أولا : مستلزمات المشروع
1- أنواع الأرانب
أول شيء في عملية تربية الأرانب هو تكوين القطيع بانتخاب السلالة المناسبة، وهناك أكثر من نوع للأرانب، هي:
1-
أرانب بلدي: حجمها صغير (2 كجم)؛ لذلك تفضل الأنواع الأخرى في عملية
التربية، لكن الميزة الأساسية للأرانب البلدي أن لديها قدرة على مقاومة
الأمراض.
2- أرانب اللحم: وأهم السلالات هي: البوسكات وهو أبيض وعيونه
حمراء، ويزن 4-5 كجم، الجينات فلاندر وهو رمادي ويزن 6-7 كجم، الكاليفورنيا
وهو أبيض مع مناطق سوداء حول الفم وفي أسفل الأرجل.
3- أرانب الفرو:
وأهم السلالات هي الأنجوراه الذي يتميز بطول شعره 20-25 سم، وهو ناعم حريري
الملمس ويزن الأرنب 3 كجم، كذلك تربى سلالة البوسكات والشنشلا من أجل
الفراء أيضا.
2- مساكن الأرانب:
بطارية أرانب منزلية سعتها 3 إناث وذكر و4 أماكن لتسمين الإنتاج
بالنسبة
للمبتدئ الذي يريد خفض نفقات البداية يمكن أن يضع الأرانب في أي غرفة على
أرضية "مبلطة"، ويفضل عندئذ أن يكون البلاط مائلا لتجميع الذبل (روث
الأرانب) في ناحية معينة مع العناية الفائقة بالنظافة اليومية.
كما يقوم
بعمل بيوت للولادة ملاصقة للحوائط، هذه البيوت يمكن أن تكون صناديق خشبية
أبعاد 50 × 30 × 30سم أو من الطوب، مع عمل باب يسمح بالكاد بدخول الأم حتى
يسهل عليها سده بقش الأرز بعد الولادة.
أما الذي لديه بعض الإمكانات
فيمكنه عمل أقفاص سلكية يكون الغرض الأساسي منها هو سقوط الذبل والبول من
خلال الأرضية السلكية؛ فلا يسبب مشاكل صحية للأرانب، ويكون لكل أم قفص خاص
بها يوضع داخله بيت الولادة الخشبي أو المعدني، ويوضع أيضًا "المعالف"
و"المساقي". وأبعاد القفص اللازم لكل أم هي: الطول 100-150سم، والعرض
50-70سم، والارتفاع 40-60سم.
كما يمكن شراء بطاريات أرانب بها جميع
التجهيزات اللازمة. البطارية التي تتسع لثلاث أمهات وذكر وأبنائهم، سعرها
حوالي 300 جنيه (أي ما يعادل 50 دولارًا تقريبا) في مصر، وتكون مزودة
بأنابيب مياه بلاستيكية ويخرج في كل قفص حلمة يشرب منها الأرنب عندما يريد.
كما يوجد أسفل الأقفاص أو البطاريات حوض لتجميع الروث والبول، هذا الحوض
يجب كسحه يوميا.
3-الإضاءة:
الإضاءة لها علاقة وثيقة
بالخصوبة، وتحتاج الأرانب 14 ساعة إضاءة حتى نصل إلى إنتاج مثالي؛ لذلك يجب
إضاءة المكان أثناء الشتاء حيث النهار قصير، وذلك لمدة ساعتين أو ثلاث
ساعات بعد الغروب.
والأرانب حيوانات تنشط ليلا وتختبئ نهارًا؛ لذلك يجب
تخفيف إضاءة النهار بعض الشيء، ويجب ألا تكون إضاءة الليل باهرة بل يكفي 3
وات لكل متر من مساحة الأرضية (أي لمبة 50 وات للغرفة).
ثانيا: عملية التلقيح والولادة
1- تلقيح الإناث:
الذكر يفضل أن يلقح من 5 إلى 10 إناث فقط
في
حالة التربية الجماعية ليس للمربي دور في عملية التلقيح، ولكن يجب عليه
ملاحظة الإناث التي لا تحمل، ويجب معرفة السبب وتلاشيه أو يتخلص من هذه
الإناث.
والذكر يكفي لعشرين أنثى، ولكن يفضل أن يخصص له 5-10 إناث فقط،
ويمكن للذكر تلقيح 2-3 إناث خلال نصف ساعة، ولكن يفضل استعماله 3 مرات
أسبوعيا فقط.
وبعد عمر 3 سنوات تقل كفاءة السائل المنوي، ويفضل تغيير
الذكر إلا إذا كان من سلالة نادرة، في حالة البطاريات يخصص قفصًا للذكر،
وتنقل إليه الأنثى عند التلقيح وليس العكس حتى لا ينزعج وحتى تخضع له
الأنثى وهي في مكان غريب، ويتم تلقيح الأنثى على عمر 5 شهور، ويجري التلقيح
بعد الولادة بأسبوع أو اثنين، بعض المربين يقومون بتلقيح الإناث في نفس
يوم الولادة، ولكن هذا فيه إجهاد شديد للأم.
والإناث ليس لها دورة شبق
مثل باقي الحيوانات، وإنما تنطلق البويضات مع التهيج الذي يحدث نتيجة
اقتراب الذكر منها، كما قد يحدث في أوقات متفرقة غير محددة. ويجب تجنب
التلقيح والولادة خلال شهور الصيف الحارة إلا إذا كان المكان مكيف الهواء
صناعيا، أو حتى بطرق بسيطة. بعد إتمام التلقيح الناجح يقع الذكر على أحد
جوانبه صارخًا، ويسجل موعد التلقيح حتى نعرف موعد الولادة المنتظر.
2-الحمل والولادة:
نعيد
الأنثى إلى مسكنها بعد التلقيح مباشرة، ويتم جس البطن بعد 10 أيام للتأكد
من حدوث الحمل، وإن لم تكن الأنثى حاملا يعاد تلقيحها مرة أخرى، ومدة الحمل
31 يوما، وقد تتأخر 1-4 أيام إذا كان عدد الأجنة قليلا، قبل موعد الولادة
ببضعة أيام تبدأ الأنثى في نقل القش إلى صندوق الولادة، ولتسهيل الأمر يضع
المربي القش النظيف في صندوق الولادة، وتقوم الأنثى بنتف شعر بطنها لتوفير
مهد ناعم، كما تغطي الصغار بهذا الشعر للتدفئة.
ويجب عدم إزعاج الأم
سواء قبل أو بعد الولادة، في اليوم الثالث يقوم المربي بفحص النتاج بهدوء
وحذر، وإذا كان عدد الصغار يزيد عن 8 صغار يأخذ العدد الزائد ويضعه لأم
أخرى وضعت عددًا أقل من ثمانية مع تلويث الصغار ببول الأم الجديدة حتى لا
تقتلهم، وكذلك إذا هجرت الأم أولادها يتم توزيعهم على الأمهات الأخرى.
ثالثا: الرعاية والتغذية
1-عملية الرعاية والذبح:
الصغار يشاركون الأم العليقة بعد أسبوعين من الولادة
- ترضع الأم أولادها مرة أو مرتين يوميا، ويحتوي لبنها على 14% بروتين (3 أضعاف بروتين لبن البقر) وتستمر الرضاعة 4-5 أسابيع.
- يقتصر الصغار على الرضاعة في أول أسبوعين، ثم تبدأ في مشاركة الأم في العليقة الخضراء والجافة، وتتدرج في الأكل حتى ميعاد الفطام.
-
نقوم بنقل الأرانب بعد الفطام إلى أقفاص البدارى، ويقدم لها علائق التربية
إذا كانت ستستخدم كأمهات أو يقدم لها علائق تسمين إذا كانت ستذبح.
- تذبح هذه الأرانب على عمر 10 أسابيع، ويكون وزنها عندئذ 2- 2.5 كجم.
2-أهم الأمراض:
-تبدأ
مشاكل الصغار مع بدء تناول العلف (أي على عمر أسبوعين)؛ حيث تصاب
بالالتهابات المعوية الحادة؛ لذلك يفضل إضافة المضادات الحيوية للعليقة
لمدة 10 أسابيع بمعدل 10-50 جم من المادة الفعالة لكل طن عليقة.
- تظهر حالات الكوكسيديا ابتداء من عمر 4 أسابيع؛ لذلك تضاف مركبات السلفا إلى العليقة بمعدل 1-2 كجم لكل طن لمدة أسبوع.
-
تتعرض الأرانب للإصابة بالجرب خاصة في حالة التربية الأرضية؛ لذلك يجب غمس
أطراف الأرانب والفم والأذنين مرة كل أسبوعين في محلول واق من الجرب مثل
الملاثيون 0.5%. وفي حالة الإصابة يتم العلاج بمركبات الكبريت.
-
الأرانب لديها حساسية شديدة لميكروب الباسترلا المسبب للزكام المعدي
والتسمم الدموي وتعالج بمحلول سلفا 27% بمعدل 1سم مكعب تحت جلد الرقبة.
3-تغذية الأرانب:
تغذية الأرانب تحتاج إلى مقننات غذائية مرتفعة
تتغذى
الأرانب البرية على الحشائش فقط، ولكن الأنواع المستأنسة عالية الإنتاج لا
تكفي لها الحشائش وحدها بل تحتاج إلى علائق ذات مقننات غذائية مرتفعة.
تختلف احتياجات الأرانب حسب مرحلة العمر والإنتاج، ومصانع العلف تنتج
أعلافا خاصة ببدارى التربية وبدارى التسمين والأمهات الفارغة والأمهات
الحوامل والأمهات المرضعات والذكور البالغة المستخدمة في التلقيح (طلوقة).
ويمكن
للمربي الاعتماد على هذه الأعلاف الجاهزة، أو يقوم هو بتركيب العلائق
اللازمة له، ويلزمه معرفة الاحتياجات؛ فالأرانب طوال فترة التربية تحتاج
إلى 16% بروتين، وتحتاج بدارى التسمين 18% بروتين، والإناث الخالية 14%
بروتين، والمرضعات والحوامل 16-18%، والذكور 18%، والدهون تتراوح في كل
الحالات من 2-3.5%، والألياف من 10-14%.
كما يمكن للمبتدئين الاعتماد
على البرسيم شتاء والدريس صيفا مع مادة مركزة مكملة مثل الذرة الصفراء أو
القمح أو حتى الخبز الرجوع، وفي الريف لا يقدمون للأرانب سوى البرسيم
والحشائش، وفيما يلي النسب المتبعة في تركيب العلائق الجافة:
- مصادر مرتفعة الطاقة: ذرة ـ قمح ـ شعير 30-50%.
- مصادر منخفضة الطاقة: ردة 20-30%.
- بروتين نباتي: صويا، فول 15-25%.
- برسيم مجفف (دريس) 7 -10%.
- خميرة بيرة 0.5 - 1%.
- مصادر أملاح مسحوق عظام - حجر جيري - مخلوط معدني 1-2%.
- فيتامينات - مضادات حيوية - مضادات تأكسد.
- أعلاف خضراء برسيم - حشائش - جزر... إلخ 50-100 جم / أرنب / يوم.
رابعًا : اقتصادات الأرانب
تختلف
دراسات جدوى مشروع تربية الأرانب بحسب المبلغ الذي سيبدأ به الشخص مشروعه
وكذلك المكان؛ فمن قرر أن يقيم المشروع في إحدى حجرات منزله أو سقف منزله
فالبتأكيد ستنخفض تكاليفه التي ستقتصر آنذاك على الأرانب والأقفاص أو
البطاريات والتغذية والإضاءة ومقاومة الأمراض. وهذا يختلف عن شخص آخر قرر
إقامة مزرعة كبيرة على أرض فضاء يلزمه آنذاك تكاليف ثابتة تشمل سعر الأرض
وتجهيزها بالبنية الأساسية اللازمة مثل البطاريات والإضاءة وعملية التغذية
والرعاية.
ببساطة يمكن النظر لأهمية الربح من مشروع الأرانب بسبب حجم
التوالد السريع لها؛ فالأم الواحدة تعطي من 4-5 بطون في السنة.. وكل بطن
حوالي 8 أرانب؛ أي أن الأم تعطي 30-40 أرنبًا في السنة.
يباع الإنتاج
على وزن 2 كجم؛ أي لدينا 70 كجم بالمتوسط، وإذا ضربناه في سعر كيلو الأرانب
(بالأسعار المصرية) وهو 12 جنيها، أي 12 × 70 = 840 جنيها.
أما
التكاليف فتحتاج تغذية 30-40 أرنبًا إلى 300 كجم علف في السنة، وثمن هذه
الكمية 210 جنيهات (الدولار= 6.20 جنيهات تقريبا). وكذلك تكاليف رعاية
وإضاءة وغيرهما من المعدات كالصندوق الخشبي لهذا العدد من الأرانب قد تصل
إلى 190 جنيها.. إذن التكاليف الإجمالية لتربية عدد 30 إلى 40 أرنبا تصل
حوالي 400 جنيه، هذا التكلفة البسيطة في حال وجود مشروعك في غرفة منزلك أو
فوق سطح بيتك.
وإذا خصمنا من مبلغ 840 جنيها تكاليف تربية 30 إلى 40
أرنبًا، وقدرها حوالي 400 جنيه فسنجد أن الأم الواحدة التي أنتجت هذا العدد
من الأرانب تربح حوالي 440 جنيهًا في السنة. إذن لو كان الشخص يملك 10
أمهات فإنها تعطيه حوالي 4400 جنيه سنويا.
وإذا كانت هذه الأرقام هي
نتاج خبرتنا العملية في المشروعات الحيوانية فيمكن للقارئ الاطلاع على
دراسة جدوى أكثر تفصيلا لمن يريد إقامة مزرعة أرانب متوسطة الحجم في أرض
فضاء مساحتها 2250م في موقع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، الصندوق
الاجتماعي للتنمية في مصر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خامسًا: تسويق الأرانب
أرنب مذبوح ومعد للتسويق
نحن
بصفة عامة ننصح ببدء المشروع الحيواني من النهاية ثم الرجوع للخلف؛ بمعنى
أن على المبتدئ الذي يريد دخول حلبة الإنتاج أن يبدأ بالتسويق كأن يفتتح
محلا لذبح وبيع الأرانب والطيور، وهو نمط منتشر في مصر وبعض الدول العربية،
وعندما يجيد تصريف المنتجات التي يأتيه بها التجار يبدأ بالرجوع للخلف؛ أي
بإنتاج الطيور التي لن يحتار في تسويقها عندئذ بما اكتسب من خبرة.
أو
قد يبدأ بأن يحل محل التاجر الوسيط (تاجر الجملة) فيذهب إلى المنتجين
ويشتري منهم الأرانب جملة ويوزعها على محلات التجزئة. المهم أن يتقن تصريف
المنتجات، حتى إذا أصبح منتجا فلن يحتار في التسويق ولن يُغلب ويبخس حقه
اعتمادا على جهله بالتسويق.
وهناك أنماط مختلفة لتسويق الأرنب؛ فقد تباع
حية أو كذبائح طازجة أو ذبائح مجمدة، ومن الضروري قبل بدء المشروع دراسة
النمط الذي يفضله المستهلك، وهو ما يختلف من قطر إلى آخر بل قد يختلف من
منطقة إلى أخرى داخل نفس القطر.
وهناك أسلوب في التسويق يعتمد على
التعاقد مسبقًا؛ فقد يتعاقد المنتج مع محلات السوبر ماركت أو الفنادق
والمطاعم على توريد كميات معينة بمواصفات معينة في فترات معينة، ويرتب
إنتاجه على هذا الأساس، ونحن ننصح بأن يجري هذا التعاقد أولا قبل البدء في
المشروع، ويتم تلبية هذه المتطلبات من المنتجين الفعليين؛ أي أن الشخص يقوم
في هذه الحالة بدور تاجر الجملة (متعهد التوريد)، وعندما يتبين له حالة
السوق ومدى الأرباح الممكن جنْيُها وإمكانية تصريف المنتجات يقيم مشروعه
الإنتاجي حسب قدرته على التصريف التي اكتسبها من عمله كتاجر جملة.
أما
إذا بدأ المنتج الصغير بإنتاج الأرانب دون دراسة السوق ودون خبرة في تسويق
إنتاجه فالنتيجة الحتمية هي الفشل الذريع حتى لو كان إنتاجه ممتازا.
سادسا : تجربة تطبيقية ممولة من منظمة الفاو
مشروع الأرانب لم يجعل أم أحمد تحتاج إلى أحد
تقوم
أم أحمد مرة كل أسبوع بإعداد طبق الملوخية الخضراء بالأرانب لعائلتها
المكوَّنة من 8 أفراد: زوجها وحماتها العجوز وأطفالها الخمسة. وهذا الطبق
هو المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني في وجبة الأسرة، وتتكون أساسًا من
الأرز والخبز والمكرونة والخضر والفاصوليا.
وتعيش أم أحمد في منـزل مكون
من غرفتين في بلدة زاوية أبو مسلم، المكونة من أكواخ والمزدحمة بالسكان،
والتي لا تبعد أكثر من 3 كيلومترات من هرم خوفو العظيم في ضواحي القاهرة.
ومن معاش زوجها الضئيل كافحت لتربية أطفالها وتعليمهم في المدارس. تقول:
"أريدُ أن يحصل أطفالي على تعليم يمكِّنهم من تأمين عمل جيد، وهذا ما جعلني
مهتمة بالانضمام إلى مشروع الدكتور حاتم عبد السلام لتربية الأرانب. وبفضل
هذه المبادرة تعلّمتُ العناية بالأرانب، التي تضاعف عددها عدة مرات،
وأستطيع الآن أن أبيع بعضها أحيانًا لتكملة دخْل الأسرة".
وقد شمل
المشروع -الذي انطلق بمنحة مقدارها 10000 دولار أمريكي من صندوق تليفود،
وهو حملة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لزيادة الوعي وجمع
التبرعات لمكافحة الجوع- في بدايته 20 عائلة في زاوية أبو مسلم. وكان الهدف
الرئيسي هو تحويل المشارِكات إلى مربيات للأرانب.. وبالتالي مساعدة الأسر
ذات الدخل المنخفض على تحقيق مستوى لائق من الأمن الغذائي.
وفي البداية
تم تزويد المشاركات بثلاث إناث من الأرانب وذكرٍ واحد، وقفص سلكي، وأعلاف
للأرانب تحديدًا تكفي لعدة أشهر. وقام الدكتور حاتم عبد السلام -وهو كبير
الباحثين في معهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لوزارة الزراعة المصرية
ومنسق المشروع- بتدريب المشاركات على تربية الأرانب وبيان كيفية استعمال
الفيتامينات والأملاح المعدنية التكميلية، وكيفية إعطاء الأدوية للحالات
المختلفة. وقامت وزارة الزراعة المصرية بتوفير الكتب وكراريس التدريب، ولكن
معظم المشاركات لا يستطعن القراءة ويعتمدن على أطفالهن لمساعدتهن.
ويقوم
الدكتور عبد السلام بزيارة العائلات بانتظام للتأكد من تقدمها، وتقديم
التشجيع والتدريب والإمدادات الإضافية عند اللزوم. وعندما تكتسب مالِكات
الأرانب الخبرة اللازمة تخفض المساعدة المقدَّمة تدريجيا حتى يصبحن
معتمِدات على أنفسهن تمامًا.
وتقول أم أحمد: "ماتت 3 أرانب من الأرانب
الأربع الأولى خلال شهر. وكان ذلك وقتًا عصيبًا بالنسبة لنا، وقد خشينا أن
نضطر إلى التخلي عن المشروع. ولكن الدكتور عبد السلام زوَّدنا بأرنبة أم
أخرى، قمنا بتربيتها، فأنجبت جميع الأرانب الثلاثين التي نملكها الآن".
وتجدر الإشارة إلى أن الأرنبة تبدأ بالولادة في المتوسط عند سن الخمسة
شهور، وتنجب نحو 30-40 وليدًا في العام. وتحتفظ أم أحمد بالإناث فقط من كل
بطن، وتبيع الذكور عند عمر شهرين بسعر الكيلو 12 جنيهًا.
وتنوي أم أحمد توسعة المكان المخصص لها على سطح منـزلها، حيث تربّي الدجاج والإوز أيضاً، وشراء أقفاص سلك أخرى.
وعن
تجربتها وما تأمله تقول: "يملك بعض جيراننا الآن 6 أقفاص لتربية الأرانب
ويربون مئات الأرانب، ويبيعونها في السوق. وهدفي هو زيادة مبيعاتي، وإعادة
الاستثمار، والتوسع في نشاطي. وبهذه الطريقة، لن أحتاج إلى الاعتماد على
عمل أطفالي ويمكنني ضمان بقائهم في المدرسة".
1- أنواع الأرانب
أول شيء في عملية تربية الأرانب هو تكوين القطيع بانتخاب السلالة المناسبة، وهناك أكثر من نوع للأرانب، هي:
1-
أرانب بلدي: حجمها صغير (2 كجم)؛ لذلك تفضل الأنواع الأخرى في عملية
التربية، لكن الميزة الأساسية للأرانب البلدي أن لديها قدرة على مقاومة
الأمراض.
2- أرانب اللحم: وأهم السلالات هي: البوسكات وهو أبيض وعيونه
حمراء، ويزن 4-5 كجم، الجينات فلاندر وهو رمادي ويزن 6-7 كجم، الكاليفورنيا
وهو أبيض مع مناطق سوداء حول الفم وفي أسفل الأرجل.
3- أرانب الفرو:
وأهم السلالات هي الأنجوراه الذي يتميز بطول شعره 20-25 سم، وهو ناعم حريري
الملمس ويزن الأرنب 3 كجم، كذلك تربى سلالة البوسكات والشنشلا من أجل
الفراء أيضا.
2- مساكن الأرانب:
بطارية أرانب منزلية سعتها 3 إناث وذكر و4 أماكن لتسمين الإنتاج
بالنسبة
للمبتدئ الذي يريد خفض نفقات البداية يمكن أن يضع الأرانب في أي غرفة على
أرضية "مبلطة"، ويفضل عندئذ أن يكون البلاط مائلا لتجميع الذبل (روث
الأرانب) في ناحية معينة مع العناية الفائقة بالنظافة اليومية.
كما يقوم
بعمل بيوت للولادة ملاصقة للحوائط، هذه البيوت يمكن أن تكون صناديق خشبية
أبعاد 50 × 30 × 30سم أو من الطوب، مع عمل باب يسمح بالكاد بدخول الأم حتى
يسهل عليها سده بقش الأرز بعد الولادة.
أما الذي لديه بعض الإمكانات
فيمكنه عمل أقفاص سلكية يكون الغرض الأساسي منها هو سقوط الذبل والبول من
خلال الأرضية السلكية؛ فلا يسبب مشاكل صحية للأرانب، ويكون لكل أم قفص خاص
بها يوضع داخله بيت الولادة الخشبي أو المعدني، ويوضع أيضًا "المعالف"
و"المساقي". وأبعاد القفص اللازم لكل أم هي: الطول 100-150سم، والعرض
50-70سم، والارتفاع 40-60سم.
كما يمكن شراء بطاريات أرانب بها جميع
التجهيزات اللازمة. البطارية التي تتسع لثلاث أمهات وذكر وأبنائهم، سعرها
حوالي 300 جنيه (أي ما يعادل 50 دولارًا تقريبا) في مصر، وتكون مزودة
بأنابيب مياه بلاستيكية ويخرج في كل قفص حلمة يشرب منها الأرنب عندما يريد.
كما يوجد أسفل الأقفاص أو البطاريات حوض لتجميع الروث والبول، هذا الحوض
يجب كسحه يوميا.
3-الإضاءة:
الإضاءة لها علاقة وثيقة
بالخصوبة، وتحتاج الأرانب 14 ساعة إضاءة حتى نصل إلى إنتاج مثالي؛ لذلك يجب
إضاءة المكان أثناء الشتاء حيث النهار قصير، وذلك لمدة ساعتين أو ثلاث
ساعات بعد الغروب.
والأرانب حيوانات تنشط ليلا وتختبئ نهارًا؛ لذلك يجب
تخفيف إضاءة النهار بعض الشيء، ويجب ألا تكون إضاءة الليل باهرة بل يكفي 3
وات لكل متر من مساحة الأرضية (أي لمبة 50 وات للغرفة).
ثانيا: عملية التلقيح والولادة
1- تلقيح الإناث:
الذكر يفضل أن يلقح من 5 إلى 10 إناث فقط
في
حالة التربية الجماعية ليس للمربي دور في عملية التلقيح، ولكن يجب عليه
ملاحظة الإناث التي لا تحمل، ويجب معرفة السبب وتلاشيه أو يتخلص من هذه
الإناث.
والذكر يكفي لعشرين أنثى، ولكن يفضل أن يخصص له 5-10 إناث فقط،
ويمكن للذكر تلقيح 2-3 إناث خلال نصف ساعة، ولكن يفضل استعماله 3 مرات
أسبوعيا فقط.
وبعد عمر 3 سنوات تقل كفاءة السائل المنوي، ويفضل تغيير
الذكر إلا إذا كان من سلالة نادرة، في حالة البطاريات يخصص قفصًا للذكر،
وتنقل إليه الأنثى عند التلقيح وليس العكس حتى لا ينزعج وحتى تخضع له
الأنثى وهي في مكان غريب، ويتم تلقيح الأنثى على عمر 5 شهور، ويجري التلقيح
بعد الولادة بأسبوع أو اثنين، بعض المربين يقومون بتلقيح الإناث في نفس
يوم الولادة، ولكن هذا فيه إجهاد شديد للأم.
والإناث ليس لها دورة شبق
مثل باقي الحيوانات، وإنما تنطلق البويضات مع التهيج الذي يحدث نتيجة
اقتراب الذكر منها، كما قد يحدث في أوقات متفرقة غير محددة. ويجب تجنب
التلقيح والولادة خلال شهور الصيف الحارة إلا إذا كان المكان مكيف الهواء
صناعيا، أو حتى بطرق بسيطة. بعد إتمام التلقيح الناجح يقع الذكر على أحد
جوانبه صارخًا، ويسجل موعد التلقيح حتى نعرف موعد الولادة المنتظر.
2-الحمل والولادة:
نعيد
الأنثى إلى مسكنها بعد التلقيح مباشرة، ويتم جس البطن بعد 10 أيام للتأكد
من حدوث الحمل، وإن لم تكن الأنثى حاملا يعاد تلقيحها مرة أخرى، ومدة الحمل
31 يوما، وقد تتأخر 1-4 أيام إذا كان عدد الأجنة قليلا، قبل موعد الولادة
ببضعة أيام تبدأ الأنثى في نقل القش إلى صندوق الولادة، ولتسهيل الأمر يضع
المربي القش النظيف في صندوق الولادة، وتقوم الأنثى بنتف شعر بطنها لتوفير
مهد ناعم، كما تغطي الصغار بهذا الشعر للتدفئة.
ويجب عدم إزعاج الأم
سواء قبل أو بعد الولادة، في اليوم الثالث يقوم المربي بفحص النتاج بهدوء
وحذر، وإذا كان عدد الصغار يزيد عن 8 صغار يأخذ العدد الزائد ويضعه لأم
أخرى وضعت عددًا أقل من ثمانية مع تلويث الصغار ببول الأم الجديدة حتى لا
تقتلهم، وكذلك إذا هجرت الأم أولادها يتم توزيعهم على الأمهات الأخرى.
ثالثا: الرعاية والتغذية
1-عملية الرعاية والذبح:
الصغار يشاركون الأم العليقة بعد أسبوعين من الولادة
- ترضع الأم أولادها مرة أو مرتين يوميا، ويحتوي لبنها على 14% بروتين (3 أضعاف بروتين لبن البقر) وتستمر الرضاعة 4-5 أسابيع.
- يقتصر الصغار على الرضاعة في أول أسبوعين، ثم تبدأ في مشاركة الأم في العليقة الخضراء والجافة، وتتدرج في الأكل حتى ميعاد الفطام.
-
نقوم بنقل الأرانب بعد الفطام إلى أقفاص البدارى، ويقدم لها علائق التربية
إذا كانت ستستخدم كأمهات أو يقدم لها علائق تسمين إذا كانت ستذبح.
- تذبح هذه الأرانب على عمر 10 أسابيع، ويكون وزنها عندئذ 2- 2.5 كجم.
2-أهم الأمراض:
-تبدأ
مشاكل الصغار مع بدء تناول العلف (أي على عمر أسبوعين)؛ حيث تصاب
بالالتهابات المعوية الحادة؛ لذلك يفضل إضافة المضادات الحيوية للعليقة
لمدة 10 أسابيع بمعدل 10-50 جم من المادة الفعالة لكل طن عليقة.
- تظهر حالات الكوكسيديا ابتداء من عمر 4 أسابيع؛ لذلك تضاف مركبات السلفا إلى العليقة بمعدل 1-2 كجم لكل طن لمدة أسبوع.
-
تتعرض الأرانب للإصابة بالجرب خاصة في حالة التربية الأرضية؛ لذلك يجب غمس
أطراف الأرانب والفم والأذنين مرة كل أسبوعين في محلول واق من الجرب مثل
الملاثيون 0.5%. وفي حالة الإصابة يتم العلاج بمركبات الكبريت.
-
الأرانب لديها حساسية شديدة لميكروب الباسترلا المسبب للزكام المعدي
والتسمم الدموي وتعالج بمحلول سلفا 27% بمعدل 1سم مكعب تحت جلد الرقبة.
3-تغذية الأرانب:
تغذية الأرانب تحتاج إلى مقننات غذائية مرتفعة
تتغذى
الأرانب البرية على الحشائش فقط، ولكن الأنواع المستأنسة عالية الإنتاج لا
تكفي لها الحشائش وحدها بل تحتاج إلى علائق ذات مقننات غذائية مرتفعة.
تختلف احتياجات الأرانب حسب مرحلة العمر والإنتاج، ومصانع العلف تنتج
أعلافا خاصة ببدارى التربية وبدارى التسمين والأمهات الفارغة والأمهات
الحوامل والأمهات المرضعات والذكور البالغة المستخدمة في التلقيح (طلوقة).
ويمكن
للمربي الاعتماد على هذه الأعلاف الجاهزة، أو يقوم هو بتركيب العلائق
اللازمة له، ويلزمه معرفة الاحتياجات؛ فالأرانب طوال فترة التربية تحتاج
إلى 16% بروتين، وتحتاج بدارى التسمين 18% بروتين، والإناث الخالية 14%
بروتين، والمرضعات والحوامل 16-18%، والذكور 18%، والدهون تتراوح في كل
الحالات من 2-3.5%، والألياف من 10-14%.
كما يمكن للمبتدئين الاعتماد
على البرسيم شتاء والدريس صيفا مع مادة مركزة مكملة مثل الذرة الصفراء أو
القمح أو حتى الخبز الرجوع، وفي الريف لا يقدمون للأرانب سوى البرسيم
والحشائش، وفيما يلي النسب المتبعة في تركيب العلائق الجافة:
- مصادر مرتفعة الطاقة: ذرة ـ قمح ـ شعير 30-50%.
- مصادر منخفضة الطاقة: ردة 20-30%.
- بروتين نباتي: صويا، فول 15-25%.
- برسيم مجفف (دريس) 7 -10%.
- خميرة بيرة 0.5 - 1%.
- مصادر أملاح مسحوق عظام - حجر جيري - مخلوط معدني 1-2%.
- فيتامينات - مضادات حيوية - مضادات تأكسد.
- أعلاف خضراء برسيم - حشائش - جزر... إلخ 50-100 جم / أرنب / يوم.
رابعًا : اقتصادات الأرانب
تختلف
دراسات جدوى مشروع تربية الأرانب بحسب المبلغ الذي سيبدأ به الشخص مشروعه
وكذلك المكان؛ فمن قرر أن يقيم المشروع في إحدى حجرات منزله أو سقف منزله
فالبتأكيد ستنخفض تكاليفه التي ستقتصر آنذاك على الأرانب والأقفاص أو
البطاريات والتغذية والإضاءة ومقاومة الأمراض. وهذا يختلف عن شخص آخر قرر
إقامة مزرعة كبيرة على أرض فضاء يلزمه آنذاك تكاليف ثابتة تشمل سعر الأرض
وتجهيزها بالبنية الأساسية اللازمة مثل البطاريات والإضاءة وعملية التغذية
والرعاية.
ببساطة يمكن النظر لأهمية الربح من مشروع الأرانب بسبب حجم
التوالد السريع لها؛ فالأم الواحدة تعطي من 4-5 بطون في السنة.. وكل بطن
حوالي 8 أرانب؛ أي أن الأم تعطي 30-40 أرنبًا في السنة.
يباع الإنتاج
على وزن 2 كجم؛ أي لدينا 70 كجم بالمتوسط، وإذا ضربناه في سعر كيلو الأرانب
(بالأسعار المصرية) وهو 12 جنيها، أي 12 × 70 = 840 جنيها.
أما
التكاليف فتحتاج تغذية 30-40 أرنبًا إلى 300 كجم علف في السنة، وثمن هذه
الكمية 210 جنيهات (الدولار= 6.20 جنيهات تقريبا). وكذلك تكاليف رعاية
وإضاءة وغيرهما من المعدات كالصندوق الخشبي لهذا العدد من الأرانب قد تصل
إلى 190 جنيها.. إذن التكاليف الإجمالية لتربية عدد 30 إلى 40 أرنبا تصل
حوالي 400 جنيه، هذا التكلفة البسيطة في حال وجود مشروعك في غرفة منزلك أو
فوق سطح بيتك.
وإذا خصمنا من مبلغ 840 جنيها تكاليف تربية 30 إلى 40
أرنبًا، وقدرها حوالي 400 جنيه فسنجد أن الأم الواحدة التي أنتجت هذا العدد
من الأرانب تربح حوالي 440 جنيهًا في السنة. إذن لو كان الشخص يملك 10
أمهات فإنها تعطيه حوالي 4400 جنيه سنويا.
وإذا كانت هذه الأرقام هي
نتاج خبرتنا العملية في المشروعات الحيوانية فيمكن للقارئ الاطلاع على
دراسة جدوى أكثر تفصيلا لمن يريد إقامة مزرعة أرانب متوسطة الحجم في أرض
فضاء مساحتها 2250م في موقع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، الصندوق
الاجتماعي للتنمية في مصر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خامسًا: تسويق الأرانب
أرنب مذبوح ومعد للتسويق
نحن
بصفة عامة ننصح ببدء المشروع الحيواني من النهاية ثم الرجوع للخلف؛ بمعنى
أن على المبتدئ الذي يريد دخول حلبة الإنتاج أن يبدأ بالتسويق كأن يفتتح
محلا لذبح وبيع الأرانب والطيور، وهو نمط منتشر في مصر وبعض الدول العربية،
وعندما يجيد تصريف المنتجات التي يأتيه بها التجار يبدأ بالرجوع للخلف؛ أي
بإنتاج الطيور التي لن يحتار في تسويقها عندئذ بما اكتسب من خبرة.
أو
قد يبدأ بأن يحل محل التاجر الوسيط (تاجر الجملة) فيذهب إلى المنتجين
ويشتري منهم الأرانب جملة ويوزعها على محلات التجزئة. المهم أن يتقن تصريف
المنتجات، حتى إذا أصبح منتجا فلن يحتار في التسويق ولن يُغلب ويبخس حقه
اعتمادا على جهله بالتسويق.
وهناك أنماط مختلفة لتسويق الأرنب؛ فقد تباع
حية أو كذبائح طازجة أو ذبائح مجمدة، ومن الضروري قبل بدء المشروع دراسة
النمط الذي يفضله المستهلك، وهو ما يختلف من قطر إلى آخر بل قد يختلف من
منطقة إلى أخرى داخل نفس القطر.
وهناك أسلوب في التسويق يعتمد على
التعاقد مسبقًا؛ فقد يتعاقد المنتج مع محلات السوبر ماركت أو الفنادق
والمطاعم على توريد كميات معينة بمواصفات معينة في فترات معينة، ويرتب
إنتاجه على هذا الأساس، ونحن ننصح بأن يجري هذا التعاقد أولا قبل البدء في
المشروع، ويتم تلبية هذه المتطلبات من المنتجين الفعليين؛ أي أن الشخص يقوم
في هذه الحالة بدور تاجر الجملة (متعهد التوريد)، وعندما يتبين له حالة
السوق ومدى الأرباح الممكن جنْيُها وإمكانية تصريف المنتجات يقيم مشروعه
الإنتاجي حسب قدرته على التصريف التي اكتسبها من عمله كتاجر جملة.
أما
إذا بدأ المنتج الصغير بإنتاج الأرانب دون دراسة السوق ودون خبرة في تسويق
إنتاجه فالنتيجة الحتمية هي الفشل الذريع حتى لو كان إنتاجه ممتازا.
سادسا : تجربة تطبيقية ممولة من منظمة الفاو
مشروع الأرانب لم يجعل أم أحمد تحتاج إلى أحد
تقوم
أم أحمد مرة كل أسبوع بإعداد طبق الملوخية الخضراء بالأرانب لعائلتها
المكوَّنة من 8 أفراد: زوجها وحماتها العجوز وأطفالها الخمسة. وهذا الطبق
هو المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني في وجبة الأسرة، وتتكون أساسًا من
الأرز والخبز والمكرونة والخضر والفاصوليا.
وتعيش أم أحمد في منـزل مكون
من غرفتين في بلدة زاوية أبو مسلم، المكونة من أكواخ والمزدحمة بالسكان،
والتي لا تبعد أكثر من 3 كيلومترات من هرم خوفو العظيم في ضواحي القاهرة.
ومن معاش زوجها الضئيل كافحت لتربية أطفالها وتعليمهم في المدارس. تقول:
"أريدُ أن يحصل أطفالي على تعليم يمكِّنهم من تأمين عمل جيد، وهذا ما جعلني
مهتمة بالانضمام إلى مشروع الدكتور حاتم عبد السلام لتربية الأرانب. وبفضل
هذه المبادرة تعلّمتُ العناية بالأرانب، التي تضاعف عددها عدة مرات،
وأستطيع الآن أن أبيع بعضها أحيانًا لتكملة دخْل الأسرة".
وقد شمل
المشروع -الذي انطلق بمنحة مقدارها 10000 دولار أمريكي من صندوق تليفود،
وهو حملة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لزيادة الوعي وجمع
التبرعات لمكافحة الجوع- في بدايته 20 عائلة في زاوية أبو مسلم. وكان الهدف
الرئيسي هو تحويل المشارِكات إلى مربيات للأرانب.. وبالتالي مساعدة الأسر
ذات الدخل المنخفض على تحقيق مستوى لائق من الأمن الغذائي.
وفي البداية
تم تزويد المشاركات بثلاث إناث من الأرانب وذكرٍ واحد، وقفص سلكي، وأعلاف
للأرانب تحديدًا تكفي لعدة أشهر. وقام الدكتور حاتم عبد السلام -وهو كبير
الباحثين في معهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لوزارة الزراعة المصرية
ومنسق المشروع- بتدريب المشاركات على تربية الأرانب وبيان كيفية استعمال
الفيتامينات والأملاح المعدنية التكميلية، وكيفية إعطاء الأدوية للحالات
المختلفة. وقامت وزارة الزراعة المصرية بتوفير الكتب وكراريس التدريب، ولكن
معظم المشاركات لا يستطعن القراءة ويعتمدن على أطفالهن لمساعدتهن.
ويقوم
الدكتور عبد السلام بزيارة العائلات بانتظام للتأكد من تقدمها، وتقديم
التشجيع والتدريب والإمدادات الإضافية عند اللزوم. وعندما تكتسب مالِكات
الأرانب الخبرة اللازمة تخفض المساعدة المقدَّمة تدريجيا حتى يصبحن
معتمِدات على أنفسهن تمامًا.
وتقول أم أحمد: "ماتت 3 أرانب من الأرانب
الأربع الأولى خلال شهر. وكان ذلك وقتًا عصيبًا بالنسبة لنا، وقد خشينا أن
نضطر إلى التخلي عن المشروع. ولكن الدكتور عبد السلام زوَّدنا بأرنبة أم
أخرى، قمنا بتربيتها، فأنجبت جميع الأرانب الثلاثين التي نملكها الآن".
وتجدر الإشارة إلى أن الأرنبة تبدأ بالولادة في المتوسط عند سن الخمسة
شهور، وتنجب نحو 30-40 وليدًا في العام. وتحتفظ أم أحمد بالإناث فقط من كل
بطن، وتبيع الذكور عند عمر شهرين بسعر الكيلو 12 جنيهًا.
وتنوي أم أحمد توسعة المكان المخصص لها على سطح منـزلها، حيث تربّي الدجاج والإوز أيضاً، وشراء أقفاص سلك أخرى.
وعن
تجربتها وما تأمله تقول: "يملك بعض جيراننا الآن 6 أقفاص لتربية الأرانب
ويربون مئات الأرانب، ويبيعونها في السوق. وهدفي هو زيادة مبيعاتي، وإعادة
الاستثمار، والتوسع في نشاطي. وبهذه الطريقة، لن أحتاج إلى الاعتماد على
عمل أطفالي ويمكنني ضمان بقائهم في المدرسة".