية ورزقه الله ولدين وأنا كما
تعلمون رزقني الله بنتا، وكان أخي أوصاني أن أزوج بنتي لأحد أولاده فأجبته
إلى ذلك فلما استحقت الزواج أرسل إلي أحد أولاده وهو هذا الشاب الحاضر،
فلما جائني أحببت أن أكتب كتابه على بنتي ويدخل بها عندي. فقالوا: نعم ما
قلت، ثم شربوا السكر ورشوا ماء الورود وانصرفوا وأما الوزير فإنه أمر
غلمانه أن يأخذوا نور الدين ويدخلوا به الحمام وأعماه الوزير بدلة من خاص
ملبوسه وأرسل إليه الفوط والطاسات ومجامر البخور وما يحتاج إليه فلما خرج
من الحمام لبس البدلة فصار كالبدر ليلة تمامه، ثم ركب بغلته ودخل على
الوزير فقبل يده، ورحب الوزير وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

وفي الليلة الحادية والعشرون


قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير قام له ورحب به
وقال له: قم وأدخل هذه الليلة على زوجتك وفي غد أطلع بك إلى السلطان،
وأرجوا لك من الله كل خير فقام نور الدين ودخل على زوجته بنت الوزير هذا
ما كان من أمر نور الدين وأما ما كان من أمر أخيه فإنه غاب مع السلطان مدة
في السفر، ثم رجع فلم يجد أخاه فسأل عنه الخدم، فقالوا له من يوم سافرت مع
السلطان ركب بغلته بعدة الموكب، وقال أنا متوجه إلى جهة القيلوبية فأغيب
يوما أو يومين فإن صدري ضاق ولا يتبعني، منكم أحد. ومن يوم خروجه إلى هذا
اليوم لم نسمع له خبرا فتشوش خاطر شمس الدين على فراق أخيه واغتم غما
شديدا لفقده وقال في نفسه ما سبب ذلك إلا أني أغلظت عليه في الحديث ليلة
سفري مع السلطان فلعله تغير خاطره وخرج مسافرا فلا بد أن أرسل خلفه ثم طلع
وأعلم السلطان بذلك فكتب بطاقات وأرسل بها إلى نوابه في جميع البلاد ونور
الدين قطع بلادا بعيدة في مدة غياب أخيه مع السلطان فذهبت الرسل بالمكاتيب
ثم عادوا ولم يقفوا له على خبر ويئس شمس الدين من أخيه، وقال لقد أغظت
بكلامي من جهة زواج الأولاد فليت ذلك لم يكن وما حصل ذلك إلا من قلة عقلي
وعدم تدبيري. ثم بعد مدة يسيرة خطب بنت رجل من تجار مصر وكتب كتابه عليها
ودخل بها وقد اتفق أن ليلة دخول شمس الدين، على زوجته كانت ليلة دخول نور
الدين على زوجته بنت وزير البصرة وذلك بإرادة الله تعالى حتى ينفذ حكمه في
خلقه وكان الأمر كما قالاه فاتفق أن الزوجتين حملتا منهما وقد وضعت زوجة
شمس الدين وزير مصر بنتا لا يرى في مصر أحسن منها، ووضعت زوجة نور الدين،
ولدا ذكرا لا يرى في زمانه أحسن منه كما قال الشاعر: ومهفهف يغني النديم
بـريقـه
عن كأسه الملأى وعن أبريقه فعل المدام ولونها ومذاقـهـا
من مقلتيه ووجنتـيه وريقـه فسموه حسنا وفي سابع ولادته صنعوا الولائم
وعملوا أسمطة لا تصلح إلا لأولاد الملوك ثم أن وزير البصرة أخذ معه نور
الدين وطلع به إلى السلطان فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وكان نور
الدين فصيح اللسان ثابت الجنان صاحب حسن وإحسان فأنشد قول الشاعر: هذا
الذي عم الأنام بعدلـه
وسطا فمهد سائر الآفـاق أشكر صنائعه فلسن صنائعا
لكنهن قـلائد الأعـنـاق وأنتم أنامله فلسن أنـامـلا
لكنهن مفـاتـح الأزرق فألزمها السلطان وشكر نور الدين على ما قال وقال
لوزيره من هذا الشاب فحكى له الوزير قصته من أولها إلى آخرها وقال له هذا
إبن أخي فقال وكيف يكون إبن أخيك ولم نسمع به، فقال يا مولانا السلطان إنه
كان لي أخ وزير بالديار المصرية وقد مات وخلف ولدين، فالكبير جلس في مرتبة
والده وزيرا وهذا الصغير جاء عندي وحلف أني لا أزوج إبنتي إلا له، فلما
جاء زوجته بها وهو شاب وأنا صرت شيخا كبيرا وقل سمعي وعجز تدبيري والقصد
من مولانا السلطان أن يجعله في مرتبتي، فإنه إبن أخي وزوج إبنتي وهو أهل
للوزارة لأنه صاحب رأي وتدبير. فنظر السلطان إليه فأعجبه، واستحسن رأي
الوزير بما أشار عليه من تقديمه في رتبة الوزراء فأنعم عليه بها، وأمر له
بخلعة عظيمة، وزاد له الجوامك والجرايات إلى أن إتسع عليه الحال وسار له
مراكب تسافر من تحت يده بالمتاجر وغيرها وعمر أملاكا كثيرة ودواليب
وبساتين إلى أن بلغ عمر ولده حسن أربع سنين، فتوفي الوزير الكبير والد
زوجة نور الدين، فأخرجه خرجة عظيمة وأوراه في التراب ثم اشتغل بعد ذلك
بتربية ولده فلما بلغ أشده أحضر له فقيها يقرئه في بيته وأوصاه بتعليمه
وحسن تربيته فأقرأه وعلمه فوائد في العلم بعد أن حفظ القرآن في مدة سنوات
وما زال حسن يزداد جمالا وحسنا واعتدالا كما قال الشاعر: قمر تكامل في
المحاسن وانتهى
فالشمس تشرق من شقائق خده ملك الجمال بأسره فكـأنـمـا
حسن البرية كلها من عـنـده

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
وقد
رباه الفقيه في قصر أبيه ومن حين نشأته لم يخرج من قصر الوزارة إلى أن
أخذه والده الوزير نور الدين يوما من الأيام وألبسه بدلة من أفخر ملبوسه
وأركبه بغلة من خيار بغاله وطلع به إلى السلطان ودخل به عليه فنظر الملك
حسن بدر الدين بن الوزير نور الدين فانبهر من حسنه، وقال لأبيه يا وزير
لابد أنك تحضره معك في كل يوم فقال سمعا وطاعة ثم عاد الوزير بولده إلى
منزله وما زال يطلع به إلى حضرة السلطان في كل يوم إلى أن بلغ الولد من
العمر خمسة عشر عاما ثم ضعف والده الوزير نور الدين، فاحضره وقال له يا
ولدي أعلم أن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء وأريد أن أوصيك وصايا
فافهم ما أقول لك وأصغ قلبك إليه وصار يوصيه بحسن عشرة الناس وحسن
التدبير. ثم إن نور الدين تذكر أخاه وأوطانه وبلاده وبكى على فرقة
الأحباب، وسجت دموعه وقال يا ولدي إسمع قولي فإن لي أخا يسمى شمس الدين،
وهو عمك ولكنه وزير بمصر قد فارقته وخرجت على غير رضاه، والقصد أنك تأخذ
دوجا من الورق وتكتب ما أمليه عليك فأحضر قرطاسا وصار يكتب فيه كل ما قاله
أبوه فأملى عليه جميع ما جرى له من أوله إلى آخره وكتب له تاريخ زواجه
ودخوله على بنت الوزير وتاريخ وصوله إلى البصرة واجتماعه بوزيرها. وكتب
وصية موثقة ثم قال لولده: إحفظ هذه الوصية فإن ورقتها فيها، أصلك وحسبك
ونسبك فإن أصابك شئ من الأمور فاقصد مصر، واستدل على عمك وسلم عليه وأعلمه
أني مت غريبا مشتاقا إليه فأخذ حسن بدر الدين، الرقعة وطواها ولف عليها
خرقة مشمعة وخاطها بين البطانة والظهارة وصار يبكي على أبيه من أجل فراقه
وهو صغير وما زال نور الدين يوصي ولده حسن بدر الدين حتى طلعت روحه فأقام
الحزن في بيته وحزن عليه السلطان وجميع الأمراء ودفنوه ولم يزالوا في حزن
مدة شهرين، وولده لم يركب ولم يطلع الديوان ولم يقابل السلطان وأقام مكانه
بعض الحجاب، وولى السلطان وزيرا مكانه وأمره أن يختم على أماكن نور الدين
وعلى عماراته وعلى أملاكه. فنزل الوزير الجديد وأخذ الحجاب وتوجهوا إلى
بيت الوزير نور الدين يختمون عليه ويقبضون على ولده حسن الدين ويطلعون به
إلى السلطان ليعمل فيه ما يقتضي رأيه وكان بين العسكر مملوك من مماليك
الوزير نور الدين، المتوفي فلم يهن عليه ولد سيده فذهب ذلك المملوك إلى
حسن بدر الدين فوجده منكس الرأس حزين القلب على فراق والده فأعلمه بما
جرى، فقال له هل في الأمر مهلة حتى أدخل فآخذ معي شيئا من الدنيا لأستعين
به على الغربة فقال له المملوك أنج بنفسك فلما سمع كلام المملوك غطى رأسه
بذيله وخرج ماشيا إلى أن صار خارج المدينة فسمع الناس يقولون أن السلطان
أرسل الوزير الجديد إلى بيت الوزير المتوفي ليختم على ماله وأماكنه ويقبض
على ولده حسن بدر الدين ويطلع به إليه فيقتله وصارت الناس تتأسف على حسنه
وجماله فلما سمع كلام الناس خرج إلى غير مقصد ولم يعلم أين يذهب. فلم يزل
سائرا إلى أن ساقته المقادير إلى تربة والده فدخل المقبرة ومشى بين القبور
إلى أن جلس عند قبر أبيه وأزل ذيله من فوق رأسه، فبينما هو جالس عند تربة
أبيه إذ قدم عليه يهودي من البصرة وقال يا سيدي مالي أراك متغيرا فقال له
إني كنت نائما في هذه الساعة، فرأيت أبي يعاتبني على عدم زيارتي قبره فقمت
وأنا مرعوب وخفت أن يفوت النهار ولم أزره، فيصعب علي الأمر، فقال له
اليهودي يا سيدي إن أباك كان أرسل مراكب تجارة وقدم منها البعض ومرادي أن
أشتري منك وثق كل مركب قدمت بألف دينار ثم أخرج اليهودي كيسا ممتلئا من
الذهب، وعد منه ألف دينار ودفعه إلى حسن إبن الوزير ثم قال اليهودي إكتب
لي ورقة واختمها فأخذ حسن إبن الوزير ورقة وكتب فيها كاتب هذه الورقة حسن
بدر الدين إبن الوزير نور الدين قد باع اليهودي فلان جميع وثق كل مركب،
وردت من مراكب أبيه المسافرين بألف دينار وقبض الثمن على سبيل التعجيل.
فأخذ اليهودي الورقة وصار حسن يبكي ويتذكر ما كان فيه من العز والإقبال ثم
دخل عليه الليل وأدركه النوم فنام عند قبر أبيه ولم يزل نائما حتى طلع
القمر فتدحرجت رأسه عن القبر ونام على ظهره وصار يلمع وجهه في القمر وكانت
المقابر عامرة بالجن المؤمنين، فخرجت جنية فنظرت وجه حسن وهو نائم فلما
رأته تعجبت من حسنه وجماله وقالت سبحان الله ما هذا الشاب إلا كأنه من
الحور

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

العين،
ثم طارت إلى الجو تطوف على عادتها فرأت عفريتا طائرا فسلمت عليه وسلم
عليها فقالت له من أين أقبلت قال: من مصر فقالت له هل لك أن تروح معي، حتى
تنظر إلى حسن هذا الشاب النائم في المقبرة فقال لها نعم فسارا حتى نزلا في
المقبرة فقالت له هل رأيت في عمرك مثل هذا فنظر العفريت إليه وقال سبحان
من لا شبيه له ولكن يا أختي إن أردت حدثتك بما رأيت فقالت له حدثني، فقال
لها إني رأيت مثل هذا الشاب في إقليم مصر وهي بنت الوزير وقد علم بها
الملك فخطبها من أبيها شمس الدين. فقال له يا مولانا السلطان أقبل عذري
وارحم عبرتي فإنك تعرف أن أخي نور الدين خرج من عندنا ولا نعلم أين هو،
وكان شريكي في الوزارة وسبب خروجه أني جلست أتحدث معه في شأن الزواج فغضب
مني وخرج مغضبا وحكى للملك جميع ما جرى بينهما، ثم قال للملك فكان ذلك
سببا لغيظه وأنا حالف أن لا أزوج بنتي إلا لإبن أخي من يوم ولدتها أمها
وذلك نحو ثمان عشرة سنة ومن مدة قريبة سمعت أن أخي تزوج بنت وزير البصرة
وجاء منها بولد وأنا لا أزوج بنتي إلا له كرامة، لأخي ثم إني أرخت وقت
زواجي وحمل زوجتي وولدة هذه البنت وهي باسم ابن عمها والبنات كثير. فلما
سمع السلطان كلام الوزير غضب غضبا شديدا، وقال له كيف يخطب مثلي من مثلك
بنتا فتمنعها منه وتحتج بحجة باردة وحياة رأسي لا أزوجها إلا لأقل مني
برغم أنفك وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.ين، ثم طارت إلى
الجو تطوف على عادتها فرأت عفريتا طائرا فسلمت عليه وسلم عليها فقالت له
من أين أقبلت قال: من مصر فقالت له هل لك أن تروح معي، حتى تنظر إلى حسن
هذا الشاب النائم في المقبرة فقال لها نعم فسارا حتى نزلا في المقبرة
فقالت له هل رأيت في عمرك مثل هذا فنظر العفريت إليه وقال سبحان من لا
شبيه له ولكن يا أختي إن أردت حدثتك بما رأيت فقالت له حدثني، فقال لها
إني رأيت مثل هذا الشاب في إقليم مصر وهي بنت الوزير وقد علم بها الملك
فخطبها من أبيها شمس الدين. فقال له يا مولانا السلطان أقبل عذري وارحم
عبرتي فإنك تعرف أن أخي نور الدين خرج من عندنا ولا نعلم أين هو، وكان
شريكي في الوزارة وسبب خروجه أني جلست أتحدث معه في شأن الزواج فغضب مني
وخرج مغضبا وحكى للملك جميع ما جرى بينهما، ثم قال للملك فكان ذلك سببا
لغيظه وأنا حالف أن لا أزوج بنتي إلا لإبن أخي من يوم ولدتها أمها وذلك
نحو ثمان عشرة سنة ومن مدة قريبة سمعت أن أخي تزوج بنت وزير البصرة وجاء
منها بولد وأنا لا أزوج بنتي إلا له كرامة، لأخي ثم إني أرخت وقت زواجي
وحمل زوجتي وولدة هذه البنت وهي باسم ابن عمها والبنات كثير. فلما سمع
السلطان كلام الوزير غضب غضبا شديدا، وقال له كيف يخطب مثلي من مثلك بنتا
فتمنعها منه وتحتج بحجة باردة وحياة رأسي لا أزوجها إلا لأقل مني برغم
أنفك وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

وفي الليلة الثانية والعشرون


قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الجني لما حكي
للجنية حكاية بنت وزير مصر وأن الملك قد أقسم أن يزوجها رغم أنف أبيها،
بأقل منه وكان عند الملك سائس أحدب بحدبة من قدام وحدبة من وراء فأمر
السلطان بإحضاره وكتب كتابه على بنت الوزير بالنهار وأمر أن يدخل عليها في
هذه الليلة، ويعمل له زفافا وقد تركه وهو بين مماليك السلطان، وهم حوله في
أيديهم الشموع موقدة يضحكون ويسخرون منه على باب الحمام، وأما بنت الوزير
فإنها جالسة تبكي بين المنقشات والمواشط وهي أشبه الناس بهذا الشاب، وقد
حجروا على أبيها ومنعوه أن يحضرها وما رأيت يا أختي أقبح من هذا الأحدب
فهي أحسن من هذا الشاب. قالت له الجنية تكذب فإن هذا الشاب أحسن أهل
زمانه، فرد عليها العفريت وقال والله يا أختي إن الصبية أحسن من هذا، ولكن
لا يصلح لها إلا هو فإنهما مثل بعضهما ولعلهما إخوان أو أولاد عم فيا
خسارتها مع هذا الأحدب، فقالت له يا أخي دعنا ندخل تحته ونروح به إلى
الصبية التي تقول عليها وننظر أيهما أحسن، فقال العفريت سمعا وطاعة هذا
كلام صواب وليس هناك أحسن من هذا الرأي الذي إخترتيه فأنا أحمله ثم إنه
حمله وطار به إلى الجو وصارت العفريتة في كل ركابه تحاذيه، إلى أن نزل به
في مدينة مصر وحطه على مصطبة ونبهه. فاستيقظ من النوم فلم يجد نفسه على
قبر أبيه في أرض البصرة، والتفت يمينا وشمالا فلم يجد نفسه إلا في مدينة
غير مدينة البصرة فأراد أن يصيح فغمزه العفريت وأوقد له شمعة وقال له أعلم
أني جئت بك، وأنا أريد أن أعمل معك شيئا لله فخذ هذه الشمعة وامش بها إلى
ذلك الحمام واختلط بالناس ولا تزال ما شيا معهم حتى تصل إلى قاعة العروسة،
فاسبق وادخل القاعة ولا تخشى أحدا وإذا دخلت فقف على يمين العريس الأحدب
وكل ما جاءك المواشط والمغنيات والمنقشات فحط يدك في جيبك تجده ممتلئا
ذهبا فاكبش وارم لهم ولا تتوهم أنك تدخل يدك ولم تجده ممتلئا بالذهب، فاعط
كل من جاءك بالحفنة ولا تخشى من شيء وتوكل على الذي خلقك، فما هذا بحولك
وقوتك بل بحول الله وقوته. فلما سمع حسن بدر الدين من العفريت هذا الكلام،
قال يا هل ترى أي شيء هذه القضية وما وجه الإحسان، ثم مشى وأوقد الشمعة،
وتوجه إلى الحمام فوجد الأحدب راكب الفرس فدخل حسن بدر الدين بين الناس
وهو على تلك الحالة مع الصورة الحسنة، وكان عليه الطربوش والعمامة
والفرجية المنسوجة بالذهب وما زال ماشيا في الزينة، وكلما وقفت المغنيات
الناس ينقطوهن، يضع يده في جيبه فيلقاها ممتلئا بالذهب فيكبش ويرمي في
الطار للمغنيات والمواشط فيملأ الطار دنانير فاندهشت عقول المغنيات وتعجب
الناس من حسنه وجماله ولم يزل على هذا الحال حتى وصلوا إلى بيت الوزير،
فردت الحجاب الناس ومنعوهم. فقالت المغنيات والمواشط والله لا ندخل إلا إن
دخل هذا الشاب معنا لأنه غمرنا بإحسانه ولا نجلي العروسة إلا وهو حاضر،
فعند ذلك دخلوا به إلى قاعة الفرح وأجلسوه برغم أنف العريس الأحدب واصطفت
جميع نساء الأمراء والوزراء والحجاب صفين وكل مرأة معها شمعة كبيرة موقدة
مضيئة وكلهن ملثمات وصرن صفوفا يمينا وشمالا، من تحت المنصة إلى صدر
الليوان الذي عند المجلس الذي تخرج منه العروسة، فلما نظر النساء حسن بدر
الدين وما هو فيه من الحسن والجمال، ووجهه يضيء كأنه هلال، مالت جميع
النساء إليه. فقالت المغنيات للنساء الحاضرات، اعلموا أن هذا المليح ما
نقطنا إلا بذهب الأحمر فلا تقصرن في خدمته وأطعنه فيما يقول فازدحمن
النساء عليه بالشمع ونظرن إلى جماله فانبهرت عقولهن من حسنه، وصارت كل
واحدة منهن تود أن تكون في حضنه سنة أو شهرا، أو ساعة، ورفعن ما كان على
وجوههن من النقاب وتحيرت منهن الألباب وقلن هنيئا لمن كان هذا الشاب له أو
عليه ثم دعون لحسن بدر الدين دعون على ذلك الأحدب. ثم إن المغنيات ضربنا
بالدفوف وأقبلت المواشط وبنت الوزير بينهن، وقد طيبنها وعطرنها وألبسنها
وحسن شعرها ونحرها بالحلى والحلل من لباس الملوك الأكاسرة ومن جملة ما
عليها ثوب منقوش بالذهب الأحمر وفيه صور الوحوش والطيور وهو مسبول عليها
من فوق حوائجها، وفي عنقها عقد يساوي الألوف قد حوى كل فص من الجواهر ما
حاز مثله تبع ولا قيصر وصارت العروسة كأنها البدر إذا أقمر في ليلة أربعة
عشر، ولما أقبلت كانت كأنها حورية فسبحان

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

من
خلقها بهية وأحدق بها النساء فصرن كالنجوم وهي بينهن كالقمر إذا انجلى عنه
الغيم وكان حسن بدر الدين البصري جالسا والناس ينظرون إليه. فحضرت العروسة
وأقبلت وتمايلت فقام إليها السائس الأحدب، ليقبلها فأعرضت عنه وانقلبت حتى
صارت قدام حسن إبن عمها فضحك الناس لما رأوها مالت إلى نحو بدر الدين وحط
يده في جيبه وكبش الذهب، ورمى في طار المغنيات ففرحوا وقالوا كنا نشتهي أن
تكون هذه العروسة لك فتبسم. هذا كله والسائس الأحدب وحده كأنه قرد، وكلما
أوقدوا له الشمعة طفئت فبهت وصار قاعدا في الظلام يمقت في نفسه وهؤلاء
الناس محدقون به وتلك الشموع الموقدة بهجتها، من اعجب العجائب، يتحير من
شعاعها أولوا الألباب وأما العروسة فإنها رفعت كفيها إلى السماء،وقالت
اللهم إجعل هذا بعلي وأرحني من هذا السائس الأحدب، وصارت المواشط تجلي
العروسة إلى آخر السبع وخلع على حسن بدر الدين البصري والسائس الأحدب
وحده. فلما افرغوا من ذلك أذنوا بالإنصراف فخرج جميع من كان في الفرح من
النساء والأولاد ولم يبقى إلا حسن بدر الدين والسائس الأحدب، ثم إن
المواشط أدخلن العروسة ليكشفن ما عليها من الحلي ويهيئنها للعريس فعند ذلك
تقدم السائس الأحدب إلى حسن بدر الدين، وقال له يا سيدي آنستنا في هذه
الليلة وغمرتنا بإحسانك فلم لا تقوم تروح بيتك بلا مطرود، فقال بسم الله
ثم قام وخرج من الباب فلقيه العفريت. فقال له قف يا بدر الدين فإذا خرج
الأحدب إلى بيت للراحة، فادخل أنت واجلس في المخدع فإذا أقبلت العروسة فقل
لها أنا زوجك والملك ما عمل تلك الحيلة إلا لأنه يخاف عليك من العين، وهذا
الذي رأيته سائس من سياسنا، ثم أقبل عليها واكشف وجهها ولا تخشى بأسا من
أحد، فبينما بدر الدين يتحدث مع العفريت وإذا بالسائس دخل بيت الراحة وقعد
على الكرسي فطلع لله العفريت من الحوض الذي فيه الماء في صورة فأر، وقال
زيق فقال الأحدب ما جاء بك هنا فكبر الفأر، وصار كالقط ثم كبر حتى صار
كلبا وقال عوه عوه. فلما نظر السائس ذلك فزع وقا لإخسأ يا مشؤوم فكبر
الكلب، وانتفخ حتى صار جحشا ونهق هاق هاق فانزعج السائس وقال إلحقوني يا
أهل البيت، وإذا بالجحش قد كبر وصار قدر الجاموسة وسد عليه المكان وتكلم
بكلام إبن آدم وقال: ويلك يا أحدب يا أنتن السياس فلحق السائس البطن وقعد
على الملاقي بأثوابه واشتبكت أسنانه ببعضها فقال له العفريت: هل ضاقت عليك
الأرض فلا تتزوج إلا بمعشوقتي فسكت السائس، فقال له: رد الجواب وإلا
اسكنتك التراب فقال له: والله مالي ذنب إلا إنهم غصبوني وما عرفت أن لها
عشاقا من الجواميس ولكن أنا تائب إلى الله ثم إليك. فقال له العفريت: اقسم
بالله إن خرجت في هذا الوقت، من هذا الموضع أو تكلمت قبل أن تطلع الشمس
لأقتلنك، فإذا طلعت الشمس فاخرج إلى حال سبيلك ولا تعد إلى هذا البيت
أبدا، ثم إن العفريت قبض على السائس الأحدب وقلب رأسه في الملاقي وجعلها
إلى أسفل وجعل رجليه إلى فوق، وقال له إستمر هنا وأنا أحرسك إلى طلوع
الشمس، هذا ما كان من قصة الأحدب وأما ما كان من قصة بدر الدين البصري
فإنه خلى الأحدب والعفريت يتخاصمان ودخل البيت وجلس داخل المخدع، وإذا
بالعروس أقبلت معها العجوز. فوقفت العجوز في باب المخدع وقالت يا أبا شهاب
قم وخذ عروستك، وقد استودعتك الله ثم ولت العجوز ودخلت العروسة وصدر
المخدع، وكان إسمها ست الحسن وقلبها مكسور وقالت في قلبها والله لا أمكنه
من نفسي لو طلعت روحي، فلما دخلت إلى صدر المخدع نظرت بدر الدين، فقالت:
يا حبيبي وإلى هذا الوقت أنت قاعد لقد قلت في نفسي لعلك أنت والسائس
الأحدب مشتركان في، فقال حسن بدر الدين: وأي شيء أوصل السائس إليك ومن أين
له أن يكون شريكي فيك، فقالت: ومن زوجي أأنت أم هو? قال حسن بدر الدين: يا
سيدتي نحن ما عملنا هذا إلا سخرية به لنضحك عليه. فلما نظرت المواشط
والمغنيات وأهلك حسنك البديع خافوا علينا من العين فأكتراه أبوك بعشرة
دنانير حتى يصرف عنا العين وقد راح، فلما سمعت ست الحسن من بدر الدين ذلك
الكلام فرحت وتبسمت وضحكت ضحكا لطيفا وقالت والله أطفأت ناري فبالله خذني
عندك وضمني إلى حضنك وكانت بلا لباس فكشف ثوبها إلى نحرها فبان ما قدامها
وورائها. فلما نظر بدر الدين صفاء جسمها تحركت فيه الشهوة فقام وحل لباسه
ثم حل كيس

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz
الذهب
الذي كان أخذه من اليهودي ووضع فيه ألف دينار ولفه في سرواله وحطه تحت
ذيلة الطراحة وقلع عمامته ووضعها على الكرسي وبقي بالقميص الرفيع وكان
القميص مطرز بالذهب، فعند ذلك قامت إليه ست الحسن وجذبته إليها وجذبها بدر
الدين وعانقها وأخذ رجليها في وسطه ثم ركب المدفع وحرره على القلعة وأطلقه
فهدم البرج فوجدها درة ما ثقبت ومطية لغيره ما ركبت، فأزال بكارتها، وتملى
بشبابها ولم يزل يركب المدفع ويرد إلى غاية خمس عشرة مرة، فعلقت منه، فلما
فرغ حسن بدر الدين وضع يده تحت رأسها وكذلك الأخرى وضعت يدها تحت رأسه ثم
أنهما تعانقا وشرحا بعناقهما مضمون هذه الأبيات:الذي كان أخذه من اليهودي
ووضع فيه ألف دينار ولفه في سرواله وحطه تحت ذيلة الطراحة وقلع عمامته
ووضعها على الكرسي وبقي بالقميص الرفيع وكان القميص مطرز بالذهب، فعند ذلك
قامت إليه ست الحسن وجذبته إليها وجذبها بدر الدين وعانقها وأخذ رجليها في
وسطه ثم ركب المدفع وحرره على القلعة وأطلقه فهدم البرج فوجدها درة ما
ثقبت ومطية لغيره ما ركبت، فأزال بكارتها، وتملى بشبابها ولم يزل يركب
المدفع ويرد إلى غاية خمس عشرة مرة، فعلقت منه، فلما فرغ حسن بدر الدين
وضع يده تحت رأسها وكذلك الأخرى وضعت يدها تحت رأسه ثم أنهما تعانقا وشرحا
بعناقهما مضمون هذه الأبيات: زر من تحب كلام الـحـاسـد
ليس الحسود على الهوى بمساعد لم يخلق الرحمن أحسن منظـرا
من عاشقين في فـراش واحـد متعانقين علنهما حلل الـرضـا
متوسدين بمعصـم وبـسـاعـد وإذا تألفت القلوب على الهـوى
فالناس تضرب في حديد بـارد وإذا صفى لك من زمانك واحـد
فهو المراد وعش بذاك الواحـد

descriptionحكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط - صفحة 3 Emptyرد: حكايات ألف ليلة ليلة هنا فقط

more_horiz

هذا
ما كان من أمر حسن بدر الدين وست الحسن بنت عمه، وأما ما كان من أمر
العفريت فإنه قال للعفريتة قومي وادخلي تحت الشاب ودعينا نوديه مكانه لئلا
يدركنا الصبح فإن الوقت قريب فعند ذلك تقدمت العفريتة ودخلت تحت ذيله وهو
نائم وأخذته وطارت به وهو على حاله بالقميص وهو بلا لباس وما زالت
العفريتة طائرة به والعفريت يحاذيها فأذن الله الملائكة أن ترمي العفريت
بشهاب من نار فأحترق وسلمت العفريتة فانزلت بدر الدين في موضع ما أحرق
الشهاب العفريت ولم تتجاوزه به خوفا عليه وكان بالأمر المقدر ذلك الموضع
في دمشق الشام فوضعته العفريتة على باب من أبوابها وطارت. فلما طلع النهار
وفتحت أبواب المدينة خرج الناس فظروا شابا مليحا بالقميص والطاقية بلا
عمامة ولا لباس وهو مما قاسى من السهر غرقان في النوم فلما رآه الناس
قالوا يا بخت من كان هذا عقده في هذه الليلة ويا ليته صبر حتى لبس حوائجه
وقال الآخر مساكين أولاد الناس لعل هذا يكون في هذه الساعة خرج من المسكرة
لبعض شغله فقوي عليه السكر فتاه عن المكان الذي كان قصده حتى وصل إلى باب
المدينة فوجده مغلقا فنام ههنا وقد خاض الناس فيه بالكلام وإذا بالهوى هب
على بدر الدين فرفع ذيله من فوق بطنه فبان من تحته بطن وسره محققة وسيقان
وأفخاد مثل البلور فصار الناس يتعجبون فانتبه حسن بدر الدين فوجد روحه على
باب مدينة وعليها ناس فتعجب وقال أين أنا يا جماعة الخير وما سبب اجتماعكم
علي وما حكايتي معكم. فقالوا نحن رأيناك عند أذان الصبح ملقى على هذا
الباب نائما ولا نعلم من أمرك غير هذا فأين كنت نائما هذه الليلة فقال حسن
بدر الدين والله يا جماعة إني كنت نائما هذه الليلة في مصر فقال واحد هل
أنت تأكل حشيشا وقال بعضهم أأنت مجنون كيف تكون بايتا في مصر وتصبح نائما
في مدينة دمشق فقال لهم والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبدا وأنا كنت
البارحة بالليل في ديار مصر وقبل البارحة كنت بالبصرة فقال واحد هذا شيء
عجيب وقال الآخر هذا شاب مجنون وصفقوا عليه بالكفوف وتحدث الناس مع بعضهم
وقالوا يا خسارة شبابه والله ما في جنونه خلاف ثم إنهم قالوا له إرجع
لعقلك. فقال حسن بدر الدين كنت البارحة عريسا في ديار مصر فقالوا لعلك
حلمت ورأيت هذا الذي تقول في المنام فتحير حسن في نفسه وقال لهم والله ما
هذا منام وأين السايس الأحدب الذي كان قاعدا عندنا والكيس الذهب الذي كان
معي وأين ثيابي ولباسي، ثم قام ودخل المدينة ومشى في شوارعها وأسواقها
فازدحمت عليه الناس وألفوه فدخل دكان طباخ وكان ذلك الطباخ رجلا مسرفا
فتاب الله عليه من الحرام وفتح له دكان طباخ وكانوا أهل دمشق كلهم يخافون
منه بسبب شدة بأسه، فلما نظر الطباخ إلى حسن بدر الدين وشاهد حسنه وجماله
وقعت في قلبه محبته فقال: من أين أنت يا فتى فاحكي لي حكايتك فإنك صرت
عندي أعز من روحي، فحكى له ما جرى من المبتدأ إلى المنتهى. فقال له الطباخ
يا سيدي بدر الدين أعلم أن هذا أمر عجيب وحديث غريب ولكن يا ولدي اكتم ما
معك حتى يفرج الله ما بك واقعد عندي في هذا المكان وأنا ما لي ولد فأتخذك
ولدي فقال له بدر الدين الأمر كما بريد يا عم. فعند ذلك نزل الطباخ إلى
السوق واشترى لبدر الدين أقمشة مفتخرة وألبسه إياها وتوجه به إلى القاضي
وأشهد على نفسه أنه ولده، وقد اشتهر حسن بدر الدين في مدينة دمشق أنه ولد
الطباخ، وقعد عنده في الدكان يقبض الدراهم، وقد استقر أمره عند الطباخ على
هذه الحالة. هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين، وأما ما كان من أمر ست
الحسن بنت عمه فإنها لما طلع الفجر وانتهت من النوم لم تجد حسن بدر الدين
قاعدا عندها فاعتقدت أنه دخل المرحاض فجلست تنتظره ساعة وإذا بأبيها قد
دخل عليها وهو مهموم مما جرى له من السلطان وكيف غصبه وزوج ابنته غصبا
لأحد غلمانه الذي هو السايس الأحدب وقال في نفسه سأقتل هذه البنت إن مكنت
هذا الخبيث من نفسها، فمشى إلى أن وصل إلى المخدع ووقف على بابه وقال: يا
ست الحسن فقالت له نعم يا سيدي، ثم إنها خرجت وهي تتمايل من الفرح وقبلت
الأرض بين يديه وازداد وجهها نوراً وجمالاً لعناقها لذلك الغزال، فلما
نظرها أبوها وهي بتلك الحالة قال لها: يا خبيثة هل أنت فرحانة بهذا السايس.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد